ندوة تفاعلية لمؤسسة الملتقى حول “القيم في مواجهة تحديات المحتوى الرقمي : الاطار القانوني والمسؤولية المجتمعية والتأطير الأخلاقي “

كتب: عمرو القاضي

 

 

مواصلة لأنشطتها الثقافية المبرمجة خلال شهر رمضان المبارك ، نظمت بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، مؤسسة الملتقى ،بتنسيق مع مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ، السبت 22 مارس 2025، أمسية علمية وروحية ، جمعت بين الندوة العلمية و فن السماع والمديح ، تحت عنوان: “القيم في مواجهة المحتوى الرقمي : الاطار القانوني والمسؤولية المجتمعية والتأطير الأخلاقي “.

وعرف هذا الحدث مشاركة مفكرين ورجال قانون ومؤثرين ومنشدين ، من بينهم : ، الأستاذ عبد اللطيف الشنتوف، قاٍض وباحث في الشؤون القانونية ، والدكتور عبد الواحد وجيه، رئيس مؤسسة التوجيه للبحوث العلمية والمعرفة، والدكتورة إروين كورتني، أستاذة القانون الدولي بجامعة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، والصناع المحتوى كل من نسرين الكتاني و رضا الباشا.

وقد أغنى المشاركون هذه الأمسية بتصوراتهم وأفكارهم حول موضوع الندوة انطلاقا من تخصصاتهم وميادين اشتغالهم، متناولين إياه من زوايا مختلفة تجمع بين التصور الديني والطرح القانوني والواقع المجتمعي، مستعرضين وجهات نظرهم وكذا تجاربهم الشخصية في التعامل مع المحتوى الرقمي .
و في مداخلته ذكر رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور مولاي منير القادري بأن شهر رمضان المبارك يشكل مناسبة للاجتهاد في العبادة والعمل ، وفعل الخير والتحلي بخلق الرحمة والمحبة ونفع الخلق أجمعين،
وأوضح أنه مع التحولات الرقمية المتصارعة التي يعرفها العالم أصبح المحتوى الرقمي أداة قوية تؤثر على العقول والقيم والهويات، وأضاف أن ذلك يفرض علينا تحدي المحافظة على هويتنا الحضارية وقيمنا الروحية في مواجهة التيارات الفكرية المتنوعة والمحتويات التي قد تهدد أصالتنا الثقافية،
وزاد أن القيم المغربية الأصيلة المستمدة من الإسلام المعتدل والوحدة الوطنية والانفتاح المتزن يجب أن تكون الأساس الذي نركز عليه في التعامل مع المحتوى الرقمي، واستطرد الدكتور القادري موضحا أن الحرية في التعبير ونشر المعرفة عبر الوسائل الرقمية هو حق مكفول، لكنه لا ينبغي أن يكون وسيلة للمساس بديننا وقيمنا وهويتنا الجماعية،
وأشار الى هناك وعيي لدى النحب المثقفة في الغرب بأن الذكاء الاصطناعي إذا لم تواكبه قيم أخلاقية قد يؤدي إلى كارثة بالنسبة للإنسان.

ولفت رئيس مؤسسة الملتقى الى أن التصوف المغربي الى جانب المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وإمارة المؤمنين الضامنة لهذه الثوابت ولاستمراريتها ، يشكل بعدا روحيا وأخلاقيا مهما في حماية الهوية وتعزيز القيم الأصيلة، ، واستطرد أننا بحاجة اليوم إلى استلهام تعاليمه في نشر محتوى رقمي يعكس قيم التسامح والحكمة والوسطية، بدلا من خطاب الفرقة والتطرف والانحراف الأخلاقي، ونشر الأطروحات الهدامة والأخبار الزائفة، وخطاب الكراهية، والمس بخصوصيات الناس.

وأكد على أن المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية في الفضاء الرقمي تتطلب تضافر الجهود بين الأفراد والمؤسسات والجهات المسؤولة عن الإعلام والتربية وذلك من خلال تعزيز الوعي الرقمي لدى الشباب، حتى يكونوا قادرين على التمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى الهدام، وتشجيع الإنتاج الرقمي المغربي الأصيل الذي يعكس ثقافتنا وهويتنا ويواجه حملات التشويش والاستلاب.

وتضمنت فقرات هذه الأمسية وصلات ماتعة في فن السماع والمديح شنفت بها مسامع الحاضرين كل من مسمعي الطريقة القادرية البودشيشية بالرباط- سلا، ومجموعة وجدان للطريقة القادرية البودشيشية بالمملكة المتحدة .

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *