يقول الشيخ عبدالرؤوف اليماني مرشد الطريقة الجهرية النقشبندية وشيخ صوفية الصين، يثبت أهل الصوفية أن الإنسان الكامل هو کآدم علیه السلام حیث کان حجة علی الملائکة وهو قطب الكون وقلبه من حيث إنه خليفة الله، وهو المعاد المعنوي فيه يحفظ الله عالم الأرواح والأجسام و هو خليفة الله في الأرض بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونيابة عن الله تعالى في الارض وهو قطب الكون ونعمة الله نزلت بالإنسان الكامل ، سلامة الكون بوجود الانسان الكامل،كما علمنا سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال :
: إن الأرض شكت إلى ربها انقطاع النبوة فقال سوف أجعل على ظهرك أربعين صديقا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا ولذلك سموا أبدالا لإبدال الله أخلافهم فهم أوتاد الأرض وبهم تقوم الأرض وبهم يمطرون.
و عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي عليه السلام : لن تخلو الأرض من أربعين رجلا من خليل الرحمن فبهم تسقون الغيث وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله تعالى مكانه آخر،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بهم ترزقون وبهم تمطرون وبهم يدفع الله البلاء،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في الأمة أربعون على خلق إبراهيم وسبعة على خلق عيس وواحدة على خلقي.
ومن المعروف بفضل الله تعالى أن الله تعالی خلق العوالم وبث فیها أسمائه الحسنی وجعل الإنسان الکامل فی کل عصرمجلی أنواره ومظهر أسراره فمن أراد الوصول الی الله تعالی فلیصل الی الإنسان الکامل والقرآن مظهر الأسم الهادي وهو كتاب الله الصامت والنبي عليه السلام كتاب الله الناطق وكذا ورثته الكمل بعده،والدين الحقيقي الذي فيه كمالية الإنسان إنما يوجد توافق الظاهر والباطن فمن فارقه بقلبه وتمسك ببعض شعره وبظاهره رياء وسمعة فهو من أهل الدعوي من غير المعني.
وإن الإنسان الكامل الذي يصلح لخلافة الحق هو مظهر صفات لطف الحق وقهره فقبولهم قبول الحق وردهم رد الحق ولعنهم لعن الحق وصِلاتهم صِلات الحق فمن لعنوهم فقد لعنه الحق ومن صلى عليه فقد صلى الحق عليه، كما قال النبی علیه السلام :الحجرالأسود یمین الله فی الأرضه فمن لم یدرک بیعة رسول الله فمسح الحجر فقد بایع الله ورسوله
و قال ايضا :الرکن یمین الله فی الأرض یصافح بها عباده کمایصافح أحدکم أخاه، والعارف عند ابن سینا هو الصوفی وإن الزاهد قد یکون عابدا ولایکون بعبادته وزهده معا صوفیا ولکن الصوفي لا محالة زاهد عابد والتصوف إذا لیس خلقا فحسب ولا زهد فقط، وإن الأولیاء لهم أربعة مقامات الأول مقام خلافة النبوة والثاني مقام خلافة السالة والثالث مقام خلافة أولي العزم والرابع مقام خلافة أولی الإطفاء، و كما قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن لله عبادا تطوف بهم الكعبة .
وقال رضي الله عنه فی الأولیاء قدس الله سره الولایة ظل النبوة والنبوة ظل الإلهیة والنبوة مستفادة من وحي الملك وغیب الأزل والولایة مطالعة روح الکشف وملاحظة مطالع البیان وصفاء یذهب کدورة البشریة وطهارة تنقی دنس الأسرار فالأنبیاء مصادر الحق والأولیاء مظاهر الصدق .
ويقول صاحب تفسير روح البيان: لا شك أن الکعبة عند أهل الحقیقة إشارة الی مرتبة الذات الأحدیة والذات الأحدیة قد تجلت لرسول الله صلی الله علیه وسلم بجمیع أسمائها وصفاتها فکانت الکعبة صورة رسول الله والحجر الأسود صورة یده الکریمة وأما حقیقة سر الکعبة والحجر الأسود فذاته الشریفة ویمینه المبارکة ومن هنا نعرف أن الإنسان الکامل أفضل من الکعبة وکذا یده إلی الحجر الأسود ولما انتقل النبی علیه السلام خلَّفه ورثته بعده فهو مظهر هذین السرین فلابد من تقبیل الحجر الأسود فی الشریعة ومن تقبیل ید الإنسان الکامل فی الحقیقة، لذلك نعلم أن الرابطة إنما تفيد إن كانت مع الإنسان الكامل المتصرف بقوة الولاية لأن الإنسان الكامل مرآة الحق تعالى فمن ينظر إلى روحانية بعين البصرية يشاهد الحق فيها، و الحاصل أن وجود الصلحاء ودعاءهم سببٌ لدفع البلاء وسقة الروق كما أن أهل العصيان وعصيانهم سببُ نزول البلاء والقحط .
ويقول شيخ صوفية الصين أن نسبة الصوفية هي وراثة الخلفاء الراشدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومشايخ الطريقة وعلماء الحقيقة، والائمة الأربعة وأهل الاتباع من الطرق الصوفية هو التابع المثالي لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم ومظهره و هي تفسير مثالى لطريق النبي صلى الله عليه وسلم، عبادات الصوفية مبنية على اتباع القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والشريعة المطهرة، والعبادات لا تزيد ولا تنقص ولا تتغير إنما في اتباع أصول وراثة النبوة الكاملة .
فقال : کان له علیه السلام نوران نور النبوة ونورالولایة فلما انتقل من هذا الموطن بقي نور النبوة في الشریعة المطهرة وهی باقیة فکأن صاحب الشریعة حي بیننا لم یمت وانتقل نور الولایة إلی باطن قطب الأقطاب یعنی ظاهر فیه ظهورا تاما فکان له مرآة وهو واحد في کل عصر ویقال له قطب الوجود وهومظهر التجلی الحقي وأما قطب الارشاد فکثیر وهم مظاهر التجلي العینی.
ومن رسالة وراثة الصوفية لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإخلاص والتقوى الله) تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، إن الله سبحانه وتعالى يري ظاهرك وباطنك، عندما تريد أن تذنب لا يراك أحد ولكن تثبت أن الله يراك فسترك ذنبا، وهذا هوالإخلاص، وأسلوب حياة الصوفية هي الحياة لله تعالى ، والحياة للإسلام وللمسلمين وللبشرية جمعاء، وأخلاق الصوفية هو أخلاق المهاجرين والأنصار، لكل شيء أوله فيتفكر لغيره، وفي طاعة الله ورسوله طاعة كاملة لا النفس ولا الهوى والجهاد في سبيل الله تعالى ويغفر للآخرين وثبوت القدر والصفاء والتسليم لهما لا الحزن ولا الشكوى.