“موسوعة ﭐلكسنـزان فيما ﭐصطلح عليه أهل ﭐلتصوف وﭐلعرفان” .. بقلم الباحث نوري جاسم – العراق

موسوعة الكسنزان

 

“موسوعة الكسنزان” هي موسوعة صوفية عرفانية متكاملة، تعني بكل ما يتعلق بالحياة الروحية للإنسان، وهي نتاج وملخص كامل وشامل لكل المصطلحات الروحية الصوفية العرفانية لسالكي طريق الحق إلى الله سبحانه وتعالى، في سفرة الحب الإلهية، في تلك الرحلة النورانيه المباركة الشاقة الشيقة إلى الواحد الأحد الفرد الصمد الله جل جلاله، عبر قناطر الفناء الثلاثة، وهي الفناء في الشيخ الاستاذ المربي المعلم الولي المرشد، قال تعالى ( ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ) الكهف، ومن ثم الفناء في الرسول سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن ثم الفناء في الله سبحانه وتعالى جل جلاله، وهذه الموسوعة الكريمة هي نتاج جهد عظيم وكبير لمؤلف وجامع هذه الموسوعة وهو السيد الشيخ الخليفة السلطان محمد المحمد الكسنزان الحسيني ( قدس سره العزيز ) رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم، وهي تتألف من ٢٤ جزء، وقد عني بها واشرف على طبعها وقدمها للجمهور والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي الصوفي العالمي السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني حفظه الله رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم ، وخصص لها كل ما تيسر له من أمور مادية ومعنوية في جمع المصادر من الكتب والمخطوطات المحققة وغير المحقفة، المطبوعة وغير المطبوعة، كل هذا من اجل إعلاء شأن الدين الإسلامي، لقد استغرق تأليف هذه الموسوعة أكثر من عشرة سنوات من العمل الجاد والشاق المتواصل ليلا ونهاراً تخلّلتها أوقات عصيبة وظروف صعبة ولكن بحمد الله وبفضله تم إنجازها لترفد التراث الإسلامي بأهم مصدر من مصادر العلم والتصوف ، وقد حقق السيد الشيخ السلطان محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز حالة من ﭐلأندماج وﭐلتقارب بين ﭐلعلم وﭐلتصوف تكاد تكون ﭐلحقيقة ﭐلثابتة في ذات ﭐلشيخ ، وجوهر طريقته ﭐلصوفية الكسنزانية ، فلا تكاد ترى أدنى فصل أو تباعد بين ﭐلبحث ﭐلعلمي وﭐلتجربة ﭐلصوفية عنده ، وكأنه يمسك بيديه ﭐلكريمتين كفتي ﭐلميزان على حد ﭐلأَعتدال فلا يرجِّح كفةً على أخرى .

موسوعة الكسنزان

خصائص موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان :

إن أهم ما يميز هذه الموسوعة الصوفية الشاملة ما يلي :

1 – غزارة المصادر وتنوعها ، إذ بلغ مجموع المصادر من كتب اللغة والحديث والتفاسير والمخطوطات وكتب التصوف والكتب العامة آلاف المصادر، هذه الشمولية جعلتها المرجع الأول المتكامل لكل ما يتعلق بالمصطلحات الصوفية .

2 – الكشف عن معلومات صوفية لمخطوطات قديمة ونادرة، تنشر لأول مرة مثل مخطوطة جواهر الأسرار ولطائف الأنوار للشيخ عيسى بن الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره ، وغيرها من المخطوطات المهمة النادرة .

3 – توضيح مصطلح التصوف كلغة خاصة وأساليبه المختلفة من الحكم والمواعظ والنثر والأشعار والقصصص، والتي شملت كافة نواحي الحياة في الدارين .

4 – ذكر التطور التاريخي للمصطلح الصوفي، ابتداء من القرن الهجري الأول ، وإلى الآن مع ذكر سبب اختلاف الشروح للمصطلح الواحد .

5 – توضيح خصائص المصطلح الصوفي وما يرمز إليه من إشارات وتوصيفات ومعاني .
وهذه الخصائص تتعلق بجانبين مهمين وهما :
الأول : خاصية المعرفة القلبية لأنها ثمرة من ثمار التجربة الروحية ، وهي لا تشبه بحال من الأحوال اصطلاحات العلوم الأخرى .

الثاني : خاصية الإكثار في الألفاظ والمعاني ، بسبب التدرج في السلوك والفناء عن الحس ، وتنوع الذوق الصوفي ، وعدم تشابه التجليات الإلهية على قلوب العارفين ، وبهذا يتضح لنا عظمة وغزارة وشمولية علوم أهل التصوف والعرفان ، والذي يؤكد بحق أن علم التصوف كما يقول شيخنا السيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره ( أن التصوف هو علم العلوم )

6 – ترتيب المصطلحات حسب التسلسل التاريخي للمشايخ ، ليسهل على القاريء تتبع المصطلحات الصوفية في الدراسات التحليلية المقارنة .

7 – شرح كل ما يكتنف المصطلح الصوفي من غموض ، سواء كان شرح أو توضيح من قبل المؤلف أو رأي الكسنزان فيه، أو تعقيب المشايخ ليسهل فهمها .

8 – إدراج أقوال وحكم وآراء مشايخ الكسنزان فيما يخص المصطلح ومتعلقاته ، وهذه خاصية مهمة إذ يتبيّن للقارئ مصطلحات جديدة وشروح ومباحث تطرح لأول مرة ، ترتقي عن سابقاتها من حيث العمق المعرفي .

9 – إلحاق كل مصطلح بإضافات وإيضاحات ، وهذه تعتبر مكملة للمصطلح وتعطي الموضوع الصوفي التكامل الحقيقي من كل جوانبه وتشمل ( المسائل، والمقارنات، والفروقات، والأحكام، والقوانين الصوفية، والحكايات، والأقوال، والأشعار، وعلم الحروف، والرؤيات، والمخاطبات، والتأويلات، والتفسير للآيات القرآنية، والأقوال، والوصايا ).

الشيخ محمد المحمد الكسنزان

 

لقد نالت هذه الموسوعة اعجاب الباحثين والمهتمين وكثير من العلماء والأساتذة في الجامعات والمراكز والجمعيات العلمية والبحثية، لذلك أصبحت اليوم (موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان) ركن مهم من أركان المكتبة الصوفية في العالم، ومصدر رئيسي وأساسي من مصادر البحث للدارسين والباحثين في كتبهم ومؤلفاتهم ورسائلهم واطروحاتهم العلمية في المجالات الروحية والصوفية العرفانية، إن الفكر الصوفي الكسنزاني ومنهجه يمثل الجانب الروحي الأصيل الصحيح للدين والحياة في توجيه البشرية على سلوك النهج القويم لتؤدي رسالتها في حمل الأمانة التي أمر الله تعالى بها وهي العبودية الحقة ، وبالتالي فإن كشف هذا الكم الهائل من المعلومات الصوفية بهذه الصورة الدقيقة العلمية المنظمة يكون بمثابة قوة روحية مضادة يتسلح بها القارئ لمجابهة كل الأفكار المادية المتطرفة التي غزت الفكر الإنساني ، المتغافلة النافية للجانب الروحي.

ولتكون هذه الموسوعة نور يستضيء به طالب العلم ، ولترد على المنكرين للفكر الصوفي ، ولتزيد من قوة يقين المريد الصادق ليرتقي في سلم السلوك إلى مراتب الإيمان ثم الإحسان ، ويتذوق حلاوة التصوف الكسنزاني ، وينخرط في طريق اللمسة إلروحية كما يسميها السيد الشيخ السلطان محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز ، طريق اللذة الروحية ، وعن هذا الطريق يُقسم الولي الصالح إبراهيم بن أدهم بعد أن ترك الإمارة والملوكية وانخرط في مسلك التصوف حيث يقول : ( لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم ، إذاً لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة ، على ما نحن فيه من لذة العيش وقلة التعب ).

 

محمد نهرو الكسنزان.. شيخ الطريقة الكسنزانية بالعالم

وفي تذوق هذه الحلاوة وإفداء الروح في سبيلها يقول الشيخ ابن الميلق، ( من ذاق طعم شراب القوم يدريه ومن دراه غدا بالروح يشريه ) وهذه الجهود العظيمة في إخراج هذه الموسوعة باجمل حلة، تحسب للسيد الشيخ محمد المحمد الكسنزان الحسيني قدس سره العزيز رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم .

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

3 أفكار عن ““موسوعة ﭐلكسنـزان فيما ﭐصطلح عليه أهل ﭐلتصوف وﭐلعرفان” .. بقلم الباحث نوري جاسم – العراق”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *