بروفايل|”عبد الرؤوف اليمانى”…مرشد الصوفية في بلاد الصين

عبرالرؤوف اليمانى مرشد صوفية الصين

الصوفية اليوم

 

هو الشيخ محمد حبيب العليم عبدالرؤوف اليمانى الحسنى الحسيني، مرشد الطريقة الجهرية النقشبندية في بلاد الصين، ولد “اليمانى” عام 1939 وكان يسمى بـ”ما يوتشو”،نشأ في مدينة “هوي” الصينية في قرية “بانلونغ” التابعة لمدينة “موجياينغ” من إقليم “نينغتشيا هوي” المستقل. يقطن حالياً في مدينة “كانمينغ” التابعة لولاية “يوننان” الصينية.

نشأ الشيخ “ما يوتشو” وترعرع في كنف أسرة ذات دين وخلق، فقد كان والده الشيخ “ما تشين وو” – الملقب بالشيخ “عبد الخالق” – مجازاً بالسند المتصل. بالتربية الصوفية على الطريقة النقشبندية.

عبدالرؤوف اليمانى شيخ صوفية الصين

وكان الشيخ “ما يوتشو” الملقب بالشيخ “محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليمني الحسني الحسيني ” يعد مهندساً أول وقد درس وتخرج من جامعة كانمينغ للعلوم في ولاية يوننان الصينية، حيث شغل منصباً إدارياً ككبير المهندسين ونائب رئيس الأطباء في معهد كانمينغ للبحوث وتطبيقات الحاسوب في الطب.

المدير التنفيذي لجمعية المعلومات الطبية الصينية وأمينها، مدير مركز يوننان للتبادل العرقي والشعبي باللجنة المهنية للتبادل العرقي والشعبي للرابطة الصينية لأبحاث الأنثروبولوجيا التابعة للجنة الشعبية الوطنية الصينية. تم تضمينه في قاموس علماء العلوم الطبيعية الصينية المعاصرة وقاموس هوي الجنسية الصينية،وهو الرئيس الفخري والمستشار الأول لأكاديمية الثقافة والفنون الإسلامية والمدير التنفيذي للجنة المهنية لتنمية شينغيانغ التابعة لجمعية أبحاث الأنثروبولوجيا الصينية، حاصل على لقب وريث التراث الثقافي غير المادي لقوميات الأقليات ، “هوالونغ تشيوان”.

شيخ صوفية الصين وسط مريديه

في بداية القرن الثامن عشر، انضم شيخ الصين الجليل وقاية الله إلى الطريقة النقشبندية الصوفية في صنعاء، عاصمة اليمن، على يد شيخه اليمني سيدي محمد ابزين، ثم عاد بعد ذلك إلى الصين بأمر من شيخه اليمني محمد ابزين بعدما امضي 16 عاماً يدرس العلوم على يديه. فكان سبباً بمنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن انتشرت الطريقة النقشبندية في الصين عبر الأجيال وحتى يومنا هذا.

الشيخ الصوفي الجليل المقدم العلامة المعاصر محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليمني الحسني الحسيني هو ابن سيدي الشيخ محمد عبد الخلاق الحسني الحسيني ابن سيدي الشيخ محمد صديق الله ابن سيدي الشيخ محمد صديق الله ابن سيدي الشيخ محمد شمس الدين ابن سيدي الشيخ عبد الكريم ابن سيدي الشيخ وقاية الله الحسني الحسيني .

يعود نسبه الشريف إلى سيدي الشيخ محمد شمس الدين عمر الحسيني رضي الله عنه، فهو حفيد السابع والعشرين من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما حضرة الشيخ محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليماني الحسنى الحسيني وهو حفيد التاسع والاربعين من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم .

 

اليمانى في ساحته الصوفية

الشيخ اليمانى  له ثلاث أسماء :

اسم الاسرة: محمد شمس الاسلام

اسم الشريعة : محمد. حبيب العليم

اسم الولاية : عبد الرؤوف اليماني

مآثر الشيخ محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليمني”ما يوتشو” في مجال الطب والعلوم.

يعتبر الشيخ محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليمني العلامة الذي سعى إلى الربط بين العلم الحديث والطب مع العلوم الدينية من خلال الأبحاث التي أجراها على المستوى الجامعي، الأمر الذي أسهم في جلب منفعة عظيمة إلى أوساط المجتمعات الصينية والإسلامية على حد سواء.

برز الشيخ محمد حبيب في مجال الطب، وأسهمت أبحاثه العلمية في إثراء مجالي الطب وتطبيقات الحاسوب في الوطن وخارج البلاد. حاز الشيخ على جائزة العامل القدوة في مدينة كانمينغ، كما حاز مرات عديدة على لقب رفيع الشأن في مجال العلوم والإصلاح التكنولوجي في مقاطعة يوننان.

 

اليمانى يرتدي العمامة الصوفية

تسلّم الشيخ محمد حبيب منصباً كرئيس قسم في كلية الطب وتطبيقات الحاسوب في كونمينغ الصينية، وكذلك على مقاطعة يوننان بأكملها، وكانت عطاءاته العلمية وإنجازاته الأكاديمية مكرّسة كليّاً لخدمة العلم والوطن، ووفقاً للتقييم الأكاديمي فإن الأثر الفاعل الذي خلفته عطاءات وإنجازات “ما يوتشو” في مجال البحث العلمي لم تكن فقط سبباً في تحقيق نقلة نوعية تدريجية في التنمية الصناعية المتخصصة بإنتاج الأجهزة الطبية في مجال تطبيقات الحاسوب في الطب والذكاء الصناعي فحسب – والذي من شأنه أن يعود بالنفع على اقتصاد الدولة – بل كان أيضاً سبباً في تعزيز القيمة التنافسية بين شركات تصنيع الأجهزة الطبية مما دعم بدوره المساهمات الفاعلة ومهّد السبيل إلى تنشيط حركة الصناعة في الطب بالصين ككل.

من أهم إنجازات Ma Yuzhu العلمية على الصعيد العملي والنظري كان: ابتكاره لـ “16 جهاز طبي بتقنية الذكاء الاصطناعي”، بما في ذلك” 108 نوع من الأدوية”، و “جهاز تخطيط القلب ذو أربع قنوات بتقنية الحاسوب المجهري”، و “المحلل الشهير المخضرم في Yao Zhen bai من TCM بنظام الحاسوب الخبير”، و”أداة التشخيص والعلاج لأمراض القلب التاجية “، ومن بينها 13 فازت بجائزة الإنجاز الوطني للعلوم الطبية والتكنولوجية، وبعضها يستخدم إلى الآن في المجال الطبي. وقد تم تضمين المقال العلمي بعنوان “نظام استشارة مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) الخاص بخبراء متعددين في الطب الصيني التقليدي والغربي التكاملي” في مجموعة أوراق المؤتمر العالمي السادس للمعلوماتية الطبية في عام 1989.

قامت الوحدة التابعة لمقاطعة الحكومة آنذاك بتقرير معظم ما توصلت إليه الأبحاث العلمية التي أجراها الشيخ ما يوتشو “محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليمني”.

 

” اليمانى” خلال تأدية عمله اليومي

والجدير بالذكر أن كثيراً من نتائج أبحاثه لم ترَ النور وذلك نظراً لصعوبة الظروف آنذاك، وبالتالي قضي بصرف النظر عن بعض تلك الأبحاث ومنها ما تجري عليها بعد التطويرات الآن وأخرى لم تأخذ حقها كاملاً في التطبيق أو لم تؤتِ ثمارها كما يجب على أرض الواقع. كما يجدر بالذكر أن إسهاماته المتميزة في المجال الطبي كانت سبباً وجيهاً لإدراج اسم ما يوتشو في معجم علماء العلوم الطبيعية الصينية المعاصرة وقاموس العلماء الحاملين لجنسية هوي الصينية، وهو في منتصف عمره.

خدمته للعلم الشرعي رضي الله عنه
منتصف وأواخر القرن الماضي كان عهداً استقبلت فيه الصين بشارة عظيمة أن دخله الإسلام وازدهر بما لم تعهده الصين في سابق عهد.حيث افتتح الشيخ العديد من المدارس الإسلامية في يوننان وسيتشوان وقويتشو في جنوب غرب الصين وقانسو ونينغشيا في شمال غرب الصين. قام الشيخ في تلك الآونة بنشر الإسلام بما يوافق الظروف الوطنية في الصين، وعهد على تدريب عدد كبير من الوُعّاظ والمرشدين وإعدادهم لاستقبال ونشر العقيدة الإسلامية السمحة بين أوساط المسلمين وغير المسلمين، فدخل عدد كبير منهم الإسلام. كما أسهم في تهذيب نفوس وسلوكيات المسلمين الذين يملأ قلوبهم حبّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأرشدهم إلى كيفية تحصيل مايُنال به رضى الله تعالى.

 

اليمانى يمارس لعبة الكونغ فو

كرّس الشيخ ما يوتشو، محمد حبيب العليم عبد الروّوف اليمني، وقتاً لدراسة فكر الشعب الصيني بغرض إدخال المفاهيم الصوفية بما يتناسب مع طبيعتهم. قام بترجمة وتأليف مئات الأعمال الأدبية ذات الطابع الإسلامي. ومن أهم أعماله وترجماته كتاب، سر الحقيقة المطوية، الصوفية الصينية، حكمة الاسلام، الإسلام في الصين، الأرثوذكسية الإسلامية الصينية، تاريخ الجهارية،انوار السالكين، كتاب شروح اللطائف، كتاب شرح مراتب الاولياء ومقاماتهم ، الترجمة الحرفية لتفسير القرآن الكريم، حاشية للقرآن الكريم، تفسير القصائد العربية المتوازية الخمسة (ملاحظة: ترجمات نص نقش الحافة باللغة الفارسية)، تفسير شعر المديح لرسولنا المندائي ، تفسير روح البيان للقرآن الكريم، الدليل على الـ….. في الكتاب المقدس (ملاحظة: الكتاب المقدس ينشر وجهات النظر الأرثوذكسية) ، قواعد / أصول الشريعة، الحقيقة، الهوية الإسلامية، المنطق الإسلامي، الأخلاق الإسلامية، كتاب الحوار بين الديانات ،وغير ذلك.

 

اليمانى خلال الحضرة

كما كتب الشيخ أيضًا الكثير من المقالات والكتب عن الإسلام في الصين والقضايا العرقية في الداخل والخارج، رغبة منه في تقاسم هموم أمته حول مخاوف الدولة في إدارة القضايا الدينية والعرقية. ويعدّ العمل الجوهري الذي تميّز به الشيخ هو دراسة ونشر الدراسات الصوفية الإسلامية الأرثوذكسية الصينية، وطبقًا للسياسات الدينية والوطنية للدولة، قام بتفسير العقائد والتعاليم والمبادئ الستة المقدسة للإسلام الأرثوذكسي الصيني المستند إلى الأعمال الأدبية.

ويتمثل جوهرالفكر لدى الشيخ ما يوتشو فيما يلي: الإسلام في الصين هو الذي يقوم على الهوية الثقافية السامية والحضارة الثقافية الصينية العزيزة. أسهم فكره في تعريف العديد من الناس بالإسلام ومنهم من دخل على يديه الإسلام. تمثل فكره بالمنارة الشامخة التي لا تقهر، حيث برز الشيخ بتصحيح المسار الإيماني للمجتمع اإسلامي الصيني بأسره.

وقد أحصي من بعده قرابة أكثر من خمسين جنسية مختلفة من أرجاء الصين التي أصبحت تدين بدين الإسلام.

وكما قال الشيخ: كم أرجو أن يصبح كل البشر مسلمين! كم أرجو أن يتمكن جميع المسلمين من السير على الصراط المستقيم! الطريقة الصحيحة للصوفية هي إدراك أن الصوفية هي الطريقة المثلى لخدمة الناس والبشرية جمعاء.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *