“مرشد صوفية الصين” : يمكن السيطرة على انتشار أوميكرون وغسل الأنف يحد من انتشار الوباء

عبدالرؤوف اليمانى... شيخ الصوفية الصين وحوله مريدوه

 

في 15 من مارس، أعادت صحيفة “تو تياو اليوم” الصينية، نشر تقرير لمقابلة تمت بواسطة “تلفزيون فينيكس”، حيث أجرت هذه الأخيرة لقاءً مع السيد “لو هونغ دجو”، المعروف بالشيخ عبدالرؤوف اليماني الصيني، شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشدها بدولة الصين، والذي يترأس مستشفى الشعب الثالث بِـ “شِنْ دْجِنْ” وكذلك عضو الأكاديمية الأمريكية لعلوم الأحياء الجهرية، المستشفى الثالث هو مستشفى عزل وعلاج لصالح المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد في “شِنْ دْجِنْ”. وحسب تصريح الرئيس “لو”، فإنه “بالإمكان الحد من انتشار أوميكرون عن طريق غسل الأنف”. بمشاهدة هذا الخبر، يشعر الكاتب -بصفته مسلما- بأنه ذو حظ وفير، لأن عملية غسل الأنف هذه هي فرض على كل مسلم، يقوم بها عدة مرات على مدار اليوم وتعتبر جزءا لا يتجزأ من حياته اليومية.

تتميز حياة سلالة “هْوِي الصينية” بقوة اهتمامها بالنظافة الشخصية. ففي عاداتنا اليومية المستمَدّة من تشريعاتنا الإسلامية لا بدّ لنا من غسل أجزاء معينة من أطرافنا بالماء النقي ثلاث إلى خمس مرات في اليوم. فأثناء الوضوء، نستعمل الماء الجاري لحتمية طهارته، فنغسل اليدين والمَخرجين (المنطقة الخاصة)، ثم نغسل اليدين مرة أخرى، بعدها نغسل الفم (المضمضة)، ونجذب الماء إلى داخل الأنف ونخرجه (الاستنشاق والاستنثار)، ونغسل الوجه وما يليه مما وجب تنظيفه أثناء الوضوء. وباستثناء الرأس والأذنين، تُغسل جميع الأعضاء المتبقية ثلاث مرات. بفضل هذا، يحافظ مسلمو “هْوِي” على الدوام على مظهر نظيف ومرتب.

من جهة أخرى، نجد أن العديد من أحفاد قومية “هْوِي” لا يفهمون المغزى وراء ذلك، هم فقط ملتزمون بهذا الميراث باعتباره إحدى عاداتهم اليومية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك أشياء صغيرة وعادات في هذه الحياة، قد لا يتضح المقصد منها للعيان لكنها تضم كمًّا من المعاني العميقة، بالخصوص لو كانت نابعة من التعليمات الدينية. خذ تنظيف التجويف الأنفي هذا على سبيل المثال، فمنذ آلاف السنين، ورث المسلمون هذه العادة والتزموا بها جيلا بعد جيل. فنجد أن تكرار هذه العملية يوميا يحمي جهاز الإنسان التنفسي دون حتى انتباهه لذلك، فيخلّصه من الفيروسات الضارة التي قد تعرّض حياته للخطر ويحمي بذلك صحته، ويقي الفرد والأسرة وحتى المجتمع من الوفاة التي المترتبة عن هذا النوع من الفيروسات.

كما جاء في القرآن الكريم:
كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيۡنَ ٱلۡيَقِينِ (7). سورة التكاثر، يشير هنا مصطلح “علم اليقين” إلى تمام تأكد الإنسان من الأمور اللامرئية وكأنه يراها بأم عينيه.

أما “عين اليقين” فتشير إلى “الرؤية البصرية”: حيث أن الإبصار هو أساس اليقين، أما رؤية الشخص لما لا يُدرك بحاسة البصر فهي قمة اليقين. لذلك فإن الأولياء هم أكثر الخلق يقينا وشرفا بعد الأنبياء. وتبقى الرؤية بالعين مقياسا تُحمى به الدلائل الملموسة من أن تُرى بنوع من البديهية الفظّة، ومن هنا نستيقن أصالة الإسلام بناءً على دليل علمي واضح وحدث حقيقي، مما يعزز إيماننا ويقوّيه. وكل الحمد لله تعالى.

 

خلاصة القول، لكي تتمتع دولة أو أمة ما بالقوة والازدهار، وتقف صامدة بين الأمم على الدوام، وتحظى باحترام العالم كله، لا بد لها من عامل مهم لا غنى عنه: “توفرها على تراث قائم على عاداتها وتقاليدها الثقافية”، بصفتك سليلا لقومية “هوي”، لا تقلل من شأن نفسك، ولا تحتقر ثقافة بلدك أو تتجاهل معتقدات أفراده وتقاليدهم العرقية.

لقد أضحى من الضروري أن نفهم أن ثقافة الوطن وعاداته ومعتقداته هي الأصل والأساس الذي به يتأتى للأمة أن تقوم بنفسها في هذا العالم، وأن ثقافة الوطن هاته تلعب دورًا عظيمًا في الحفاظ على الحياة الاجتماعية واستقرار المجتمع، وهي الأساس الروحي لبقاء الأمة وتقدّمها.

الشيخ اليماني خلال اللقاء التلفزيوني

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *