الملتقى العالمي للتصوف.. الجلسة 12 تبرز دور التصوف في تحقيق التعايش والحوار مع الآخر

فعاليات الجلسة الثانية عشر

رسالة المغرب :هناء عمرو

 

فعاليات النسخة الـ 15 للملتقى العالمي للتصوف، المنظم من طرف مؤسسة الملتقى والطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الاسلام اليوم، متواصلة من خلال تنظيم الجلسة العلمية الثانية عشرة، الأربعاء 4 نونبر الجاري، والتي ناقشت محور “التصوف وازمة التعايش والحوار مع الآخر”، وترأسها الدكتور فوزي الصقلي مدير مهرجان الثقافة الصوفية بفاس (المغرب).

كانت سيلفي تاوسيج، الباحثة في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، أول المتدخلين في هذه الجلسة حول موضوع “الأديان والقيم الروحانية: موارد أساسية لمنع الأزمات العالمية القادمة”، بينت من خلالها كيف يمكن للمقاربة الإجتماعية أن تأخذ بعين الاعتبار البعد الديني والروحي لإيجاد حل للأزمة العالمية الراهنة، الناتجة عن وباء كورونا كوفيد -19، مضيفة أن هذا البعد يمكن أن يتكامل مع الأبعاد والمؤسسات الأخرى، من أجل الوصول الى حلول تتمركز على القيم الإنسانية والروحية معا.

بعد ذلك تدخل السيد كريم جوتش ، مهندس إلكترونيات ، طالب دكتوراه في معهد دراسة الصوفية (جامعة اوسكودار في اسطنبول)، بمداخلة حول موضوع “في مواجهة الأزمة العالمية المعاصرة: الصوفية كلغة عالمية”، تطرق فيها الى حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه “الناس نيام إذا ماتوا استيقظوا”، وأوضح انه لا ينظر الى كوفيد -19، باعتباره أزمة، وتابع “أن الأزمة الحقيقية هي الوضع الذي كنا فيه منذ سنوات”، مضيفا أنه يرى في فيروس كورونا تحذير، ولفت نظر لندرك الأزمة الحقيقية، واستدل بقصة لابن عربي، استنتج من خلالها أن حالة صراعنا مع الطبيعة والكون هي التي تخل بتوازننا الوجودي والتي تسببت في الأزمات الحالية، وأكد أنه حيث توجد أزمة، هناك أيضًا حلول يقترحها الصوفية، كما تطرق في مداخلته الى الدور المحوري للجامعات في الحفاظ على الموروث الثقافي الصوفي ونشره.

بعد ذلك تناول الكلمة، الدكتور عماد أبو الرُّب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار تحت عنوان “التصوف وازمة التعايش”، تناول فيها القيم الإسلامية التي تحث على التعايش والسلام واحترام الآخر، ونبه الى خطورة الإعلام السلبي الذي يضخم الوقائع من أجل الاساءة للإسلام وتشويه قيمه السامية، موضحا أهمية الوعي والإرادة الربانية والقيادات الدينية في إرساء التعايش وقيم السلام واحترام الاخر، كما أبرز مقاصد الاسلام، خاصة منها مقصد حفظ النفس، الذي يصب في سياق الموضوع المركزي وهو التعايش والسلام واحترام الاخر، كما سلط الضوء على دور التصوف في مواجهة الكراهية، بحفاظه على القيم الإسلامية بشكل واضح، ودعوته إلى محبة الاخر واحترامه.

أما المداخلة الرابعة، فكانت للدكتور بلال بن إسماعيل الحلاق، مشرف على المركز الإسلامي للعلوم الكونية والثقافة الإسلامية بكاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية)، حول موضوع ” التصوف و أزمة التعايش مع الآخر”، تناول فيها القيم الأخلاقية في الإسلام، و تجلياتها في التصوف، مخصصا بالذكر قيم الحوار في الإسلام وحسن التبليغ للآخر، معززا كلمته بشواهد من سير الصوفية وعدة أحاديث ووقائع، تحث على هذه المعاني السامية في الاسلام بشكل عام وفي التصوف خصوصا باعتباره قلب الاسلام وجوهره.

لتتلوها المداخلة الخامسة، للسيد ابراهيم جمال سلامة، سفير بمنظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تحت عنوان “من الدرس الى الفعل”، بين فيها كيف أن الرؤية الصوفية تسعى إلى ما تسعى اليه كل القيم الأخلاقية السامية والقوانين، لكن ليس بالقهر والاجبار انما عن طريق التربية والمحبة، بالأخلاقيات الصوفية التي تترسخ لدى المريد او الصوفي، باعتبار أن الرؤية الصوفية حل لجميع المشاكل الاجتماعية باعتبار التصوف منهجا فرديا سلوكيا، ناجعا في اصلاح الفرد والمجتمع.

المداخلة الأخيرة كانت للدكتورة ثريا عيوش Soraya Ayouch وهي أخصائية نفسانية ملحقة بوزارة العدل الفرنسية بباريس، مكلفة بإعادة إدماج وتأهيل الشباب المتهمين بالانتمائ للحركات الأصولية المتشددة، قدمت من خلالها تجربة مجتمعية وعلمية فريدة، جمعتها بأخوات مسيحيات قمن خلالها بمدارسة ومناقشة سبل الخلاص من أزمة التعايش التي تعيشها البشرية، خصوصا ما يتعلق بحوار الأديان، معتمدة في ذلك على تقريب الديانة الإسلامية لهذه الفئة، من خلال شرح وتفسير بعض آيات و سور القرآن الكريم، التي تبرز القواسم المشتركة بين الديانات التوحيدية، وكذا تلك التي تبين اهتمام الإسلام بالمرأة، و الدعوة إلى الحوار و التواصل الإيجابي بدل التعصب و التفرقة، مبرزة الإضافة النوعية التي قدمها التصوف في هذا الباب، مستفيدة من تجربتها الشخصية في رحاب الطريقة القادرية البودشيشية.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *