بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم حضرة الشيخ عبدالرؤوف اليماني الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشد صوفية الصين
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام علي رسوله محمد وعلي آله وصحبه أجمعين . وبعد :
شرح بضع مسائل ينبغي علي أهل السنة والجماعة أن يهتموا بها.
الأول : لابد لأهل السنة والجماعة من التمسك بالعدل والإحسان :
لابد لأهل السنة والجماعة من التمسك بالعدل والإحسان ، لقوله تعالي : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }وإن التمسك بالعدل والإحسان من أصول دين الإسلام الحقيقي لأن الله تعالي يأمر بالعدل والإحسان في القران الكريم .
ومعني العدل في دين الإسلام الحقيقي وسط بين اليمين والشمال ؛ ومعني الظلم في دين الإسلام الحقيقي الميل إلي التطرف للغاية ، أي الميل إلي جانب اليمين أو إلي جانب الشمال .
يعني لابد لأهل السنة والجماعة من التشبث بالوسطية والإجتناب من الميل إلي التطرف للغاية . ومن الحرام أن نميل إلي جانب اليمين أو إلي جانب الشمال لأن أبغض الأشياء عند الله تعالي الظلم ، وبالعكس أحب الأشياء عند الله تعالي العدل و الإحسان ، وإن أمة الإسلام أمة وسط و دين الإسلام الحقيقي دين وسط ومن إتبع القران الكريم والحديث الشريف و أحكام الفقه الإسلامي فهو علي دين وسط أي سواء السبيل ، يعني علي صراط مستقيم .
والمظهر الأول من مظاهر وسط أمة الإسلام يهتمون بالدنيا والآخرة معا ولايميلون إلي الدنيا أو إلي الآخرة ، ولكنهم يعترفون بأن الدنيا دار الفناء وهي مزرعة الآخرة ، وأن الآخرة دار البقاء وهي ثمرة الدنيا ، وأن الباقيات الصالحات خير عند الله تعالي ثوابا وخير أملا ، و إن قصد إهتمامهم بالدنيا لتحصيل علي دار البقاء الآخرة ، وإن قصد إهتمامهم بالآخرة لمرضاة الله تعالي ولذلك ليس دين الإسلام الحقيقي بدين إهتمام بالدنيا و ترك الآخرة أو إهتمام بالآخرة و ترك الدنيا وإنه بدين إهتمام بالدنيا والآخرة معا ، يعني دين الإسلام الحقيقي لايميل إلي الدنيا أوالآخرة ولكن الدنيا مزرعة الآخرة والآخرة ثمرة الدنيا .
والمظهر الثاني من مظاهر وسطية أمة الإسلام يهتمون بالعاطفة الإنسانية أي حق الإنسان وحق الله تعالي معا ، وحق الله تعالي معرفة الله تعالي وعبادة الله تعالي ،وما هي العاطفة الإنسانية أي حق الإنسان ؟ وهي بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والإحسان بالأزواج والجوار واليتامي والمساكين وابن السبيل والضعفاء والأشقياء ، وتربية الأولاد ، وتأدية الواجبات الإجتماعية، ألا والعاطفة الإنسانية هي العبادة الإجتماعية ومن ليس لدية العاطفة الإنسانية فليس مسلما حقيقيا وعلي الرغم من أنه يؤمن بالله تعالي والرسول صلي الله عليه وسلم ولذلك من لايهتم بأمور المسلم فليس مسلما حقيقيا ، ومن لايهتم بدين الإسلام فإرتد عن دين الإسلام .
والمظهر الثالث من مظاهر وسطية أمة الإسلام يجتنبون من البخل والإسراف ويدعون إلي وسط بين البخل والإسراف ، لأن البخل سبب البعد عن دين الإسلام لقوله صلي الله عليه وسلم :{البخيل لايدخل الجنة }، والإسراف صفة إبليس ، و الإسراف حرام لقوله تعالي : {كلوا واشربوا ولاتسرفوا}.
والمظهر الرابع من مظاهر وسطية أمة الإسلام يجتنبون من الظلم والبغي والطغيان ويقاومون الظلم والبغي والطغيان أيضا ، و يجتنبون من الحرام ويأكلون الحلال.
والمظهر الرابع من مظاهر وسط أمة الإسلام لايجتنبون من حياة المدن ولايدعون إلي الإجتناب من حياة المدن بل يقاومون الإجتناب من حياة المدن ويقاومون عيشة بعيدة من الناس أو الحياة الدنيوية
ألا وإن أجسامهم يعيشون في مدينة كبيرة ولكن آرواحهم بعيدة عن متاع الناس العام أوحرام الحياة الدنيوية ويذكرون الله تعالي بكرة وأصيلا دائما أبدا وعلي الرغم من أن أجسامهم يعيشون في مدينة كبيرة .
والإحسان هو بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وإحسان بالأزواج والجوار واليتامي والمساكين وابن السبيل والضعفاء والأشقياء ، وتربية الأولاد ، وتأدية الواجبات الإجتماعية .
الثاني : أهمية الأداب :
فلابد لأهل السنة والجماعة من معرفة أهمية الأدب ، و الأدب باب العمل ومن لا أدب له فلا عمل له ومن لا عمل له فلادين له ، لقول النبي عليه السلام : من لا أدب له فلادين له، ألا وعالم لا أدب له فلاعلمه مقبول عند الناس وعلي الرغم من أنه عالم كبير ؛ وعالم له أدب فعلمه مقبول عند الناس وعلي الرغم من أنه عالم صغير ، ألا وإن الأدب باب أول دخول إبليس في قلوب المؤمنين فإفساد إيمانهم و من لا أدب له ففتح لإبليس باب أول دخول في قلبه فإفساد إيمانه، ولذلك لابد لأهل السنة والجماعة من الإهتمام بالأدب ومعرفة أهمية الأدب ودراسة الأدب والدعوة إلي دراسة الأدب وتعليم الأدب أولادهم وطلابهم .
الثالث : صحبة الله تعالي :
إن صحبة الله تعالي من أصول دين الإسلام وليس بفكرة غير الإسلام كما قال قائل ولذلك لابد لأهل السنة والجماعة من معرفة حقيقة صحبة الله تعالي وأهميته ، وإن الله تعالي مع الصابرين ، وإن الله تعالي مع المؤمنين، ولذلك لابد لأهل السنة والجماعة من ذكر الله تعالي بقلوبهم وأقوالهم وأفعالهم بكرة وأصيلا دائما أبدا وعدم نسيانه تعالي في كل وقت وحين .
الرابع : ثلاثة أقوام في الجنة :
أولا : ملك عادل صالح محب الشعب كما قال النبي عليه السلام .
ثانيا : جار طيب القلب مواصل الأرحام وإخوة المسلم محسن بأهله مجتنب من أموال الحرام ،
ثالثا : رجل محبوب عند النبي عليه السلام ، يعني هو محب النبي عليه السلام حبا شديدا وإن حبه للنبي عليه السلام أشد من حبه لنفسه وأزواجه وأولاده وأمواله .
الخامس : خمسة أقوام في النار:
أولا : فاعل الفواحش أي زناة ، وهم لايتزوجون و لايكتسبون المال ولايفرقون بين الحرام والحلال وهم كسالي .
ثانيا : خائن ساتر مكره بكل أسلوب لقوله عليه السلام : من غشنا فليس منا .
ثالثا : خداع يخدع الناس في زمن حياته وهذا الرجل إذا تكلم فتكلم قول الخدعة .
رابعا : البخيل الكاذب أمام الناس .
خامسا : رجل صفته مذمومة و قوله فاحش .
ولذلك من إجتنب من هذا خمسة أمور فإجتنب من النار ، و سيدخل في الجنة وهو فيها خالد .
السادس : لابد لأهل السنة والجماعة من تمسك بفرق بين الخير والشر والحق والباطل :
ولابد لأهل السنة والجماعة من تمسك بمجلس الشيخ الحقيقي أوعلماء الآخرة أوالمتقين أوالصالحين أوالأولياء ؛ وبالعكس لابد لهم من الإجتناب من مجلس الشيخ الباطل أو علماء الدنيا أو الظالمين أو الجهال أو الفاسقين أو الكفار ، خصوصا لابد لهم من الإجتناب من مجلس أهل البدعة أوأهل الغيظ .
ألا جماعتان من الناس مشوش معالم طريقة الإسلام : أهل البدعة وأهل الغيظ ، وأهل الغيظ طالما يفعل ما حرم الله تعالي عليه . ولذالك لابد لأهل السنة والجماعة من كظم الغيظ . لقوله تعالي : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
يا بني آدم ! إعلموا أن الدين عند الله الإسلام . ولذالك قال الله تعالي في سورة آل عمران :{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ .} صدق الله العظيم .