“تمام الكلام”…بقلم حضرة الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسيني شيخ صوفية الصين

عبدالرؤوف اليمانى... شيخ الصوفية الصين وحوله مريدوه

 

٩-تمام الكلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وقد أشار إلى لسانه وقال :” اكفف عليك هذا” فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:” ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”

وكان يقول حضرة الشيخ بهاء الدين النقشبندي ايضا : عندما تريد التحدث عليك ان تستخدم هذه الاشياء الثلاثة عندما تصدر حكما :

١-هل ما تريد أن تقوله الحقيقة أم كذبة اذا كانت كذبة فعليك التوقف ولا تقول ذالك.

٢-هل ما تريد أن تقوله طيب أم سيئ ، اذا لم يكون طيبا فتوقف ولا تقول ذالك

٣-هل يجب أن تقول ما تريد أن تقوله ، إذا يمكن لا تقل ذلك فتوقف ولا تقول ذلك .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»، وقال شيخ مشايخ الصوفية : وكذلك اللسان حتي لو كان القلب طيبا واللسان مكسورا فهو ايضا مكسور .

وفي الحقيقة أن الله سبحانه وتعالي خلق تسع سماوات وكذلك القصور والجواهر والعذاري و الجنيات يخدمون ومائدة من الجنة وكل النعم التي لم ترها العيون والاذان لم تسمعها من قبل وتنتظر وتتغذي للجميع الذين لهم نصيب في الجنة فهم صالحون وصالحات وصادقون وصداقات من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورسالة الدعوة هي كلمات لطيفة ومن يقول قول الحق فهو المقنع فانه الاقناع للاخرين ، فهو الشخص الذي يحمل الاسم على الرسالة الدعوة من مائدة الجنة ويجب أن تقول له : انت الشخص الذي تم ارسال رسالة الدعوة من الجنة ، اذا لم ينته اقناعك حتي يوم الوفاة فعندئذ تكمل كلماتك وتحصل على نفس البركة .

لقد خلق الله تعالي سبع طبقات من النار ويعاقب على كل الذنوب وجعل كل أنواع السبب والنتيجة لها جزاء ولوقف الشر يجب عليك أن تستخدم يديك إذا كنت لا تستطيع أن تفعل ذالك فتعانق خصره (ضاعت شروط نجاح الجاني ) وإذا لم تستطع أن تفعل ذالك فتستخدم لسانك واذا لم تستطع أن تفعل ذالك فانت تكرهه بقلبك وكره بالقلب ذلك أضعف الايمان كما قال رسول الله : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذالك أضعف الإيمان.

والناس الذين يتوقفون مع ألسنتهم لقد غفر الله تعالى خطاياهم ، لا يهم اذا وقف الشر بيدك أو لسانك طالما أنك توقف الشر فتكلم كلاما مثل هذا المجموع في يوم القيامة لهم نور فوق النور في وجوههم لذلك صاحب التصوف ينبغي أن يحذر صاحب الجرائم : اذا قفزت في البحر ستغرق واذا دخلت النار ستحرق حتى الموت ، وفي الاقناع أنه مثل العشب الذي يسير الماشية في الطريق وفي وقف الشر يشبه السوط لسير الماشية على الطريق وفي طريق الخطيئة مثل النمر في الطريق وعلي منحدر الاحسان مثل سائق حصان مع سوط وعربة لتقليل الصراط المستقيم أو قف الجري اوقفه.

في الحقيقة الهادي وصاحب الاشارة الذين يشيرون الي الاصلاحيين الوهميين سيعرضون للافتراء والاهانة والاذى من قبل الاخرين ، ان الله سبحانه وتعالي قادر علي كل الشيء اما يحمله في السلطة ليخرج من النار بامان مثل جد الأنبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام ومثل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غار حراء ومثل زهرة وردية من الاشواك او مثل زهرة اللوتس البيضاء من الوحل واما مثل ابو جهل عم سيدنا رسول الله كان يقذف رسول الله وجرح قدمه حتي لا يتوقف النزيف والملائكة كلهم يدعون الي الله لرسول الله فخاف سيدنا رسول ان الله سبحانه وتعالي يعذب لعمه ويدعو الله سبحانه وتعالي يرحمه ويرحم جميع اهل الذنوب الذين يرتكبون المعاصي وشفاه الله جراحه صلى الله عليه وسلم وانعم الله نعمة المعراج لسيدنا رسول الله ولكل امته صلى الله عليه وسلم.

وكل الجراح التي عاني منها اهل التصوف من كمال الكلام مثل الغيبة فان جميع الملائكة يستغفرون الله الله تعالي لاجله واقترب الله منه بالحب وشفاه واعطاه نعمة المعراج حتى علي اهله واتباعه وفي يوم القيامة سيظهر الله تعالي نعمته لجميع الحاضرين .

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *