يختلف أتباع الصوفية والسلفية، على العديد من الجوانب الجوهرية، ومنها الحضرات، حيث تعتبر السلفية، الحضرات بدعة صوفية ما أنزل الله بها من سلطان.
ويعقب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف ومفتي جمهورية مصر العربية لسابق ، على ذلك، قائلا: مما يثيره بعضهم أن الصوفية تستعمل كلمة تسمى بـ”الحضرة”، والحضرة يطلقها أهل التصوف على مجلس الذكر، والنبي مر في المسجد على حلقتين، حلقة للذكر وأخرى للتعلم ولبحث الأمور العلمية، فقال “هؤلاء على خير وهؤلاء على خير”.
وأضاف: انضم النبي إلى جلسة العلم لأنه بُعث صلى الله عليه وآله وسلم، معلماً، والنبي يقول في الحديث الصحيح: “مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ”.
تابع جمعة: “ما هذا الجمال الذي يدعونا إليه رسول الله ﷺ، من يفعل هذا من أولئك المعترضين ؟ هذا نَص في إقامة الحضرة {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} من الذي يفعل ويتأمل ويتدبر {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} فيقف عند {صَلُّوا} وهي جمع، فينشيء مجلساً للصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، جماعة، فيخرج الآخر ويقول: بدعة. لا يا أخي هذه قد وردت في القرآن وأُمرنا بها ونحن الآن ننفذها، وتنفيذ ما ورد في القرآن سيبقى إلى يوم الدين، والفرق بين البدعة والسنة: أن السنة لها أصل في الدين، ولكن البدعة تخالف وتهدم أصل الدين.
وقال: نحن لا نعيش زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل نعيش منهج ومراد وحياة النبي وليس زمن النبي، ولذلك لم يعترض أحد على المخترعات الحديثة، أو أن جعل سيدنا عمر التراويح عشرين ركعة، ولم يعترض سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث بلال، حيث قال “سمعت خشخشة نعليك قبلي في الجنة فبما هذا ؟، قال: لا أدري يا رسول الله”، بلال لا يدري والنبي لا يدري، ولكن الله أطلع النبي، على مقام بلال عنده من أنه كان كلما توضأ صلى ركعتين، الوضوء من الشريعة، وصلاة ركعتين من الشريعة، والجمع بينهما حتى لو لم يأمره به رسول الله يكون سنة حسنة، شخص يُغالط ويقول: ولكن هنا رسول الله أقره. أقره بعد ماذا ؟!! بعد ما رضي الله عنه، كذلك الرجل الذي دخل في الصلاة فرفع من الركوع، فقال: “ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً طاهراً مباركاً فيه.. ” إلى آخر الدعاء والنبي لا يعرف ماذا قال ولكنه رأى بضعاً وثلاثين ملكاً يبتدروها أيهم يصعد بها إلى السماء وهو في الصلاة وقبل الإقرار، وذلك أن هؤلاء لم يميزوا بين البدعة والسنة الحسنة. هذا هو شأن التصوف، شأن أهل العلم و أهل الله، وأهل القلوب الضارعة، وليس شأن هؤلاء الذين يتكلمون بغير علم.