“نفحات عطرة من عيد الأضحى”.. بقلم الشيخ عبد الرؤوف اليماني مرشد صوفية الصين

الشيخ عبدالرؤوف اليماني... مرشد صوفية الصين

 

هنئ الشيخ عبدالرؤوف اليماني الحسني مرشد صوفية الصين ،الأمة الإسلامية والعربيه وشعوب العالم بعيد الأضحي المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات والسلام.

وقال مرشد صوفية الصين أن عيد الأضحى هو عيد التوحيد وهو خير الأيام عند الله، و أحد العيدين اللذين شرعهما الخالق، في إشارة لعيد الفطر، حيث تجمعهما الصلاة في المصليات، و التي تعتبر ميثاقا يؤلف بين قلوب المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها.

ووصف عيد الاضحي بالعيد الأكبر أو يوم الحج الأكبر، لارتباطه بشعيرة دينية هي الحج، و التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، و أكثر تدقيقا، لتزامنه و جملة المناسك التي تؤدى في هذا اليوم، من رمي للجمرة الكبرى و حلق و ذبح للهدي و طواف للإفاضة.

الأضحى يحتفل به كل مسلمي المعمورة في اليوم العاشر من ذي الحجة، الموالي ليوم الوقوف بعرفة، أهم منسك من مناسك الحج، لتنتهي شعائره في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، و هو يعتبر العيد الذي ارتبط بقصة نبي الله “إبراهيم” و ابنه “إسماعيل” عليهما السلام، في إشارة لموقف تصديق رؤية ذبح “إبراهيم” لولده “إسماعيل”، و هي قصة تتضمن معاني عميقة تذكرنا بفضيلة التضحية و التسليم لله، و الفداء بالروح و النفس و المال و الولد، طاعة و امتثالا لأوامر الله، و تقربا إليه عز وجل، و ما يقابل هذه التضحية من جزاء إلهي: “و فديناه بذبح عظيم”.

وقال سماحه الشيخ عيد الأضحى إذن، شعيرة من شعائر الإسلام شرعت تقربا إلى الله، و إحسانا للظن به، و امتثالا لأوامره، مع إيثار الخضوع لله كأولوية تفوق اعتبار النفس أو الولد، و يقينا بأن المنحة تولد من رحم المحنة، و أن الصبر مفتاح لكل فرج، فضلا عما تتضمنه من قيم كأساس لبناء مجتمع سليم، يربطه التواد و التراحم و التسامح.

و تبقى قصة سيدنا “إبراهيم” و ولده “إسماعيل”، رمزا لامتحان قوة الإيمان، و رمزا للعتق من كل ما يعود على المؤمن من فواجع ونكبات، لمن أطاع الخالق و اتبع أوامره.

هذا و للأضحى معان اجتماعية و إنسانية، فهو يوم يجسد شكر المؤمن لله تعالى على ما أنعم عليه من نعم، و ما أسبغ عليه من فضائل، فهو قمة الامتنان لله على ما حبانا به من النعم، و أننا إذا ما تقربنا منه تعالى شبرا تقرب منا ذراعا، و إذا تقربنا منه ذراعا تقرب منا باعا، و إذا ما أتيناه مشيا أتانا هرولة.
الأضحية بهذا المعنى امتنان لله عز و جل و شكر له وتقرب منه، و سيدنا “إبراهيم” تقرب من الله بتصديق الرؤية، فعوضه الله خيرا، كما يبقى يوم عيد الأضحى راحة نفسية يشعر بها المؤمن بعد أداء الفريضة، و أيضا يوم مكافأة على الامتثال لأوامر الله، و يوم فرحة يتم فيه التزاور و التراحم و التكافل و التضامن، من خلال إقامه الاحتفالات و تبادل التهاني بين المسلمين، هذا إلى جانب كونه مناسبة للتسامح و العفو و تلاحم الأرواح و النفوس على امتداد العالم، و كذا سد حاجات الفقراء، و أنه كذلك فرصة للتوسعة و الترفيه و الترويح على الأهل و النفس، على هدي من الله.

 

و نحن على أبواب استقبال هذا الضيف الكريم، فلنعتبر هذه المناسبة تذكيرا لنا بأن هناك إخوة في جانب معلوم من الأرض، يئنون تحت وطأة السلاح المدمر، جوعا و قهرا و إبادة، و أنه ما شرع العيد من بين ما شرع، إلا ليحقق تلك اللحمة و الوشيجة الإنسانية التي لا تنفصم عراها بين المسلمين، و ليذكرنا بضرورة التآزر حتى نكون على قلب رجل واحد في وجه كل معتد أثيم.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *