مصر _”رئيس رواق التصوف” :لاتسبوا الدهر ولا تلعنوا.. ” كورونا”

د. محمد مهنا.. مدير رواق التصوف

 

دعا الدكتور محمد مهنا رئيس رواق التصوف بمصر و أستاذ الشريعة والقانون بالأزهر الشريف ، إلى بث روح التفاؤل مع مطلع العام الجديد، والتخلي عن التشاؤم رغم تداعيات فيروس كورونا وظهور سلالات جديدة، مؤكدا أن المحن يتبعها منح من الله وأن الدين الإسلامي يحث على بث روح الأمل والسعادة في نفوس الناس لما له من تأثير قوي في تغيير حياتهم.

وأشار إلى أن آيات العسر تبعها الفرج واليسر: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}، {فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا}، وأن حسن عبادة الله والتقرب له وكثرة الاستغفار هم خير طريق لتخطى المحن {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقد كان لنا في قصص الأنبياء والصالحين العبر والعظات (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).

وشدد “مهنا” في دعوته إلى ضرورة الإلتجاء إلى الله وكثرة الدعاء له فإنه قريب يجيب دعوة المضطر (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) (وإذا سألك عبادي عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) وكان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويحث عليه فكان يحب التفاؤل ويكره التشاؤم، وكان يغرس الأمل رغم الشدائد التي واجهته فكان يقول اللهم اهد قوم فإنهم لايعلمون،، ولعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لاإله إلا الله.

وعندما حاصره المشركون في الغار بث الأمل فقال لسيدنا أبوبكر (لاتحزن إن الله معنا)، وكان يراعي نفسية المرضى فيقول في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي سعيد (إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله، فإن ذلك لا يرد شيئا، ويطيب بنفسه]. أي فرجوا عنه بمايطيب نفسه فإن ذلك يجعله يتفاءل بالشفاء وطول العمر فتطيب بذلك نفسه.

وحذر “مهنا” من سب الأمراض فقد ورد أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دخل على أمِّ السائب – أو أمِّ المسيب – فقال: (ما لك يا أم السائب تُزَفزِفين؟ أي ترتعدين) قالت: الحُمَّى، لا بارك الله فيها، فقال: (لا تَسُبِّي الحمى؛ فإنَّها تُذْهِب خطايا بني آدم، كما يُذهب الكيرُ خبَثَ الحديد) كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال (إنَّ عِظَم الجزاء مع عظم البَلاء، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رَضِي فله الرِّضا، ومن سَخِط فله السُّخط) وقوله: (إنَّ العبد إذا سبقَتْ له من الله مَنْزلة لم يَبْلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صَبَّره على ذلك؛ حتى يُبلِّغه المَنْزلة التي سبقَتْ له من الله تعالى).

وأوصى “مهنا” في دعوته إلى ترك الأمور إلى الله، والإخلاص في الدعاء، وإتقان العمل، والإنشغال باليوم وعدم التفكير في الغد إلابالخير فكل يوم له رزق جديد،”إِذا أَصبَحتُ عِندي قوتُ يَومي… فَخَلِّ الهَمَّ عَنّي يا سَعيدُ..وَلا تَخطُر هُمومَ غَدٍ بِبالي فَإِنَّ غَدًا لَهُ رِزقٌ جَديدُ.. أُسَلِّمُ إِن أَرادَ اللَهُ أَمرًا… فَأَترُكُ ما أُريدُ لِما يُريدُ”.

وحذر “مهنا” من سب الدهر، لافتا إلى أن بعض العرب كانوا يسبون الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بهم من موت أوفقر أو جدب فيقولون يا خيبة الدهر، فجاء النبي ونهي عن ذلك قائلا: لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر أي لا تسبوا فاعل النوازل.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *