أكد حمزة آل سيد الشيخ مدير الملتقى الدولى الثالث للطريقة الشيخية بالجزائر، أن الطريقة الشيخية تلعب دور كبير فى الجزائر وخارجه من أجل نشر المنهج الإسلامى الصحيح، والذى عرفته الطريقة من شيوخها المؤسسين أمثال سيدى الشيخ وسيدى بوعمامة وغيرهم من الشيوخ والعلماء الصوفية الأفاضل الذين نشروا المنهج الإسلامى المعتدل وتصدوا للبدع والضلالات.
وأوضح” الشيخ” فى حواراً له أن عنوان المتلقى الدولى للشيخية ” درء الفتنة وصون البلاد بحسن القدوة بصلحاء العباد”، الهدف منه الوقوف مع الدولة الجزائرية والمؤسسة العسكرية، والحفاظ على وحدة البلاد، من خلال الوصايا التى تركها لنا شيوخ التصوف الكبار الذين نشروا الدين الإسلامى الحنيف بين الناس، حيث وصوا بضرورة الحفاظ على الأوطان من الفتنة والفرقة والتشرذم .
وأشار” الشيخ” أن الطرق الصوفية، سيكون لها الكلمة العليا فى الإنتخابات الرئاسية القادمة، حيث ستحشد الصوفية أتباعها ومريديها للنزول والإدلاء بأصواتهم فى الإنتخابات الرئاسية التى ستشهدها الجزائر خلال الأيام القادمة.
ما الهدف من تدشين الملتقى الدولى الثالث للطريقة الشيخية بالجزائر ؟
فى البداية أشكر السادة الحاضرين والمشاركين فى الملتقى الدولى الثالث للطريقة الشيخية بدولة الجزائر، ثانياً : الهدف من تدشين الملتقى الدولى الثالث للطريقة الشيخية هو التعريف باعلام الطريقة الشيخية فى الجزائر خاصة، و افريقيا وأوروبا والعالم الإسلامى بشكل عام، وذلك يعتبر رداً للجميل للسادة شيوخ الطريقة الذين جاهداو النفس فى نشر العلم ونشر التسامح، فأول هدف من أهداف هذا الملتقى التعريف بأعلام الطريقة المنتشرين حول العالم، وبالدول التى وصلتها الطريقة الشيخية، وكذلك الحفاظ على وحدة البلاد وحمايتها من الفتن والمشكلات التى تحاول بعض الجهات الخارجية تصديرها لبلدنا ووطنا مثل فرنسا وغيرها من الدول التى لا تحب الخير للجزائر أو شعبها, ولذلك جاء عنوان الملتقى الدولى الثالث للطريقة الشيخية،هذا العام “درء الفتنة وصون البلاد بحسن القدوة بصلحاء العباد”، وكذلك أختيار “المجاهد الشيخ سيدى بوعمامة والشيخ سيدى مولى سخونة نموذجاَ”، ومن أهم المقاصد التى سعى لها هذا الملتقى، تصحيح بعض المفاهيم حول التصوف والطرق الصوفية في الجزائر، وتحرير تاريخ الطريقة الشيخية، ومآثر أعلامها في التعليم، والتهذيب، والجهاد، و تحقيق الدراسات في إظهار نموذجية أعلام الطريقة الشيخية، وتأسيس قراءة جديدة لشخصية ومناقب الشيخ بوعمامة، بعيدة عن السرديات والوصفيات، ونشر سيرة سيدي محمد مولى السخونة أحد أقطاب الطريقة الشيخية، بنموذجيتها الدعوية والجهادية، وتأسيس مفاهيم اجتماعية للقدوة من أجل تحقيق تأطير إيجابي فعال في المجتمع .
ماهى الرسائل التى توجهها الطريقة الشيخية من خلال ملتقاها الثالث؟
حقيقة الطريقة الشيخية بالجزائر، توجه الكثير من الرسائل، واهم هذه الرسائل هى الحفاظ على بلادنا من شرور أهل الشر، والحفاظ على الجيش الجزائرى والمؤسسة العسكرية من المحاولات اليائسة البائسة التى تحاول النيل من هذه المؤسسة العريقة، فالجيش الجزائرى هو صمام الآمان لبلدنا وأهل التصوف فى الجزائر يقفون بجانب قواتهم المسلحة، لانهم يعلمون جيداً أنه لن تقوم لبلادنا قائمة أذا تم ضرب المؤسسة العسكرية ، ولذلك الطريقة الشيخية طالبت فى هذا الملتقى من الشعب الجزائرى التكاتف والوقوف مع قواته المسلحة حتى تخرج البلاد من هذا المأزق الموجودة فيه حالياً، وحتى يتم أنتخاب رئيس يقود هذه البلاد إلى بر الأمان، وكذلك ندعوا الشعب الجزائرى من خلال الملتقى تجنب الفتنة والحذر منها وتوعية المجتمع الجزائرى، فيما يحيط به، وأقصد المخاطر الخارجية، حيث أن محيط الجزائر ملتهب، يعنى تقريبا هناك 4 دول بدون رئيس، والهدف الثانى التواصل مع كافة الطرق الصوفية حول العالم، وذلك لأن الطرق الصوفية منهجها واحد وهو منهج الرسول “ص” لذلك فى هذا الملتقى، هناك محورين أساسيين، اذا توفرت التوعية وتجنبنا الفتنة، خاصة فى الظروف الحالية التى تمر بها الجزائر، وهى طروف حساسة جداً، تطلب من أبنائها الغيورين عليها أن يتوحدوا ضد افكار العنف والفتن، وزرع الأفكار الغريبة فى الشباب الغير واعى، وليس لديه دراية كاملة بمجريات الأحداث، سواء أكان على مستوى السياسة الداخلية أو الخارجية، فالوضع لدينا فى الجزائر حساس جداً، والهدف الثالث تسعى الطريقة الشيخية لنشر الإسلام الوسطى الذى يقبل الآخر، وسيد الشيخ جدنا قال “طريقتنا طريقة اسلاف بيضاء نقية”، لذلك يجب على الطرق الصوفية، أن تصب فى إتجاه واحد وهو توعية الأمة الإسلامية، وتوجيهها للمسار الصحيح من خلال أتباع الكتاب والسنة.
هل تبعث الطريقة الشيخية عبر ملتقاها الدولى الثالث رسالة تأييد للدولة الجزائرية والمؤسسة العسكرية؟
نعم بالطبع، فأهل التصوف، يساندون وطنهم بكل ما أوتوا من قوة، والصوفية فى كل أنحاء العالم معروفين بذلك، أنهم يقفون فى ظهر دولتهم وقواتهم المسلحة، ويمدون يد العون والمساندة، كما أن الملقى نفسه جاء عنوان هذا العام ،””درء الفتنة وصون البلاد بحسن القدوة بصلحاء العباد”، وهذا ا العنوان يعتبر دعم مباشر للمؤسسة العسكرية فى التوجه الذى تقوم به، وذلك لأنها نجحت نجاح تام فى ادارة الأمور السياسية والادارية والعسكرية على مستوى المرحلة التى تمر بها الجزائر، وبفضل الرجال الاوفياء فى الجيش الوطنى الشعبى، وبفضل الغيورين على البلاد، الذين عبروا عن آرآهم بكل سلمية وبكل وعى وبكل وطنية، وضربوا للعالم كل المثل الأعلى فى التغيير ومحبة الوطن، ولذلك شعار الملتقى نفسه يصب فى مصلحة الوطن، حيث أن أهل التصوف منخرطون دائما فى زواياهم وساحاتهم ولكن عندما يحتاجهم الوطن يخرجون من الزوايا ويقفون مع الوطن حتى خروجه من هذه المرحلة الحساسة جدا، ونحن واثقون أننا سنتجاوز هذه المرحلة وسنضرب اروع الأمثلة فى التغيير الديمقراطى .
ماهى رسالتكم لأتباع الطريقة الشيخية داخل وخارج الجزائر؟
رسالتنا لأتباعنا حول العالم، نقول لهم تمسكوا بالسنة النبوية الشريفة، وبسيرة الولى الصالح سيدى الشيخ لأنه اتبع طريقة اسلاف بيضاء نقية فتحت عليه فتوحات ربانية، وعلم لدنى من الله تعالى، ولاسبيل الا بالاتحاد والتسامح والتمسك بهذا الطريقة السمحاء التى ترفع رآية الإسلام وتنشر سماحة الدين وتتصدى للتطرف والإرهاب والعنف الذى يحاول البعض الترويج له هنا أو هناك.
لماذا تتعاون الطريقة الشيخية وجامعة غرداية دائما فى تدشين ملتقيات الطريقة بالجزائر؟
فى الواقع، أن الهدف الرئيسى من حدوث شراكة بين الطريقة الشيخية و جامعة غرداية والمخبر العلمى للجنوب الجزائرى للبحث العلمى فى التاريخ والحضارة الاسلامية، فى كافة المتلقيات التى دشناها، هو التأكيد على أن التصوف الذى تتبعه الطريقة الشيخية هو تصوف علمى، وليست تصوف دروشه أو جهل أو ماشابه، والزواية قديما كانت تقوم بالدور الذى تقوم به الجامعة اليوم، لذلك نحن نوصل رسالة أن أحوال الجذب والدروشة هى أحوال خاصة لبعض الأشخاص سواء فى سلوكهم أو إنجذابهم، وذلك لإجتهادهم فى العبادات، وهذه الامور لاتدرس وليست هدف بالنسبة لمريدى الطريقة، واذا كان الحال قد أخذه هذا لايعنى أن نعتبره نموذجاً ندرسه، ونحن ندرس العلوم الشرعية، لانه علم واضح نافع، لذلك توجد علوم موجهة للخاصة وعلوم موجهة للعامة،واذا كان الانسان العامى عقله لايتحمل علوم الحقيقة، فاذا تناقشنا معه فى علم الحقيقة نحن نظلمة، لذلك نحن نكتفى بعلم الشريعة للعامة وعلم الحقيقة للخاصة.
ما المقصود بالمريد الصوفى عند الطريقة الشيخية وكيف يتم اعداده؟
المريد الصوفى، هو من يحافظ على أذكاره وأوراده، ويحافظ على التواصل بالمريدين، وتكون
أخلاقة هى من تتكلم عنه، وليس ما يتلفظ به، ونقيمه من خلال سلوكة ، ورسالته لا يبعثها بجمل أو بعبارات ولكن يبعثها باخلاقة وتضامنه مع المريدين ووطنه ومصالح الأمة والدولة والمجتمع الذى يعيش فيه، فاذا كان يحافظ على هذا يعتبر صوفى بمعنى الكلمة، ويعتبر مريد مطيع لأن النجاح ضرورة، ومشايخ الصوفية سهلوا علينا العبادة والطريقة الى الله تعالى.
هل الطرق الصوفية ستكون لها كلمة فى الإنتخابات الرئاسية القادمة أم لا؟
نعم الطرق الصوفية ، ستكون لها الكلمة العليا إن شاء الله فى الإنتخابات الرئاسية القادمة، فالظروف الحالية التى تمر بها الجزائر، تتطلب من جميع الزوايا الصوفية التكاتف والوقوف يداً واحدة حتى نمر جميعاً من هذه المرحلة بكل خير، كما أن أى مواطن صالح غيور على وطنه يجب عليه أن يتحمل المسئولية ويشارك فى الانتخابات الرئاسية القادمة لكى يدلى بصوته، كما أن مشايخ الصوفية جميعهم أستشهدوا فى سبيل الله لحماية الوطن، ولأن المريدين أرباب الطريقة الشيخية لمدة 60 سنة ثورة ضد الاستعمار، فمنذ ثورة الأمير عبدالقادر الى استقلال الجزائر كانت لهم مراحل متقطعة ضد الإستعمار، والطريقة الشيخية تعتبر دعم كبير جداً للمؤسسة العسكرية والدولة .
هل ستحشد الطرق الصوفية والشيخية أتباعها فى الانتخابات الرئاسية؟
نحن سنطالب مريدينا بالنزول والمشاركة فى فى الإنتخابات الرئاسية الجزائرية، وأختيار الرجل الأصلح للبلاد، وكذلك سنطالب جميع الطرق بالنزول لأن هذا مستقبل بلادنا ويجب ضرورة الحفاظ عليه، حتى تعود الجزائر لسابق ريادتها فى افريقيا والعالم، وعدد اتباع الطرق الصوفية، يصل لعشرة ملايين مريد أو يزيدون ستكون أصواتهم مؤثرة فى هذه الإنتخابات لذلك لن نتخاذل عن نصرة الوطن.