كلمة الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشد صوفية الصين في موتمر التصوف العالمي بالعراق
”نص الكلمة “:
الصوفية ليست مذهباً ولا حزبا من الأحزاب إنما هي روح الاسلام و قلبه ، وهي تجسيد روح الإسلام وجوهره، والحقيقة أن الصوفية جاءت من ذات الله تعالى وظهرت من نور محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منبع أسرار الإسلام وخزائن الحكمة، وحقيقة الاسلام هو معرفة الله تعالى عن طريق معرفة الصوفية، وأصل الصوفية هي طريقة النعمة التي حققها الله للانسان ليعود إلى الله الرحيم، إنها الصورة الكاملة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مصدر سعادة الإنسان، والتصوف هو الطريق المستقيم لسلامة الأوطان، وحب الصوفية هو حب الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب أهل البيت الكرام وحب جميع مخلوقات الله تعالى حبا حقا جما .
في المجتمع المعاصر، وبسبب قلة المعرفة بالإسلامي النبوي وعدم فهم جوهر الإسلام وروحه لدى عامة المسلمين الجاهلين، الذين يتأثرون بالمذاهب البدعية والاتجاهات العقائدية المتطرفة، مما يتسبب في انحراف بعض المسلمين عن عقيدة الإسلام. حسن الظن والنية الصالحة والأعمال الصالحات وحسن الكلام والخير والولاء وبر الوالدين من الصوفية النبوية ، والحفظ من الانطلاق في طريق الضلال ، ومن ناحية أخرى، لأن الأفكار المتطرفة والمبتدعة تهدد بشكل خطير حقوق ومصالح المسلمين وغير المسلمين وسلامة الأوطان ، ولا يستطيع الصوفيون الانتظار لتصحيح أصول وفروع البدعة والتطرف للشعوب الاسلامية، ورسالتها هي نشر شريعة الله تعالى ، والدعوة الى الله تعالى نيابة عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ويسير طريق التصوف نيابة عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، وانقاذ أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذين سقطوا في طريق البدع والضلالات ، وتوسيع طريق الله إلى النجاح، ونهضة طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وأتباع الطريقة الصوفية يلتزمون بمبدأ واحد طوال حياتهم، لذلك يجب علينا الا نتكلم الا بكلام النبي، ونتخلق بأخلاقه، وإذا لم يكن الكلام منسوب للنبي فلا نعمل به ولو ليس نبيا فلا نعمل الا نقوم بأعمال النبي ولو ليس نبيا وفلا نمشي الا ونحن في سبيل النبي ولو ليس نبيا،.
كما قال الله تعالى في القرآن الكريم : “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” .
الطريقة الصوفية هي طريق الخير والسلام والعدالة والولاء والاخلاص والإحسان وبر الوالدين ونكران الذات والحب المتفاني الذي يخدم البشرية جمعاء، وتماشيًا مع مبادئ وروح محبة الآخرين كما يحبوا أنفسهم ، يلتزم مرشد الطريقة الصوفية وأتباعه بنشر تراث النبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق السعادة الإنسانية والسعي لبناء أسرة يسودها السلام العالمي، وعلى الصوفية النبوية وأصحابها أن يجتهدوا في تحقيق هدف إقامة جنتين، جنة في الدنيا وجنة في الآخرة. إن بناء الجنة في المجتمع المعاصر يعني السعي لتحقيق التعايش المتناغم بين جميع البشر، وتعزيز الحوار المتبادل والتبادلات بين مختلف الأديان والحضارات والثقافات والجنسيات، وتحقيق الاحترام المتبادل والتسامح والتكامل بين الأديان المختلفة، وبناء أسرة اجتماعية متناغمة تقوم على الأخلاق والتهذيب والسلوك والإحسان ، وتحقيق عالم مسالم ومزدهر بدون حرب أو قتال أو نزاع أو معاناة.
رسالة الصوفية هي أن يرثوا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ،وأن يكرسوا حياتهم كلها لتحقيق تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يجتهدوا في إتمام رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسل إلى العالم أجمع، وآمل أن يتمكن الجميع من الحصول على رحمة الله وفضله، والحصول على الإيمان. ورغم أن كل البشر يأتون من نفس المصدر، ولكن لا يستطيعون العودة إلى نفس المصدر، وآمل أن يتمكن كل البشر من العودة إلى الله الرحمن الرحيم.