أكد الدكتور عبدالقادر إمباكي، مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية على الدور المهم والمحوري الذي تقوم به الطريقة في نشر الفكر الصحيح في السنغال والعالم، وكذلك ومواجهة الفكر المتشدد والقضاء عليه.
وأوضح “إمباكي” خلال مشاركته في فعاليات ملتقى “إشكاليات التصوف والطفولة والشباب” بالمغرب على أن الصوفية تعتني بالنشء لأنهم الأجيال القادمة التي ستحكم العالم، فيجب الاهتمام بهم وتربيتهم تربية سوية حتى يكونوا قادرين على نشر الوعي بين الناس.
هل المتلقيات الصوفية تقوم بدور في نشر الأفكار الصحيحة ومحاربة الفكر المتشدد؟
عندما ننظر إلى ما يحدث حاليًا حول العالم المعاصر من تحديات بعضها يمكن وصفها بأنها خطيرة وتستهدف الدين بالأساس وتستهدف الوحدة الإسلامية ووحدة الأمم بشكل عام، نتيجة لهذه الصراعات بين القوى الكبرى التي يكون هدفها الرئيسي كسب أكبر قدر ممكن من القوة الاقتصادية والهيمنة بطبيعة الحال، عندما ننظر إلى هذه الأمور كلها نلاحظ بأنه آن الأوان ليقوم أهل الإسلام بالوحدة والتجمع من أجل الدفاع عن دينهم الإسلامي والدفاع عن وحدتهم ومبادئهم وأخلاقهم ومصالحهم بصورة عامة، وبدون شك عندما نتحدث عن الأمة الإسلامية، فلا أشك أن لأهل التصوف والمتصوفة مكانة خاصة وأنا لا أشك بأن أهل التصوف يمثلون الأغلبية الساحقة في الإسلام في كل بلدان العالم الإسلامي نلاحظ أن أهل التصوف هم الذين يشكلون الأغلبية، ولذلك إذن في القرارات والحلول لا يمكن أن يكونوا منعزلين عن هذه الحلول وهذه القرارات التي تخص الأمة وتخصهم وتخص أهل التصوف ولا شك أن تنظيم مثل هذه الندوات والملتقيات والندوة التي نحن شاركنا فيها الآن والتي نظمتها الطريقة البصيرية حول الطفولة والشباب وشاركنا في هذه الندوة بموضوع، هي ظاهرة جيدة وصحيحة ويجب على كل الصوفية حول العالم أن ينظموا هذه المتلقيات باستمرار.
ما علاقة التصوف بالطفولة والشباب.. وماذا قدم التصوف لحماية الطفولة من المخاطر المجتمعية؟
الطفولة والشباب يشكلان النواة الأساسية للمجتمع لأن الطفولة والشباب، هم الذين يحكمون العالم في المستقبل القريب، لذا تم الاهتمام بهم الاهتمام اللائق فلا شك أن المستقبل لن يكون هناك رجاء، والتصوف قدم الكثير لحماية الشباب والأطفال من المخاطر المتعددة والمختلفة فالتصوف يرفض تمامًا إقحام الأطفال والنشء في الصراعات العسكرية والمسلحة وغير ذلك من الأمور.
يعني يمكن القول أن أهل التصوف يهتمون بالأطفال لأنهم الأجيال القادمة التي ستحكم هذا العالم أم ماذا؟
نعم هذا هو بالضبط، والتصوف منذ البداية يعطي أولوية للطفولة والشباب، لأن من أهم المناهج الناجحة التي استخدمها أهل التصوف أو المتصوفة الكبار هو التركيز على الطفولة والشباب يمكن أن أعطيك المثال في الطريقة المريدية التي أنتمي إليها، عندما قرر مؤسس هذه الطريقة أن ينشئ الطريقة، أنشأها مع جيل من الشباب، ولذلك حقق النجاح وتطور الطريقة المريدية الآن يفسر باهتمام الطريقة بالطفولة والشباب منذ البداية.
نود تسليط الضوء أكثر على الخلافة العامة للطريقة المريدية.. وهل هذه الخلافة لها أفرع في كل دول العالم؟
لعل الشهرة التي اكتسبتها الطريقة المريدية في الآونة الأخيرة، لعلها تعود إلى الدقة في التنظيم، أي تنظيم هذه الطريقة، أي الدقة في تنظيم أمورها، فهي طريقة صوفية سنية متفرعة عن الطريقة القادرية باعتبار أن مؤسس الطريقة وأسرته كانوا قادريين قبل أن يؤسس الشيخ أحمد بن خادم الرسول هذه الطريقة المريدية وهي طريقة صوفية سنية كما ذكرت، ومنظمة بشكل جيد جدا بحيث أن الخليفة العام هو الذي يسير أمور الطريقة، بدون شك الطريقة الآن أصبحت منتشرة في مختلف أنحاء العالم وفي كافة القارات والمدن والعواصم الكبرى توجد مراكز تابعة لهذه الطريقة وهذه المراكز تهتم بالأساس بتدريس القرآن الكريم والعلوم الدينية ونشر الإسلام السني الصوفي وهذا في كل العواصم.
هل تنظم الطريقة المريدية ملتقيات صوفية مثل الزوايا الأخرى أم لا؟
نعم، تقيم ندوات صوفية كل عام، حيث أن الطريقة المريدية هي طريقة صوفية كبيرة وتهتم بتنظيم هذه الندوات في أماكن مختلفة في العالم في أوروبا مثلًا، هناك ندوات وفي السنغال في العاصمة هناك ندوات، ولكن مناسبة تنظمها الطريقة سنوياً، هي مناسبة ذكري خروج نفي الشيخ أحمد بمبة مؤسس الطريقة المريدية إلى المنفى، يعني هو كان هناك احتكاك بينه وبين السلطات الاستعمارية، فتم نتيجة لهذا الاحتكاك نفيه إلى الجابون، والطريقة في كل سنة وفاءً لمؤسسها تقوم بإحياء ذكرى هذه المناسبة، وهي احتفال كبير جداً، يحضره ملايين من الناس من مختلف أنحاء العالم، وتقام هذه المناسبة في مدينة توبال التي هي عاصمة الطريقة المريدية، وهي مناسبة سنوية يشارك فيها الرسميون والعلماء والمثقفون، وفي الغالب تكون في شهر صَفَرْ من كل سنة، وقد يصادف هذه السنة شهر سبتمبر أو أكتوبر تقريباً.