“قطب الأقطاب” …أسرار إمبراطورية عبدالرؤوف اليمانى مرشد الصوفية ببلاد الصين

النقشبندية يحتفلون بالمولد

كتب: عمرو رشدي

 

يعتبر الأمر غريباً وجديد فى بعض الأحيان، فلا يعرف الكثيرون أن فى بلاد الصين يوجد مسلمون صوفية، يعيشون جنباً إلى جمب، مع أصحاب الديانات الاخرى، كالبوذية والطاوية والكاثوليكية والكونفوشيوسية والمسيحية»، يؤمنون بالكرامات والبركات الخاصة بشيوخ أهل التصوف، وعند الدخول إلى مدينة كونمينغ الصينية التى يعيش فيها العارف بالله الحبيب عبدالرؤوف اليمانى شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية ومرشد الصوفية فى الصين، تجد حالة من الروحانيات الشديدة تجذبك وتجعلك تتيقن أن فى هذه البلاد سراً الهى، يجعل القلوب تهفو إلى خالقها،و تعيش حالة من الروحانيات والمحبة مع الخالق سبحانه وتعالى، دون وجود كراهية أو حقد أو نفاق.

فالقلوب صافية كالسماء الصافية والآوراح هائمة فى ملكوت الله، والجميع مشغولون بذكر الله ليل نهار، فمن بعد صلاة الفجر إلى غروب الشمس يجلس مريدو الجهرية النقشبندية فى مساجدهم وزواياهم العامرة يذكرون الله حتى تتورم أقدامهم وترهق آجسادهم من كثرة الذكر، حالة غريبة من الهيام والعشق الآلهى يعيشها أتباع الصوفية فى هذه البلاد، الأمر الذى جعلنا نتبحر أكثر وأكثر للبحث عن أسرار الصوفية فى بلاد الصين.

 

حالة من الغرابة والإستعجاب، وجدناها فى بلاد الصين، فالمريدين بالملايين والبوذيين لايخرجون من خلوة الشيخ إلا وهم معتنقين الإسلام، يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، الأمر الذى حير الجميع حول هذا الشيخ الذى حيرت كراماته شيوخ الصوفية حول العالم الإسلامى.

 

«الجهرية النقشبندية» بالصين عمرها 300 عام..شيخها أصوله تعود الى الجزيرة العربية

 

بداية، يقول الدكتور على عبدالله الصينى رئيس اللجنة الثقافية بالطريقة الجهرية النقشبندية بدولة الصين، إن الطريقة الجهرية النقشبندية بدول الصين، موجودة منذ 300 عام وتناوب تسعة شيوخ على زعامة الطريقة جيلاً بعد جيل، وتشمل شجرة وسلسلة الطريقة أسماء العلماء والشيوخ الذين كان لهم الفضل فى نشأة هذه الطريقة الصوفية السنية، وأول من كان لهم الفضل فى وجود هذه الطريقة الصوفية وأنتشار الإسلام فى الصين هم «سيدنا محي الدين عبدالقادر الجيلانى رضى الله عنه، وسيدنا بهاء الدين النقشبندي رضى الله عنه، وسيدنا محمد باقى رضى الله عنه، وسيدنا تاج الدين رضى الله عنه، وسيدنا محمدزين رضى الله عنه، وسيدنا عبد الخالق رضى الله عنه، وغيرهم الكثيرون إلى أن تنتهى السلسلة بسيدنا الحاضر العارف بالله الشيخ محمد حبيب العليم عبدالرؤوف اليمانى رضى الله عنه مؤسس الطريقة الجهرية النقشبندية العلية بدولة الصين فهو مولانا حضرت الشيخ وقاية الله،هذا الشيخ الصيني المعروف بوقاية الله إلتحق بباب الزاوية النقشبندية العلية بصنعاء اليمنية خلال بداية القرن الثامن عشر وأتم تربيته الصوفية على يد الشيخ محمد أبن زين وأخذ عنه، علوم التصوف والتزكية والطريقة النقشبندية العلية، ثم عاد الشيخ الصيني وقاية الله إلى الصين بأمر مرشده محمد أبن زين رحمه الله عليه، بعد ست عشرة سنة، وبدأ اجتهاده فى دعوة الناس إلى الله ونشر علوم التصوف والطريقة النقشبندية العلية إلى المناطق الجبلية وسهوله الكثيرة والمناطق النائية.

وتابع ” عبدالله” أنه قد جاء فى القرآن الكريم فى الآية رقم 35 سورة المائدة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، وقد جاء في التفسير الكامل لهذه الآية : “إن التقرب إلى الله ليس بالشىء الذي يمكن أن يصل إليه إى شخص،إلا من خلال وسيلة معينة، والوسيلة هنا خاصة بعلماء الحقيقة ومشايخ الطريقة، فالعالم الاسلامى يختلف من زمان الى أخر ومن بلد الى آخر في الطرق المتعددة وفي الاساليب والاراء فاستغل اعداء الاسلام هذا الاختلاف الواقع في وجهات النظر بين المسلمين،إلى إحدأث بلبلة، ووقع الكثير من المسلمين الذين لا يفهمون حقيقة الاحداث في طريق الشيطان، مما جعل العداء والأنتقام يحتدم بين المسلمين يوما بعد يوم،وتحول كل ما أرساه هذا الدين السلمى إلى عدم.

عبرالرؤوف اليمانى مرشد صوفية الصين

وأوضح: مولانا العارف بالله أسمه هو سيدنا الشيخ محمدحبيب العليم عبد الرءوف اليماني بن محمد عبد الجامع بن محمد صديق الله بن محمد شمس الدين بن محمد عبد الله بن محمد إبراهيم جوفي وقاية الله، رضى الله عنهم، وينسب إلى سيدي محمد شمس الدين عمر آل النبى صلى الله عليه وسلم، وهنا ثلاثة اسماء لشيخ الطريقة الجهرية النقشبندية فى بلاد الصين، أولهم، اسمه داخل الأسرة وهو محمد شمس الأسلام ومحمد حبل الله، وأسمه فى شريعتنا الاسلامية الغراء: محمد حبيب العليم، واسمه فى الطريقة عبدالرؤوف اليمانى.

وأشار: نحن فى بلاد الصين نقول للعالم الإسلامى، أن شيخنا محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليماني الصينى ، قدأ أحيا منهج أهل السنة والجماعة بدولة الصين وقد ظهرت له الكثيرمن الكرامات من الله في مسيرة نشره للدين الإسلامى،وتأثيرها على أرواح الناس،ولنوره الحق الذى يضىء الكون، أثره في إزالة الظلام فى العالمين، فسار جميع المسلمين الذين يؤمنون بالله على هدايته، ويعتنق أفكار الطريقة الملايين من الصينين، ولايوجد تعداد معين لاتباع الطريقة حيث أنهم كثيرون جدا ومتواجدون فى جميع المدن والولايات الصينة خاصة فى ” كونميغ وتشغندوا وهونج كونج وشنغهاى وبكين”، والطريقة تتوسع فى كل أنحاء الصين بفضل كرامات شيخها الحبيب اليمانى.

«شيخ الجهرية النقشبندية» ولد بالصين.. ونشر الاسلام فى الداخل والخارج

 

اليمانى يمارس لعبة الكونغ فو

تقول التراجم الخاصة بالطريقة الجهرية النتقشبندية فى بلاد الصين، أن الشيخ عبدالرؤوف اليمانى الصينى، ولد في عام 1939بمدينة بمدينة شي جي في محافظة نيغشيا، وهو الأن مقيم فى مدينة كونمينغ بالمقاطعة يونان بالصين، وتعود جزور الشيخ الحبيب عبد الرؤوف اليمانى الى الجزيرة العربية وينتمى إلى الاشراف الأدارسة حيث يرجع نسبه إلى سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجه، حيث مثلما تقول مراجع الطريقة الصوفية.

ويقول الشيخ سعيد أحمدى النقشبندى،من علماء الطريقة : إن الشيخ الصينى رجل زاهد متواضع مثقف مشهور بصورة كبيرة فى بلاد الصين، ويلقب بصاحب الكرامات وذوالفراسات الكثيرة و خادم كل ساداتنا الصوفية حول العالم، وهو محى الدين الاسلامى ببلاد الصين، من الظلمات والصعوبات خصوصا من الثورة الثقافية الشديدة التي أستغرقت عشر سنوات تماما من العام 1966 إلى العام 1976وطاف وساح فى كل أنحاء العالم، داخل الصين وخارجه، ويسعى في حياته للدعوة إلى الله، والشيخ الصينى مرشد ودال وناصح لكل قادة المسلمين وعلمائهم، والمسلمين حول العالم الإسلامى خاصة فى بلاد السند والهند وماليزيا واندونيسيا أتبعوا تعاليمه، لما رأوا منه من علامات الولاية الكبرى وبراهين الكرامات.

وأوضح ” النقشبندى” أن الشيخ اليمانى شيخ صوفية الصين، ليس كالشيوخ الأخرين فالبرغم من أن عمره وصل حاليا إلى 80 عام، إلى أنه يلعب «الكنغ فو والكاراتية والبوكس»وغير ذلك من الألعاب الرياضية المختلفة، حيث أنه يرفع شعار “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”مثل قال سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

 

 

«كرامات الشيخ الصينى»…إخبار الناس بما يدور فى نفوسهم وخاطرهم 

 

يقول الدكتور بدر الدين النقشبندى مقدم الطريقة الجهرية النقشبندية الصينية بماليزيا، أول كرامات الشيخ عبدالرؤوف اليمانى النقشبندى شيخ صوفية الصين هو كشفه عن سرار القلوب،فان الله عليم بذات الصدور والكشف يكون بإذن الله، فقد اخبر الشيخ عبدالرؤوف الصينى، الكثير من المسلمين بما يخطر فى نفوسهم، وما سوف يفكرون فيه، وايضا ما فكروا ثم غيروه، وبهذا السبب إزداد إيمان الكثير من الناس بالله،و تقوية يقينهم بصدق رسول الله.

وقد ارجع الشيخ كل ما فسره من براهين إلى الله ورسوله، فقال الشيخ بنفسه إنه ليس له قدره إلا بتوفيق الله،فما هو إلا عبد ضعيف في جنب الله،فبدون إرأدة الله،لن يستطيع معرفة أى شىء، وهذا أمر ليس به أى مخالفة فى الشريعة والأسلام، فلقد اخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالعبد الربانى .

وتابع “النقشبندى ” أن من ضمن الكرامات هو توسل الناس به للاستسقاء:فقد نزل الغيث والأمطار فى أماكن كثيرة بدعائه، على سبيل المثال:في مقاطعة يون نان بالصين مدينة خوأنينج،كان هناك مزأرع اسمه ما جي ون،وذات مرة،كان الجو جاف للغاية،ولم يسقط المطر لمدة ثلاثة أشهر، وعندما أوشك الزرع واشجار الفاكهة على الموت من الجفاف،هرع ما جي ون في ظل هذه ألظروف ألصعبة إلى مدينة كونمينغ ألتي تبعد عنه لمسافة 300 كيلو متر،بحثا عن الشيخ محمد حبيب العليم عبد الرؤوف اليماني وأخبره أن الزرع أوشك على الموت من الجفاف، وطلب منه أن يدعو الله، أن ينزل عليهم الغيث . فقال له الشيخ :” إرجع وسوف ترى”، وأثناء عودته الى البيت، هطل مطر شديد على المزارع والمنطقة المحيطة، وهناك الكثير من الوقائع فى حياة الشيخ، ولم تقتصر كرامات الشيخ اليمانى على هذه الأمور فقط، بل أن لديه كرامات أخرى وهو معرفة ما فى الآرحام، حيث أخبر الكثير من الاباء بأبنائهم وبناتهم قبل ولادتهم، ومعرفة أحوال الخير والشر التى ستحدث للناس.

 

 

ويشير” النقشبندى” إلى أن أبرز كرامات الشيخ الصينى، هى إسلام البوذيين على يديه ودخولهم فى الإسلام بأعداد كبيرة، مما جعل الكثيرون يتحيرون من ذلك، ويتسألون كيف يحدث ذلك، كيف أستطاع هذا الرجل نحيف الجسم، أن يقنع الناس بالإسلام من أول جلسة، الإجابة هى أن المولى عزوجل أعطى هذا الرجل كرامات وفيوضات لم يعطيها لأحداً من قبل .

 

شيخ صوفية الصين له مئات المؤلفات فى الفقة والتفسير والعقيدة الإسلامية.. ويرفع شعار« أطلبوا العلم ولو كان فى الصين»

يضيف الدكتور بدر الدين النقشبندى: إن بلد الصين بلد مبارك عظيم كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “أطلبوا العلم ولو كان بالصين”،فان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما قال صاحب التفسير الشيخ أسماعيل حقي في تفسيره، روح البيان،
«أن ألانسان الكامل من حيث أنه خليفة الله هو العمود المعنوى فيه يحفظ الله عالم ألارواح والأجسام، وكما قال الشيخ ألاكبر محى الدين بن عربي في كتابه المشهور : لا بد فى كل أقليم أو بلد أو قرية من ولي بها ، يحفظ الله تلك الجهة سوأء كان أهل تلك الجهة مؤمنين أو كفارأ»، الكلمات السابقة هى مقدمة لكتاب روح البيان . ولقد ألف حضرت الشيخ محمد حبيب العليم مؤلفات متنوعة في العقيدة والفقه والحديث والتفسيروالتصوف والأخلاق والطب وغيرها من العلوم المختلفة وبلغت كتبه أكثر من سبعين كتاباً أشهرها ترجمته تفسير روح البيان وخواتم الحكم باللغة الصينية، وغيرها من الكتب، حيث تزخر المكتبة الإسلامية فى بلاد الصين وبلدان آسيا بكتاباته ومؤلفاته.

 

 

الجهرية النقشبندية نشرت الاسلام عبر ” الكونغ فو والكارتيه”…وجميع مريدوها يتقنون الالعاب القتالية

زارت “الصوفية اليوم” خلال تواجدها بالصين المدرسة الصوفية التابعة للطريقة الجهرية النقشبندية لتعليم الألعاب الرياضية القتالية مثل ” الكونغ فو والكاراتيه”، حيث التقينا بمدير المدرسة الذى أكد لنا على أن الطريقة النقشبندية الصوفية ببلاد الصين هى المسئولة عن هذه المدارس الرياضية، غالبية المتدربين فى هذه المدارس من مريدى الطريقة حيث أن شيخ الطريقة يعتبر من كبار المدربين والمعلمين لرياضة الكونغ فو، الأمر الذى جعل الدولة الصينية تعتمد عليه فى أحيان كثيرة لتعليم الكثير من الشباب والنشء بل تعليم جنود وضباط الجيش الصينى لهذه الرياضات القتالية أيضا، حيث تمتلك الطريقة الجهرية النقشبندية عدد كبير من المدارس التى تعلم لعبة الكونغ فو.

 

وأوضح ” محمد حبيب الله رئيس المدرسة الصوفية لتعليم الالعاب القتالية أن جميع مريدى الطريقة النقشبندية، يتقنون لعبتى الكونغ فو والكاراتيه، وهذه من توجيهات مولانا العارف بالله الشيخ عبدالرؤوف اليمانى شيخ الطريقة النقشبندية، حيث قال أن الرياضة ضرورة لكل مسلم وليس لمريدى الطريقة النقشبندية فى الصين فقط، لذلك شرط أساسى لأى مريد أن يتعلم رياضة الكنغ فو حتى يكون مريداً صالح فى الطريقة.

وأشار ” حبيب الله” أن الجهرية النقشبندية تمتلك جيشاً من المريدين الذين يمتلكون المهارات القتالية سواء فى الكنغ فو أو الكاراتيه أو غيرهم من الرياضات القتالية .

 

 

«مسجد الجهرية النقشبندية فى موجيانغ الصينية»…هنا يعتنق الصينيون الإسلام

دخلنا إلى مسجد الطريقة الجهرية النقشبندية فى مدينة موجيانغ الصينية، حيث التقينا هناك بأتباع الطريقة الذين اكدوا على أن الطريقة الجهرية النقشبندية وشيخها العارف بالله الحبيب عبدالرؤوف اليمانى، يقومون بدور كبير ومحورى لنشر الدين الإسلامى فى بلاد الصين بالحجة والدليل، هذا الدور لا يقل عن الدور الذى يلعبه الأزهر الشريف فى العالم الإسلامى، وذلك لأن فى بلاد الصين لاتوجد جامعات اسلامية، والبديل لذلك الطرق الصوفية وتحديداً الطريقة الجهرية النقشبندية حيث أعتنق خلال الـ”5سنوات” الأخيرة، الاف البوذيين للدين الإسلامى، الأمر الذى أحدث حالة من الإستعجاب والإستغراب بين الصينيين، الذين تسائلوا كيف أستطاع الشيخ الحبيب اليمانى، إقناع الناس بالدخول فى الإسلام.
وقال الدكتور محمد قادرى من أتباع الطريقة الجهرية بالصين، إنه يأتى كبارات علماء البوذية الى الشيخ عبدالرؤوف اليمانى، فيجلسون معه على إنفراد، فيخرجون من عنده مسلمين، فعندما نسألهم كيف تم هذا يقولون لقد رأينا كرامات للشيخ جعلتنا ندخل فى الدين الإسلامى، ونشهد أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله.

اليمانى يمارس لعبة الكونغ فو

وتابع ” قادرى” أن الشيخ اليمانى، شهد له أعدائه قبل احبابه، أنه رجل صاحب كرامات واقدار وأحوال لذلك فإن مريدوه فحفظ الله عزوجل، وهم متيقنون أن المولى يحفظهم من كل الشرور ببركة شيخهم اليمانى .

«الحضرة » مقدسة عند اتباع الطريقة…وتنظم بعد كل صلاة وفى وقت غروب الشمس..وآورادهم من الكتاب والسنة

تعتبر الحضرة، من الأمور المقدسة عند أتباع الطريقة الجهرية النقشبندية بدولة الصين، وتعتبر الحضرة مثلها مثل الصلاة، حيث لا يستطيع المريدين التخلف عن الحضرات، ويقوم المريدين بتنظيم الحضرة النقشبندية بعد كل صلاة، خاصة بعد صلاة الفجر، حيث يتجمع المريدين فى كل مسجد وزاوية تابعة للطريقة ويجلسون فى شكل دائرى، ويبدأون بذكر أسم الله، ثم تريد “لا إله إلا الله” فى صوت جماعى جهورى، ثم ترديد الآيات القرآنية والآوراد التى كتبها شيخهم الحبيب عبدالرؤوف اليمانى، حيث تحدث حالة من الهيام والشوق الجارف للمولى سبحانه، عند الإندماج فى الحضرة، وترديد القصائد والأبيات والأناشيد الدينية الخاصة بالطريقة النقشبندية بالصين .

وتشارك المريدات الصوفيات فى الحضرة ولكن فى مكان آخر غير المكان الذى يتواجد فيه الرجال، حيث أن المساجد والزوايا فى الصين تنقسم الى قسمين قسم خاصة بالرجال وقسم خاصة بالنساء، وما يفعله الرجال يفعله النساء، حيث يتجمع مقدمين الطريقة القدامى ليجمعوا المريدين حولهم فى كل المدن والقرى التى تنتشر فيها الطريقة النقشبندية الصينية، لينظموا الحضرات ومجالس الذكر الصوفية.

ينتمون لقومية الـ”هوى”.. «الكبرية والقادرية والخفية والجهرية»…الزعامات الصوفية فى بلاد الصين

تعتبر هذه الطرق الصوفية، هى أبرز الطرق الصوفية فى بلاد الصين والتى أنتشرت فى الصين قبل 300 عام، حيث أنتشر الإسلام هناك عبر هذه الطرق، وأستطاعت هذه الطرق بفكرها الوسطى التغلغل فى المجتمع الصينى، حيث أنه يمكن القول أن الـ30 مليون مسلم صينى، غالبيتهم ينتمون لهذه الطرق الصوفية، ويتواجدون داخل الصين نفسها فى مدن ” كونمينغ وتشغندو وهونج كونج وبكين وشنغهاى”، وينتمى غالبية الصوفية فى بلاد الصين لقومية الهوى حيث تعتبرهم الدولة الصينية أصحاب الفكر الإسلامى المعتدل هناك.

وقال الدكتور على عبدالله الصينى، أن الطرق الصوفية فى بلاد الصين تقوم حوار الاديان بصفتها الممثل الشرعى للدين الإسلامى فى بلاد الصين، حيث تعقد لقاءات دائمة مع أصحاب الديانات والقوميات الاخرى، لتعريفهم بالإسلام وأنه دين وسطى يرفض التطرف والعنف، ويرفض ما يفعله بعض المتطرفون الذين يحاولون احداث فتنة بين الشعب والدولة، بالاضافة إلى من يطالبون بالإنفصال فى اقليم الإيغور .

صاحبة أقتصاد قوى وتمتلك أكبر شركات تجارية واستثمارية وينتمى لها مجموعة كبيرة من رجال الأعمال
تعتبر الطريقة الجهرية النقشبندية من الكيانات الإقتصادية الكبرى فى بلاد الصين، حيث تمتلك مجموعة كبيرة من الشركات والمصانع والمزارع وتمتلك شبكة علاقات تجارية بكل دول العالم، حيث يعتبر شيخها من العقليات الإقتصادية الكبرى فى الصين، وتقوم الطريقة بالتجارة فى الملابس والاقمشة والأحذية والمنتجات الجلدية إضافة إلى أنها تمتلك سلسلة كبرى من المطاعم المختصة بالأطعمة الحلال فى الصين وكل هذا تحت أشراف الدولة الصينية، حيث تدعم الطريقة الدولة ورئيسها وحكومتها، وتؤكد دائما فى كافة فاعلياتها ومؤتمراتها وأنشطتها على ضرورة دعم الدولة وتأييد الرئيس شي جين بينغ رئيس الصين .

 

اليمانى في صغره

مرشد صوفية الصين : رئيس الدولة هو ظل الله فى الأرض…وإضطهاد الصين للمسلمين كذب..ووجدنا فى التصوف الإسلام الحقيقى

التقينا بالشيخ عبدالرؤوف اليمانى شيخ صوفية الصين وشيخ الطريقة الجهرية النقشبندية أكبر الطرق الصوفية تعدادادً، حيث أكد على أن الدولة الصينية تتعامل بكل أحترام وآدمية مع المسلمين فى جميع أنحاء المدن الصينية، والحديث الذى تناوله البعض مؤخراً من أن هناك إضطهاد للمسلمين فى الصين أمر غير صحيح، بل أن المسلمون مساجدهم مفتوحة ويؤدون عباداتهم بكل حرية، ولايستطيع أحد منعهم فالدولة تعامل الجميع سواء، فهى لا تتدخل في أمور الدين فالدولة هنا ترفع شعار الدين لله والوطن للجميع، ونحن والحمدلله فى الصين نتمتع بكل أساليب الراحة وما نشر وما ينشر عن موضوع اضطهاد المسلمين غير صحيح، والأمر الخاصة بالإيغور هو أمر سياسى وليس دينى، فهؤلاء يريدون الإنفصال عن الصين ولذلك تحدث مشاكل بصورة دائمة بينهم وبين الدولة، فهل هناك دولة فى العالم تقبل أن يوجد إنفصاليون على ارضها، لا بالطبع، فالدولة الصينية موحدة وستبقى كذلك.

وأوضح ” شيخ الجهرية النقشبندية الصينية أن رئيس الدولة هو ظل الله في الارض، وذلك ليس بقولى ولكنه بقول سيدنا محمد رسول الاسلام صلي الله عليه وسلم حيث قال فى حديث شريف :” السلاطين هم ظل الله في الارض”..ولذلك نقول من أكرم الرئيس أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله”، كما أن طاعة ولى الأمر فرض على كل مسلم ومسلمة فى جميع انحاء العالم وليس الصين فقط ، حيث ينبغى على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على وطنهم، وهذا ما أمرنا به الرسول الكريم، حيث قال : حب الوطن من الإيمان.

وأشار ” اليمانى” إلى أن مريدى الصوفية عامة والجهرية النقشبندية خاصة يتعاملون بكل محبة وأحترام، مع اخوانهم الأخرين فى الصين، من أصحاب الديانات الأخرى،حيث لا يجوز أن يضرأى مريد جاره أو صديقة حتى وإن كان غير مسلماً، وكذلك نوجه بحدوث تعاون بين القوميات والأديان المختلفة فى الصين، ويحترم بعضهم البعض ويساعد بعضهم بعض، وكذلك نشجع على الحوار بين الثقافات والحضارات والديانات الاخرى، ولذلك للتأكيد على أن الإسلام دين محبة وسلام ووئام.

وأوضح “اليمانى” أن مسلمى الصين وجدوا الخير الكثير فى التصوف الإسلامى، فهذا المنهج الربانى الروحانى، منهج وسطى يرفض التطرف ويرفض العنف، فضلاً عن أنه لا يسعى للحكم أوأمور السياسة، فهو منهج دينى، يسعى لتأديب الفرد المسلم وتهذيبه وجعله فى طاعة دائمة للمولى سبحانه وتعالى، وليس كالمناهج الأخرى التى يسعى أصحابها للوصول للأمور السياسة والمكاسب.

شيخ الطريقة يبهر “البوذية” ويكشف لهم الستار عن كرمات الولاية الصوفية

فى واقعة تحدث لأول مرة ، تحدى بعض البوذيون شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية الصينية الشيخ الحبيب عبدالرؤوف اليمانى، أن يأتى لهم بكرامة واحدة حيث طلبوا منه أن يظهر لهم كرامة صوفية، فأذا بالشيخ الصينى، يكتب لهم مادار فى خاطرهم بل وصل الأمر الى أنه عرف بعض الأسماء الخاصة بأسرهم وعائلاتهم، مما جعلهم فى حالة إنبهار بالشيخ الصوفى الصينى الذى تحدث عنه الكثيرون حول العالم، وعن أسراره وكراماته الصوفية.

وكشف الشيخ عبدالرؤوف اليمانى، شيخ صوفية الصين، أسرار الولاية الصوفية، حيث أكد على أن الولاية الصوفية أو القطبانية الصوفية، لايعطيها المولى سبحانه لأى شيخ أو مريد إلا أذا وصل لمرحلة معينة من الزهد والعبادة والمحبة والروحانيات، فالمكوث فى خلوة دائمة مع المولى سبحانه تكون أول الخطوات والأمور التى توصل للولاية الصوفية.

 

القباب الصوفية ومقام شيخ الاسلام «شمس الدين عمر» أبرز اثار الصوفية فى كونمينغ الصينية

يعتبرالشيخ شمس الدين عمر من كبار شيوخ الصوفية وآل البيت بدولة الصين، وينظر الصوفيون إلى هذه المقامات نظرة خاصة، حيث يعتبرونها أماكن مقدسة يلتمسون منها البركة، ويأخذون منها العظة، وتهتم الدولة الصينية بمقام العارف بالله شمس الدين عمر، أهتمام خاص، حيث تعتبره قائد النهضة الحديثة فى أقليم يونان الصينى، الأمر الذى جعل الدولة تسند اليه فى حياته زعامة ورئاسة الاقليم الصينى الأكبر حيث أنتشر الاسلام فى عهده بصورة ملحوظة، وأنشاً أكبر بحيرة فى مدينة كونميغ الصينية سميت باسمه.

من جانبه، قال الدكتور على الصينى، إن أهل التصوف فى الصين لديهم موالدهم وأحتفالاتهم الخاصة التى يقيمونها بشكل دائم، ففى شهر ربيع الأول الذى ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، نقيم الإحتفالات والفاعليات، فهو الشهر الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم، ونحن نكون مسرورين بالإحتفال ومولد الرسول صلى الله عليه وسلم، يحتفل به المسلمين فى جميع انحاء العالم.

وتابع ” الصينى” أنه بالنسبة للمقامات الصوفية فهى توجد بكثرة، فهناك ما يعرف بالقباب الصوفية، وهى أماكن تضم أضرحة خاصة بكبار شيوخ التصوف، ويرتادها المتصوفة بشكل دائم كل عام، خاصة فى ذكرى وفاة الشيخ أو مولده.

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *