ننشر كلمة مرشد صوفية الصين في ملتقى التصوف الدولى بالبيت المحمدي

عبدالرؤوف اليمانى... شيخ الصوفية الصين وحوله مريدوه

 

شارك الشيخ عبدالرؤف اليمانى الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشد صوفية الصين في فعاليات ملتقى التصوف الدولى الذي نظمته مؤسسة البيت المحمدي لدراسات وعلوم التصوف بمصر، بالتزامن مع الذكرى الرابعة والعشرون لوفاة رائد التصوف في العصر الحديث الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم.

وجاءت كلمة شيخ صوفية الصين تحت عنوان “الصحبة في المجتمع المسلم الصيني”.

 

الأول : صحبة مرشد الصوفية الذي يرشد الناس من عالم متعدد الثقافات

وقال الشيخ عبدالرؤف اليمانى الحسيني مرشد صوفية الصين في كلمته، “إن الصين دولة متعددة الأديان وهي البلد الذي به عدداً كبيراً من السكان من مجموعات عرقية متعددة وهو ايضا بلد يتعايش فيه ثقافات متعددة ، على سبيل المثال : الصين لديها عدد كبير من الديانات مثل “الكو نفوشيوسية والطاوية والبوذية والكاثوليكية والمسيحية” وديانات اخري ، بالمقارنة مع الأديان الأخري فإن المسلمين الذين يؤمنون بالاسلام هم مجرد مجموعات صغيرة في المجتمع الصيني ، فيتبع المسلمون الصينيون عقيدة الماتريدية وفي الفقه يسلكون مذهب الإمام الاعظم ابي حنيفة رحمه الله تعالي ،وفي المشرب علي الطريقة القادرية والطريقة النقشندية والطريقة الشاذلية ، فتنتشر الطريقة القادرية والطريقة النقشبندية على نطاق واسع بين المجتمعات المسلمة بالصين .

وتابع : مع ذلك ، من الصعب نشر الاسلام وتطويره في الصين بسبب العديد من الجماعات العرقية والاختلافات في الدين والثقافة والعادات والعديد من العوامل الأخرى ، لذلك فإن الموجهين والقادة الروحيين والشيوخ مهمين ولا غني عنهم في المجتمع المسلم الصيني ، لأن رسالة كل مرشد في الصوفية هي إكمال رسالة رسول الله المرسلة ،فان مرشد الصوفية يرشد الناس من جنسيات وديانات ومستويات ثقافية مختلفة الي الحق لمعرفة الله سبحانه وتعالي بعونه ونصره ، وفي بلاد الصين ، كل اولئك الذين يعرفون ويلتقون مع مرشد الصوفية سيدخلون الاسلام بأمر الله تعالى، وذلك لأنه يهديهم ويدلهم إلى الطريق الصحيح، وبهداية مرشد الصوفية.، أما بعضهم حتي لو لم يدخلوا الي الاسلام ، لكنهم على الاقل لن يعارضوا الاسلام بعد الجلوس والحضور مع مرشد الصوفية ، لكنهم ايضا يحافظون على الإحترام الواجب والاداب الحسنة للاسلام .

ثانيا : صحبة مرشد الصوفية وأرشاده الناس إلي معرفة الحق من ناحية الزواج

وأضاف : على عكس الدول الاسلامية تظل الصين كما هي في دياناتها وثقافتها وعاداتها العرقية دون أي اختلاف ، لا فرق في زواج كل من الرجل والمرأة ، فكلاهما يظل على حاله ، والصين حضارة قديمة ذات ثقافات متعددة ، وبسبب تاثير العديد من العوامل والقيود البيئية في المجتمع المسلم ، فيتزوج بعض الشباب المسلمين من فتيات غير مسلمات ، وبعض الفتيات المسلمات يتزوجن فقط من الشباب غير المسلمين ، وبسبب نقص المعرفة الدينية الصحيحة وتأثير البيئة المعيشية ، فإن العديد من الشباب بشكل خاص لايراعون عقيدة الاسلام أوأخلاقياته وقد فقد البعض ايمانهم وطريقتهم، ورسالة مرشد الصوفية ومسؤوليته هي ارشاد الجهلة وقيادتهم لفهم حقيقة الاسلام باسبابه المختلفة ، وميزة اتباع مرشد الصوفية هو أن مرشد الصوفية سيعلمهم حقيقة الاسلام ويقدم لهم الاسلام الحقيقي في مناسبات مختلفة باستخدام مختلف الفرص ، واستخدام الاسباب المختلفة من خلال النعمة الخاصة التي منحها له الله سبحانه وتعالي ، واظهار حقيقة الاسلام ، من خلال صحبة المرشد يمكن للمسلمين ذكورا واناثا من الذين لا يؤمنون بالله في الاماكن التي يوجد بها عدد قليل جدا من المسلمين وبعض المناطق الجبلية النائية ان يلتقوا الفهم والايمان الصحيح.

 

ثالثا : صحبة مرشد الصوفية

وأشار : يستعمل مرشدي الصوفية و شيوخهم بالصين النعمة الخاصة التي منحها الله تعالي لهم ويهدون الناس الي الحق بعلم النبوة ويتم ترتيب العديد من نبوءات مرشد الصوفية مسبقا والاجابة عليها بعد ذلك ، ومن خلال التحقق من نبوءة مرشد الصوفية واختبارها ،عزز الناس وتيرة الإيمان بالإسلام، وعقائد الصوفيين الصينيين هي عقائد مبنية على الادلة والبرهان ، ووراثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما انعم الله عليهم من الكرامات والبرهان والعلم والحكمة ونعم اخري خاصة بهداية الناس من عين اليقين الي حق اليقين ، والمريدون الذين يصاحبون مرشدهم ويعرفون مرشدهم يصبحون اكثر، تقوي وإخلاصاً من خلال الايمان الذي يرونه باعينهم .

 

لقد ورثت صوفية الصين طريقة عبادة النبي صلي الله عليه وسلم ، حيث يعتمد المرشدون الصوفيون على امر الله تعالي ، وبفضل الله عليهم ، يرشدهم مرشد الصوفية ويهدهم الله بصحبة المرشد واتباعه ، اخيرا يعرف الناس انفسهم فيعرفون الله سبحانه وتعالي، لقد حفظ الله تعالي انتشار الاسلام وتنميته في الصين بمساعدة المرشدين الصالحين ، ولو لا وجود هؤلاء المرشدين الصالحين والاولياء والشيوخ لشهد الاسلام من التغيير والتبديل والتخريف والتغيير الي ما لا يمكن التعرف عليه، لذلك ، من المهم جدا صحبة المرشد في المجتمع المسلم الصيني ، وصحبة المرشد هي الطريقة التي يتم بها رفع الايمان وحمايته والاقتراب من الله . ويصل المريد بالطاعة الى الجنة وبالتعظيم والاجلال الشيوخ الى الله تعالى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن مع الله وان لم تكن فكن مع من كان مع الله، فانه يوصلك إلى الله إن كنت معه” واصْحَبُوا مَعَ الله فان لم تطيقوا فاصحبوا مع من يصحب الله ليوصلكم بركات صحبته الى صحبة الله، وعن موسي رضي الله عنه قال : وعن موسى رضى الله عنه”قال مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك أما يحذيك وأما أن تبتاع منه واما أن تجد منه ريح طيبة، ونافخ الكير أماَ أن يحرق ثيابك واما ان تجد ريحا خبيثة، والصحبة مهمة جدا في حياة الصوفية لان مرشد الصوفية في قومه كالنبي في امته كما أن الشيخ في قومه كالنبي في امته .

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *