“شرح أحوال الأزل الأول”.. بقلم حضرة الشيخ عبد الرووف اليماني الحسني الحسيني مرشد صوفية الصين_(3)

عبدالرؤوف اليمانى... مرشد صوفية الصين

 

بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله على محمد وعلى آله وأصحابه آجمعين

 

“تمام صاحب الهداية”

لقد خلق الله تعالي نور محمد صلى الله عليه وسلم، فتكون ١٢٤٠٠٠ أو ٢٢٤٠٠٠ من أرواح الا نبياء والمرسلين ، وهذا النور الحقيقي يعيش في السماء ويرى ثمانية عشر الف عالم بدقة بمرور ٦٦٦٦عام فدخل فى جسد آدم عليه السلام، ثم جعل الله من هذا النور الحقيقي الكعبة بعد خلق آدم عليه السلام فأمر الله تعالي جميع الملائكة بالسجود لعبده سيدنا آدم عليه السلام ، إلا ابليس فلقد عصي الله، وسبب طرد ابليس من الجنة هو التجرؤ على الله تعالى وعدم إطاعة أوامره، فتاب آدم عليه السلام توبة مقبولة عند الله، بعد نزل من الجنة إلي الدنيا بسبب شفاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بسبب توبته.

 

“آدم ومغفرة الله له” 

وكما قال آدم عليه السلام في يوم من الأيام:  يا رب أسألك بحق محمد ألا ما غفرت لي فقال الله تعالى: يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً  لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت إنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إليّ وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ،فغفر الله له بسبب محمد ، وسماه أبو محمد و سفينة موسى عليه السلام لم تنزل بسبب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت سالماً، بسبب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد الانبياء، ونجا الله ابراهيم عليه السلام من النار والنار لم تحرقه بسبب شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله سبحانه وتعالي خلق الدنيا والاخرة لتجلي محمد صلى الله عليه وسلم، فان لم يقبل الله تعالي توبتهم فلا تجلي محمد صلى الله عليه وسلم .

 

“صاحب الهداية”

لذلك، وصاحب الهداية ينبغي أن يتجلي محمد عليه السلام من الوقت و المكان : وجعلت ماء البحيرة بوضع الملح ، كأنه من ماء الملح البحر ، فإذا اتبع أهل السلوك في سنن رسول الله صلى الله عليه من جوانب كلها وتجلى محمد لكل اليوم وجعل نفسه من تراب الطريق المستقيم ولينظر الأمة محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه وذاق ماء البحر من ماء الملح لذا فلديه مقام الهداية، فلو هو في حالة ما في النفس والهوي ، ما في قلبه الشي الا الله فتفقد خياره ويظهر حقيقته ، والفناء بحالة القلب، فتصل روحه الى الله، ويستطيع أن يهدي الناس إلي الله باذن الله تعالي ويكون سراجا منيرا ، فهو الهاد تمام هدايته، علي الرغم من أن ظاهره مثل ظواهر الأنبياء والمرسلين أو ظواهر عامة الناس، لأن صورة الانسان هي الوحيدة القاتمة، وعالم الانسان أسود ايضا حتي يدخل نور الله تعالي ونور محمد صلى الله عليه وسلم في قلبه، وفى قلبه بذور الايمان، ففي هذا الوقت يكون العالم كله بمثابة الغربال في قلبه، وعيون قلبه مفتوحا، فيمكنه أن يري كل ما يريده الله تعالي بارادته، يمكنه ان يصل الى حالة قلبه وروحه واحواله فيمر في المستقبل ويري الماضي ويصل الى أحوال الحقائق.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *