القُرْآن، ويُسمّى تكريمًا القرآن الكريم، هو كتاب الله المعجز، أنّه كلام الله، وأنه قد أُنزل على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم للبيان والإعجاز، وأنه محفوظ في الصدور والسطور من كل مس أو تحريف، وبأنه منقولٌ بالتواتر، وبأنه المتعبد بتلاوته، وأنه آخر الكتب السماوية بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل، وقد قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس .
قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته ) وقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) وقال صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) وقد قال صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم) : ( إنِّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إنْ تمسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً … هم حبل الله المتين وصراطه المستقيم ) واذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة القرآن الكريم وبركاته وانواره وأسراره.
وقد قال الامام علي (عليه السلام) ( واعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُو النَّاصِحُ الَّذِي لا يَغُشُّ ، والْهَادِي الَّذِي لا يُضِلُّ … فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ … فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ وهُو : الْكُفْرُ والنِّفَاقُ والْغَيُّ والضَّلالُ … واعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ … واسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ ، واسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) وقد اهتم مشايخ الطريقة العلية القادرية الكسنزانية بالقرآن الكريم والعمل على إتقان قراءته وحفظه وفهم معانيه، من قبل مربديهم كل في زمانه، حيث كان حضرة السيد الشيخ السلطان الخليفة محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس الله سره العزيز يقول بحق القرآن الكريم ( القرآن هو محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ومحمد هو القرآن، كان خلقه القرآن ، يعني أنت إذا تنظر إلى القرآن ترى سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ) وقال السيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان قدس سره ايضا ( الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أزلي ، القرآن أزلي ، الكلام كلام الأزل، الله سبحانه حاضر ويرى، والرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حاضر ويرى ، والقرآن يرى، ومشايخ الطريقة كلهم حاضرون ويرون ويعلمون ما في قلوبنا، القرآن كائن حي بيننا، حاضر وناظر وشاهد علينا ، الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حاضر ولم يغب، القرآن هو كلام الله تعالى، والرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم شرحه لنا من خلال الأحاديث ووضحه لنا، القرآن نسميه عظيماً لأنه عظيم لأنه كلام الله وصفته سبحانه وتعالى، الكلام صفة المتكلم، القرآن يعني الشريعة والطريقة، قانون الدروشة القرآن، القرآن يعني مبادئ الرسول : ( ألم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) وقال ايضا ( الدين خرج من بيتنا هذا فدانت له الأمم, القرآن عربي، وعند العرب ميزة خاصة انتبهوا على هذه الميزة، لأن لغتكم لغة القرآن, الشيخ يتكلم بالقرآن ويبلغكم بالقرآن، الشيخ هو وكيل الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ووكيل القرآن الكريم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
على الإنسان أن يتصور نزول القرآن على حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لكي يشعر بالبركة، القرآن باق مع العصور، شامل، أبدي، أزلي، القرآن كالصيدلية التي فيها أدوية لكل الأمراض ) وقد قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وقد قال السيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز ( مشايخنا خلفاءنا دراويشنا عندما كانوا يقومون بالسلوك بصورة صحيحة ويبتعدون عن الدنيا كانوا يقولون كنا ننظر إلى صدورنا كلها نور كلها آيات قرآنية مكتوبة في صدورهم، أنا عندي القرآن أهم من أي درس آخر ويجب أن يحفظوا قدراً لا بأس به كي يصح أن يسمون حملة القرآن.
نريد من الدرويش أن يتمسك بالقرآن، يا مريد زن أعمالك وأفعالك وأخلاقك بميزان القرآن الكريم، في سن الثانية عشرة حفظت القرآن الكريم ، وفي الثالثة عشر كنت مع سيد عبد الكريم في الخلوة ) وقال ايضا ( القصص الموجودة في القرآن جاءت في سبيل تعليم الإنسان, كلها عِبر للمسلم وللمؤمن لتثبيت إيمان الدرويش, الله سبحانه وتعالى أتى بقصص الأنبياء لحضرة الرسول صلى تعالى عليه وآله وسلم, إذن القصص ضرورية والسيرة المحمدية ضرورية كذلك ) وهذا ما يؤكد عليه
حضرة شيخنا الحاضر شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني قدس الله سره العزيز، رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم حيث أكد بقوله للمريدين في ورد العصر [ يامليون مرحباً في الجميع في رحاب شيخنا واستاذنا تحت راية رسول الله (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم) .. رآية الكرار رآية الگيلاني وشاه الكسنزان والسلطان الخليفة محمد المحمد.
نحن دائماً كنا نقول بان المريد يريد من مشايخه من الله سبحانه وتعالى.. فلذلك مشايخنا الكرام وشيخنا السلطان يطلب من عندنا ويامرنا بان نكون من اصحاب القران الكريم، من اصحاب التلاوات من اصحاب الذكر والورد الدائم… فأن شاء الله امرنا على امرهم باقامة ( دورات الكسنزان للقرآن ولعلومه وللتلاوة ) وأن شاء الله حفظ السور التي امرنا بها… فان شاء الله سورة الكهف والجاثية.
وسور اخرى بعد هذه السور، فهذا يكون درع للمريد وتحصين لان هذه الايام قد ازدادت الفتن وازدادت المحن على بني البشر… فببركة القرآن الكريم وبركة اياته تزول هذه المحن وهذه الفتن، فانتم جنود سيدنا محمد (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ) فواجبنا ان نتحلى وان نجعل هذه الايات دروع وأوسمه على صدورنا، ففيها أجر الدنيا والآخرة، فان شاء الله هذه الآيات وهذه التلاوات تكون نور لنا جميعاً على الصراط حين تمرون عليه.. فألالتزام باوراد مشايخنا باوراد شيخنا والاكثار من الصلاة على الحبيب محمد (صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ) وهذه الدورات القرآنية واجبة علينا جميعاً.. الالتزام بها والسير عليها وعلى نهجها… وان شاء الله يعمم على الجميع.. جميع التكايا والزوايا الكسنزانية في كل العالم.
فلذلك نطلب من كل كسنزاني ان يتفرغ بجزء من اوقاته لهذه الدورات حول العالم، وان يتواصل مع بقية اخوانه، والذي لا يستطيع او تكون التكية بعيده عليه ان يتواصل بوسائل التواصل الاجتماعي مع بقية اخوانه من الخلفاء والمرشدين وان يكون حاضر معهم بتقنية (on line ) في هذه الايام.. الحمدلله متوفرة لدى الجميع.. من اجل ان يستفيد وان يكون حاضر البدن والروح معهم، فهذه الاوراد وهذه الآيات الكريمة مثلما قلنا درع لكم يرد كيد الاعداء وكيد الشياطين من الإنس والجان عنكم وعن اممكم، فإن شاء الله نستمر ونبقى مع بعض، ونتوكل على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه لا إله إلا هو، بسم الله الرحمن الرحيم ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )
وصلى الله على سيّدنا محمّد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.