ثلاثون عاماً مرَرْتُ خلالها بالماء و النار، لِسبيل الله و الإسلام دعوتُ بالإزدهار، أتذكّر الليلة رحلتي لِـ “لونغ نان”،حينها تَغَيَّرَ البلدُ كلِّياً عمّا كان،وثِق بي أبي و دموعهُ تُبَلِّل الأكمام،ثمانيةٌ و ثلاثون عاماً كالأمس مرّتْ في آن.
كنتُ أضحك على بكاءِ أبي بتجاهلٍ طفولي، لم أكن أدري كُنْهَ حبِّ اللهِ و الرسولِ،بعد مدح الله و نبيه، بدوري سالت دموعي، هناك يتراءى حزيناً بقلبِه المكسورِ.
قابلتُ معارفي و أقاربي على بُعد آلاف الأميال،ملأوني حبّاً بمناداتهم لي جدّي و عمّي الموتُ على حدٍّ سواء.. يصيبُ كلّ الرجال، أبغي أن أكون خادما طوال عمري.
بلغتُ التاسعة و الأربعين ولم أُنجز بعدُ شيئاً مُهِمَّا،أقوم بالعبادةِ للأسلافِ بوجهٍ قلَّما ابتسمَ،الشهرة و الثروة، لا يهمني أمرُهمَا، ودِدت صرفَ حياتي بأكملها عبداً و خادمَا.
زرتُ كل الأقارب و السماء تُثْلِجُ قاطعاً آلاف الأميال، في سبيل الإسلامِ كرّستُ ما بقيَ من حياتي،سيتّحِدُون بمشيئة اللهِ من دام فُراقهم وطال،كلابٌ و شياطين تعوي و أنا أنعمُ بسَكينتي،الوقت ثمينٌ و اللقاء صعبٌ لا مُحال،سأُرشد الورى طريقَ العودةِ للجنّةِ.