كتب الشيخ عبدالرؤوف اليمانى شيخ صوفية الصين سلسلة قصائد تحت عنوان “قصائد مراجعة النفس” وذلك بمناسبة عيد ميلاده السبعين
وتعد هذه القصيدة التي نحن بصدد الحديث عنها من هذه القصائد.
أولاً
نُدرةٌ هم من يعيشون من العُمُر للسبعين، و المعمِّر لمئة سنة في هذا العالَمِ قد صَعُبَ إيجادُه، أيَا أوقاتاً جميلةً، كَلمحِ البصرِ نراكِ تَمُرِّينْ،
حصادُه شعرٌ أبيضُ من في جهودٍ لا مُجْدِيةٍ ضاعتْ حياتُهُ.
ثانياً
مغرمًا بتعلُّم الإسلام، هكذا كنت منذ طفولتي، أحبُّ الخيرَ و أتعبّدُ بجِدٍّ مُذْ وصلتُ الثانيةَ عشرةِ،بين سهول “لونغ نان”… كنتُ مسافراً مع أبَتِي، يبكي أبي.. و أقابلُ حُزنه بضِحكتي،و حُفِرَ في فؤادي، الإمتثال للفرائضِ الخمسةِ.
ثالثاً
مراهقتي.. قضيتُها كدًّا في دراستي،
ممارسةُ الفنون القتاليةِ،تعلُّمُ الأدبِ و إتقان العلومِ الإسلاميةِ،الوطن كالأبِ و الدِّين كالأمِّ، وَجَب لهما ردُّ الجميل،
قلقي كان دوما قاهري، في حقِّهما أخاف التقصير.
رابعاً
لم أكن محظوظاً في منتصف عمُري،
عاملتُ الناس بإخلاصٍ و بقلبٍ رحبِ،
أفضّلُ أن أُعامَلَ بلا عدلٍ في هذا العالَمِ،بدلاً من أن أُدِين لأحدٍ بذاكَ العالَمِ.
خامساً
شهِدتْ حياتي فصلاً جديداً عند بلوغي التاسعةَ و الأربعين،
سافرت إلى “لونغ نان” للبحث عن الجذورِ و صِلَةِ إخوتي المسلمين،
مدحتُ الله ورسولَه بسيلِ دموعٍ من العينين، ساكنٌ لاأعرف للخوفِ سبيلاَ، بينما تعوي الكلابُ و الشياطين.
سادساً
سنواتُ إلتزامي بالتقاليد أدركَتِ الثلاثين، بإرادة ربّي وإذنهِ، بلغتُ الثمانين، كنت خائفا… فلم يُصِبني أذىً بحمايةِ الله و رعايتِه، و عدتُ بعدها سالماً… بفضلِ القيّومِ و مشيئتِه.
سابعاً
أُفيق في منتصف الليلِ، أسأل الله العونَ،بقلبي و روحي أسعى جاهداً لأُوَفِّقَ للإنسجامِ الوطنَ،أَدعو الله أن يَغدُق على بلدي الإزدهارَ… وعلى أهلهِ الأمنَ،اللّهم جُدْ علينا بنِعَمِك لِيزدهرَ الإسلامُ و تَرقى الأمَّة.
ثامناً
شُرِّفَتْ “لونغ نان” بِجِيلٍ بطَل،
مئاتُ أجيال الأبطال انبثقت من بحيرةِ “ديان تشي”،أراد “هُومَنْ” معرفةَ سرِّ القدَر،أشعَّ بهجةً في عصرنا العظيمِ غروبُ الشمسِ.