قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وقد اظهر الله سبحانه وتعالى مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات الدينية والمشاركة العملية في الحياة العامة منذ بداية الخليقة حيث قال تعالى ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ).
فدلت هذه الآية الكريمة على المشاركة الفعلية للمرأة مع الرجل في كل جوانب الحياة ، ونبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم قد أكد على دور المرأة في المجتمع واوصى بها حيث قال ( رفقا بالقوارير ) وأكد على طلب العلم للمرأة أسوة بالرجل حيث قال ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) والطريقة العلية القادرية الكسنزانية لم تفرق بين الرجل والمرأة إلا بالتقوى والعمل الصالح ، ووضعتها في الموقع والمكان اللائق بها ، وإحترامها وتعظيم دورها أساس مهم لتحقيق رسالة الأمومة التي تحملها من أجل بناء الأسرة ، ومن الأمور التي أخذتها الطريقة بعين الاعتبار عدم امتهان المرأة وغبن حقوقها في حرية الرأي والتعبير ، والمشاركة مع الرجل في مسيرة الحياة والتنمية المستدامة لما فيه خير البشرية.
كما أن الطريقة الكسنزانية تنظر للمرأة أنها عضواً فعالاً في المجتمع ، مع الرجل في كل الميادين ، وهي عون وسند له ، وهذا ما أكده السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني حفظه الله رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم حيث قال ( أن للمرأة في الطريقة الكسنزانية أجرين ، الأول هو تربية الأطفال وبناء الأسرة ، والثاني هو إسناد ومشاركة الرجل في أداء واجباته والإرشاد ) ولقد استحقت السيدة خديجة ( رض ) لقب سيدة نساء قريش لأنها جمعت إلى جانب النسب العريق , الطهر والعلم والتقوى ، وكان لها الدور الكبير في إسناد سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم في نشر وخدمة الدعوة الإسلامية بكل ما تملك من قدرات مادية أو معنوية ، فأصبحت بما بذلته من جهود عظيمة مدرسة ومثل للصدق والإخلاص في تأريخ الإسلام ،ومن الأمثلة الرائعة في تأريخ الإسلام ، السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فقد واكبت مسيرة الرسالة المحمدية وفتحت عيناها على نور ووحي النبوة ، ولازمت أباها وعاشت الأحداث الشديدة على الإسلام وعلى حضرة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم تسليما ، وكانت في بيتها مثالاً رائعاً للمرأة المؤمنة التقية ، وكانت هي والسيدة عائشة من اصدق رواة الحديث النبوي الشريف أسوة برواة الحديث من آل البيت والصحابة ، فاستحقت لقب سيدة نساء العالمين بجدارة واستحقاق , وكيف لا ؟ وهي بضعة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، وقرة عينه وأمه من بعد أمه ، وهو القائل بحقها ( فاطمة بضعة مني ، حبها حبي وبغضها بغضي ).
والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم ايات كثيرة تبين أن لا فرق بين المرأة والرجل إلا بالتقوى ، ويذكرها الله سبحانه وتعالى إلى جانب الرجل في كثير من الآيات القرآنية ، قال تعالى ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ) وقال تعالى ( وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) وقال تعالى : ( فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )، وان منهج الطريقة الكسنـزانية هو إتباع المنهج الروحي الكامل للرسول صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم تسليما ، لذلك تجد مشايخ الطريقة العلية القادرية الكسنزانية أعطوا للمرأة دورها الحقيقي النوراني المبارك في طلب العلوم في شتى المجالات ، وكذلك التركيز على الجانب الروحي الصوفي الكسنزاني لبناء المجتمع وخدمة رسالة الإرشاد ، وقد أعطت الطريقة للمرأة مكانتها الخاصة ودورها في مشاركة الرجل في تكوين الأسرة وتهذيبها على القيم العليا ومبادئ الإسلام السامية ، وحماية حقوقها وضمان أمنها ، وان الرباط المقدس الذي يربط بين الزوجين على أساس ثابت من التفاهم وحرية الإختيار والرغبة تعده الطريقة الكسنـزانية الأساس الأول في إنجاح الزواج القائم على أساس الرغبة في تطبيق سُنة المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، وحفظاً للنوع الإنساني واستمرارية الوجود.
ولقد أعطى الإسلام للمرأة حرية العمل وتولي المناصب وبرزت الكثير من النساء اللواتي كانت لهن مطارحات أدبية وحضور لمجالس العلم والفقه ، ولقد أجيز في الاسلام للمرأة ان تكون قاضياً في الأموال ، وجوز لها الأئمة ان تقضي في كل الأمور , وقد برزت المساواة بين الرجل والمرأة اعتماداً على الآية الكريمة ( وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ ). فهي موجهة بعمومها إلى الرجل والمرأة ، ويتضح من هذا ان الطريقة الكسنزانية قد هيأت فرصاً علمية وتربوية للمرأة المسلمة ، وبلغت بها أعلى المراتب التي قدر للرجال بلوغها ، كما ارتقت الطريقة الكسنزانية بالمرأة إلى مستوى العلوم الراقية والأهتمام بثقافتها وتهذيبها ، وفتح مجالات العمل الواسعة أمامها والدخول إلى ميادين العمل التي تناسب طبيعتها ،
وإن للمرأة في الطريقة الكسنزانية دوراً تربوياً مميزاً ، فهي عامود وركن أساسي لبناء الأسرة ، والتي تعدها الطريقة المنطلق الأول لتربية المجتمع ، فهي مدرسة تتخرج على يدها أجيال من الشباب المؤمنين المتسلحين بسلاح العلم والإيمان والأخلاق المحمدية ، وإن المرأة إذ تشبعت بمبادئ الإسلام وأخلاق الطريقة وقيمها ومثلها إلروحية الرفيعة ، تكون هي النموذج الأعلى والقدوة المثلى في المجتمع.
وينعكس آثر ذلك ايجابيا على أبنائها وبناتها في محيط أسرتها الملتزمة المرتبطة بهدي الحبيب سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، وأنوار وأخلاق الطريقة ، مكونة أسرة عصرية حضارية حاملة أخلاقاً فاضلة تحقق السلام والطمأنينة وحياة سعيدة متآخية متعاونة في مجتمع إسلامي روحي صوفي حقيقي موحد ، تنشده الطريقة وتعده هدفاً من أهدافها السامية لتحقيق التقدم الحضاري والإنساني على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، ويظهر من خلال ذلك ان هدف الطريقة هو تكوين أسرة صحيحة قوية البنيان ثابتة الأساس ، ولا يتم ذلك إلا عن طريق المرأة الفاضلة التي يشع منها نوراً ساطعاً يضيء الطريق لأبناء أسرتها وتوجيههم الوجهة المستقيمة العادلة التي اختارها الله تبارك وتعالى لبني البشر لأداء ما كلفوا به من تحقيق رسالة الخلافة في الأرض.
وقد برزت الكثير من النساء عبر التاريخ وتميزن عن غيرهن في الإيمان والعقيدة وسلوك منهج الطريقة ، مثل رابعة العدوية ، ورابعة الشامية ، ومعاذة العدوية ، وفاطمة النيسابوربه ، وزينب القاسمية، وعجم بنت النفيس البغداديه وغيرهن كثيرات ، ولقد تفوقت المراءة الكسنزانية في مجال العلم والمعرفة ، وحملت راية الطهر والعفاف والمنافسة المشروعة في نيل درجات العُلا والقرب من الله سبحانه وتعالى ، ووقفت شامخة راسية كالجبل الأشم أمام أعاصير زخرف الحياة الدنيا ورياح النفس فكان حبها لله ولرسوله ولمشايخ الطريقة متحليا بالتقوى ومتلألئ بالورع ممزوجا بالأخلاص في عالم الملكوت , ترشد وتربي وتدير التكايا وتتصدر حلقات التعليم الديني وتربي الأولاد ، وتبني المجتمعات الفاضلة لما فيه الخير والصلاح في العالم .
3 أفكار عن ““المرأة روح الحياة في الطريقة الكسنزانية” بقلم الباحث : نوري جاسم_العراق”
احسنت النشر ونحن نعرف ان الطريقة الكسنزانية تهتم بالمرأة اهتماماً يجعل الام مدرسةً وأرضاً ومنبتاً للطيبات
احسنت النشر واوفيت الكلام …
فالمرأة هي اساس المجتمع اذا صلحت صلح المجتمع لان المجتمع ينطلق من الأسرة التي تبنيها المرأة بالتربية والثقافة بكل جوانبها.
مع خالص تحياتي لشخصك الكريم.
احسنت النشر بارك الله فيك..
فالمرأة اساس المجتمع لان من خلالها ينشأ الفرد لتتكون الاسرة بجهودها وثقافتها وعلمها فهي المربي الاساس في البيت