ﻫﻲ السيدة ﻓﺎﻃﻤﺔ الزهراء عليها السلام، ﺑﻨﺖ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ سيدنا ﻣﺤﻤﺪ ﷺ، ﻫﻲ ﺍﻟﺒَﻀﻌﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻮﻳﺔ، ﻭُﻟﺪﺕ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺜﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﺑﻘﻠﻴﻞ، ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻳُﺤﺒﻬﺎ ﺣُﺒﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻭﻳُﻜﺮﻣﻬﺎ ﻭﻳُﺴِﺮُّ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻣﻨﺎﻗﺒﻬﺎ ﻏﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺂﺛﺮﻫﺎ عظيمة،ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻷﻣﺔ، وصفوها حيث قالوا ( ﻣﺎﺭﺃينا ﺃﺣﺪﺍً ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺒﻪ ﻛﻼﻣﺎً ﻭﺣﺪﻳﺜﺎً ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻣﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ عليها السلام ).
وقد ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﺒَّﻠﻬﺎ ﻭﺭﺣَّﺐ ﺑﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻨﻊ ﻫﻲ ﺑﻪ، وﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻳُﺒﺎﺳﻄﻬﺎ ﻭﻳُﻤﺎﺯﺣﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣَﻦ ﺁﺫﺍﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ، ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ إﺑﻦُ ﻋﻢِ ﺃﺑﻴﻬﺎ الإمام ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ عليه السلام بعد معركة بدر الكبرى، وأن ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﺎ ﺃﻥ إﺑﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤُﺴﻴﻦ عليهم السلام،
ﺳﻴِّﺪﺍ ﺷﺒﺎﺏ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، وأن ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ أتصل ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﻓﺎﻃﻤﺔ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ( ﻳﺎﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ, ﺃﻭ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ).
ﻫﻲ ﻗُﺪﻭﺓ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺸﻤﺘﻬﺎ ﻭﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻭﺣُﺒّﻬﺎ ﻷﺑﻴﻬﺎ ﷺ، وقد كانت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أكثر الناس شبهاً برسول الله ﷺ، فكانت تُشبهه في كلامه وفى مشيته وفى حركاته وسكناته، كان وجهها من حيث الشبه كله مثل وجه النبى ﷺ كأنه قطعة قمر ..يُضىء البيت بلا مصابيح لذلك لُقبت ب ( أم أبيها ) وقالﷺ ( فاطمة بَضعةٌ مِنى ) أي قطعة مني، أجمل نساء العالمين، بيضاء اللون، مُشربة بحُمرة طويلة القامة تميل إلى النحافة من كثرة عباداتها ومن قلة تناولها للطعام والشراب، تحمل بعض الملامح من أمها السيدة خديجة عليها السلام، كما تحمل بعض الملامح الجسدية من جدتها السيدة آمنه بنت وهب ام ابيها عليهن السلام.
وكان النبيﷺ يُقبلها بين عينيها الشريفتين وكانت بتول أى لا تحيض كباقى النساء، لأنها تحمل النور الشريف أى الذرية المباركة لسيدنا رسول اللهﷺ إلى يوم الدين فهى أم الأئمة الأطهار والعارفين والاقطاب والصالحين، ولما ولدتها السيدة خديجة قال لها النبى ﷺ ( يا خديجة إنها النسمة الميمونه الطاهرة وإن منها سيكون نسلى ) تزوجت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، مولانا الإمام علي عليه السلام، وكان عمرها (( ١٨ سنة )) وانتقلت إلى الرفيق الأعلى ولها من العمر (( ٢٩ سنة )) فبذلك تكون مدة زواجها، ( ١١ سنة فقط ) هى المدة الزمنية التى أنجبت فيها، الذرية الشريفة ( الإمام الحسن – الإمام الحسين – المُحَسَن
السيدة زينب – السيدة أم كلثوم )) عليهم السلام.
واهل الطريقة والتصوف يحبونها ويقدسوها، وفي يوم من الأيام كانت هناك جلسة مديح بحضرة السيد الشيخ الخليفة السلطان محمد المحمد الكسنزان قدس الله سره العزيز، وأثناء المديح لمقطع ( مقطوع راسك يا حسين شلون منظر ) قال للمداح لو تكتب بيت أو بيتين تصف فيه سيدتنا الزهراء عليها السلام، لانه عند مدحك للقصيدة صار حضور لسيدتنا الزهراء في الذكر وانوارها صارت تضرب على المجلس، وقال حضرة السلطان أيضا متى ما ذكرت الزهراء عليها السلام فإنها تغيث الشخص الذاكر لها، وقال أيضا إذا ذكرت الزهراء تقف سلسلة مشايخ الطريقة كلهم باحترام من السماء إلى الأرض، وهذه هي عظمة الزهراء الفاطمة عليها السلام عند مشايخ الطريقة العلية القادرية الكسنزانية، وقد وصفها حضرة السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان قدس سره رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم بقوله عنها ( فاطمة الزهراء هي منبع شجرة الأصل النورانية ).
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نُسْخَةِ الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ…(الْبَضْعَةِ الْفَاطِمِيَّةِ)الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الْهَدِيَّةِ
الْمَهْدِيَّةِ…أُمِّ الْحَسَنَيْنِ وَالإِحْسَانِ…وَبِنْتِ مَنْ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ…وَزَوْجَةِ أَشْجَعِ الشُّجْعَانِ…مَكْتُوبَةً بِالنُّورِ فِي اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ…فَاطِمَةِ الْجُودِ وَالْكَرَمِ…وَبَابِ الْخَيْرِ وَالنِّعَمِ…طَلْسَمِ سِرِّ أَبِيهَا…وَفَيْضَةِ نُورِ بَنِيهَا…وَبَحْرِ عُلُومِ عَلِيِّهَا…مَحْبُوبَةِ مَوْلَاهَا…دَائِماً مِعْرَاجُهَا وَمَسْرَاهَا…أَمْلَاكُ السَّمَاءِ تَطْلُبُ رِضَاهَا…الَّتِي أَضَاءَ الْكَوْنَ نُورُ سَنَاهَا…رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا…أُمُّ مُحَمَّدٍ بِنْتُ مُحَمَّدٍ حِبُّ مُحَمَّدٍ نُورِ مُحَمَّدٍ سِرِّ مُحَمَّدٍ…الْمُتَجَلِّيَةِ الْمُتَعَلِيَّةِ الْمُتَدَلِيَّةِ الْمُتَمَلِّيَةِ…فَاطِمَةُ الْمَفْطُومَةُ عَنْ كُلِّ حَرَامٍ…بِنْتِ خَيْرِ الأَنَامِ…صَاحِبَةِ الْمَقَامِ الْمَعَالِي…الطَّاهِرَةِ الطَّهُورَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُطَيَّبَةِ الْكَامِلَةِ الْمُكَمَّلَةِ الْمُتَزَيِّنَةِ بِحُلَلِ الْحَيَاءِ…بَحْرِ الْفَيْضِ وَالْجُودِ وَالْعَطَاءِ…مَقْصِدِ الأَوْلِيَاءِ…وَبَابِ الأَصْفِيَاءِ…تُدْخِلُ أَحْبَابِهَا…مَفْتُوحٌ بَابُهَا…وَافِرٌ شَرَابُهَا…مُنَوَّرَةٌ مَبْرُورَةٌ مَنْصُورَةٌ مَسْتُورَةٌ مَسْرُورَةٌ مَنْظُورَةٌ مَفْطُومَةٌ مَكْرُومَةٌ…قَائِمَةٌ صَائِمَةٌ عَابِدَةٌ زَاهِدَةٌ رَائِدَةٌ سَائِدَةٌ…بِنْتُ أَطْهَرِ الأَرْحَامِ أَبُوهَا الْمُخْتَارُ…أُمَّهَا خَدِيجَةٌ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الدَّارِ…وَابْنَاهَا خُلَاصَةُ النُّورُ وَالأَخْيَارِ…وَزَوْجُهَا عَلِىٌّ الْكَرَّارُ…فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ عِزٌّ وَفَخَارٌ…عَلَى أَبِيهَا وَأُمِّهَا وَعَليْهَا وعلى زَوْجِهَا وَبَنِيهَا مِنَ اللهِ أَكْمَلُ صَلَاةٍ وَسَلَامٍ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا بِسَيِّدَتِنَا فَاطِمَةَ اتِّصَالٌ…وَبِذَاتِهَا وِصَالٌ…وَمِنْ لَدُنْهَا شَرَابٌ…وَفِي حُبِّهَا غِيَابٌ…اللَّهُمَّ سِرْ بِرُوحِي لِسِدْرَتِهَا…وَاسْقِنِي مِنْ خَمْرَتِهَا…وَاجْعَلْنِي مِنْ خُدَّامِ حَضْرَتِهَا…وَأَفْنِنِي فِي مَحَبَّتِهَا…صَلَّى اللهُ عَلَى أَبِي الزَّهْرَاءِ وَابْنَتِهِ…وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَعِتْرَتِهِ…وَارْزُقْنَا يَا اللهُ كَامِلَ مَحَبَّتِهِ…اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِالْجَوَارِ فِي هَذِهِ الدَّارِ وَتِلْكَ الدَّارِ…بِحَقِّ نَبِيِّكَ الْمُخْتَارِ…وَفَاطِمَة الزَّهْرَاءِ…ذَاتِ الأَنْوَارِ وَالْبَهَاءِ…وَآلِهِ الْخِيَارِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ.
اللَّهُمَّ أَدْخِلْنَا لِحَضْرَةِ نَبِيِّكَ بِبَابِ…(الرَّيْحَانَةِ الْفَاطِمِيَّةِ)…وَارْزُقْنَا الصُّحْبَةَ وَالْمَعِيَّةَ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…افْطِمْ أَنْفُسَنَا مِنَ الشَّهَوَاتِ.
اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…اشْفِنَا مِنْ جَمِيعِ الْعِلَّاتِ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…طَهِّرْ لَنَا النِّيَّاتِ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…أَنِلْنَا مِنْ مَغَانِمِ السَّعَادَاتِ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…أَفْنِنَا فِي شُهُودِ الذَّاتِ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…ارْزُقْنِي صَالِحَ الذُّرِّيَّةِ…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…اجْعَلْ نَفْسِي عَابِدَةً تَقِيَّةً…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…احْفَظْنِي مِنْ كُلِّ أَذِيَّةٍ…وَوَسَاوِسَ شَيْطَانِيَّةٍ…وَقَوَاطِعَ نَفْسِيَّةً…اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ…احْفَظْنِي مِنْ الْحُسَّادِ وَالْبُغَّاضِ…وَالدَّعَاوِي وَالْبَلَاوِي وَالْمِحَنِ وَالإِحَنِ وَالْفِتَنِ وَعَادِيَاتِ الزَّمَنِ…اللَّهُمَّ غَيِّبْنِي فِي جَمَالِكَ…وَتَوِّجْنِي بِجَلَالِكَ…وَأَفْنِنِي فِي تَجَلِّيَاتِ كَمَالِكَ…وَأَغْنِنِي بِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.
اللَّهُمَّ عِنَايَةً مِنْكَ وَرِعَايَةً وَوِقَايَةً وَكِفَايَةً وَحِمَايَةً وَوِلَايَةً…اللَّهُمَّ بِحَقِّ نَبِيِّكَ الْمُصْطَفَى…وَفَاطِمَةَ الصَّفَا…صَلَّى اللهُ عَلَى أَبِيهَا وَعَلَى أُمِّ أَبِيهَا وَحَسَنَيْهَا وَعَليْهَا…وَسَلِّمْ تَسْلِيماً يُرْضِيكَ وَيُرْضِيهِ وَيُرْضِيهَا ”
صلاة الفيض والعطاء، وصلى الله على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما .