شارك الدكتور مولاي منير القادري، رئيس مؤسسة الملتقى، ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، في النسخة الثامنة من فعاليات “ليالي الوصال، ذكر وفكر” التي نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، بتعاون مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال للمديح والسماع، يوم السبت 20 يونيو 2020.
خصص القادري كلمته لموضوع “التجربة الصوفية وإحياء العلوم الشرعية”، مذكرا بموقف عدد من علماء الإسلام الذين اعتبروا أن التصوف علم مكمل لعلوم الملة، كابن خلدون والامام مالك، وأبرز الأدوار التي اضطلعت بها المدارس الصوفية المغربية في نشر العلوم الشرعية، من خلال تأسيسها مدارس لهذه العلوم، ومكتبات علمية كخزانة الزاوية الناصرية بتامكروت، والخزانة الكتانية بفاس.
وسلط الضوء على دور صوفية المغرب في الحفاظ على العلم الشرعي، حتى وقت قريب، من خلال النشاط العلمي لزاوية الشيخ ماء العينين في العمق الصحراوي المغربي، الى جانب دورها في الدفاع عن الوحدة الوطنية.
وأضاف أن التجربة الصوفية المغربية تتميز بنزعتها العلمية، وبعدها عن الخلافات المذهبية والمشكلات النظرية، وأنها تمكنت من الجمع بين المسلك الصوفي، والالتزام بضوابط الممارسة الشرعية المجمع عليها، وهو ما اعترف به الأستاذ علال الفاسي من خلال إشارته إلى أن معظم رجالات التصوف كانوا من اهل العلم بأصول الدين وفروعه، ليخلص إلى أن المغرب بما يحمله من قيم روحية أصيلة، وتدين وسطي معتدل، مؤهل لأن يلعب دورا رائدا في المستقبل القيمي الذي سيشهده العالم.