قال الدكتور مولاي منير القادري بودشيش رئيس مؤسسة الملتقي ومدير المركز الاورومتوسطي لدراسة الاسلام اليوم، خلال افتتاح الدورة الثامنة عشر للملتقي العالمي للتصوف، إنه باﻟﻘﻴﻢ ﻧﺮﺗﻘﻲ ﺑﻌﻼﻗﺎتها ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳉﻮﻓﺎء التي ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ محددي اﳊﻖ والواجب، إﱃ أﻓﻖ أﻛﺜﺮ اﻧﻔﺘﺎﺣﺎ، اﻧﺴﺠﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وﺑﺬﻟﻚ ﻧﻨﻔﺘﺢ ﲟﻮاﻃَﻨﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺂﺧﻲ والتسامح واﻟﺘﺴﺎﻛﻦ واﶈﺒﺔ، ﻓﺘﺼﲑ ﻣﻮاﻃﻨﺔ أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ وإﻧﺘﺎﺟﻴﺔ.
وانتقد “القادري” تهميش الحضارة المعاصرة للجوانب الروحیة والقیمیة للإنسان، مما أدى إلى دخول مجتمعاتنا في أنفاق مظلمة، رغم التقدّم الحاصل ماديا وتقنيا، وتجلى ذلك في الأزمات الأخلاقية والنفسیة الخانقة التي یتخبط فیها إنسان اليوم، والفراغ الروحي المهول الذي یعانیه، ومظاهر الانحراف السلوكي، بالإضافة إلى الاستنزاف المتزاید للثروات، وما رافقه من اختلال خطیر في النظام البیئي العالمي، وغیر ذلك من الجوانب السلبية لهذه التنمیة المادية الصرفة.
وبين أن الإسلام يتميز بنزعتة الإنسانية العالمية المنفتحة التي لا فرق فيها بين مسلم ومسلم أو غير مسلم، وأنها تمثل حقيقة جوهرية في الممارسة الصوفية ومنهجها التربوي والسلوكي المبني على خطاب الرحمة والمحبة ونفع الخلق، وأضاف أن هذه النزعة الإنسانية مستنبطة من التصور القرآني للحقيقة الإنسانية مستدلا بآيات من القرآن الكريم.
وأكد أن اﳌﻐﺮب استطاع أن ﻳﻘﺪم ﳕﻮذﺟﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﻟﻜﻮﱐ العالمي، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺎﻳﺸﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ اﻷﻃﻴﺎف اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺘﻮادٍّ واﻧﺴﺠﺎم ﲢﺖ راﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻮﻃﻦ، و أنه إﱃ اﻟﻴﻮم ﻳﻌﺪ ﳕﻮذﺟﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﲢﺖ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺮﺷﻴﺪة ﳌﻮﻻنا أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﺟﻼﻟﺔ اﳌﻠﻚ ﳏﻤﺪ اﻟﺴﺎدس ﻧﺼﺮﻩ الله الذي ﻣﺎ ﻓﺘﺊ يحمل ﻟﻮاء اﻟﻌﻤﻞ اﳉﺎد واﻹﺻﻼح وﻳﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر اﻟﻴﺪ اﳌﻤﺪودة ﻟﻠﺨﲑ واﻟﺘﺂﺧﻲ واﻟﺘﻌﺎون المثمر.
وعرفت الجلسة الافتتاحية مداخلات للعلماء والمفكرين المشاركين من القارات الخمس، من بينها كلمة الشيخ بلال الحق اﻷمين العام لدار الفتوى –كاليفورنيا-الولايات المتحدة اﻷمريكية و الشيخ عبد الفتاح عبد الغني العواري عميد أسبق لكلية أصول الدين بجامعة اﻷزهر .