“أشاهد بعيون القلب”..بقلم حضرة الشيخ عبد الرووف اليماني – مرشد صوفية الصين

عبرالرؤوف اليمانى مرشد صوفية الصين

ترجمة الأستاذة : عُهُود الْقُرَشِي

 

أشاهِد بعيون قلبي، أجد أن هذه الحياة ماهي إلا مجرّد غربال، بَيْدَ أنّ الثُّقوب جدًّا كبيرة، لا يَتَأتّى إلاّ لإنسانٍ بَلغتْ روحُه عِظَمَ الجبال، أن يَثْبُتَ على المِنخَل ويُؤمِنَ باللّه، فيَحمد اللّه لأنّه يستطيع شمَّ طِيبَ الجنّة و يملأ روحَه من محبّتِه سبحانه، ويفتح عيون قلبِه للمشاهدة.

أشاهِد بعيون قلبي، فيتراءى لي أنّ هذه الحياة ليست سوى جزيرة معزولة وسط المحيط،بحر الخطيئة كبير جدًّا، و المغموسون فيه لا زالوا يضحكون فقط، مَن لم يَشرَب من خمر الدّنيا يبكي، و بحلاوةٍ عند تذكّر الإله يَأْنَس، حلاوةٌ يتَّقد بها حبُّه لِلرَّبِّ، فيفتح عيون قلبه للمشاهدة.

أشاهِد بعيون قلبي، فيتّضِح لي أنّ هذه الحياة ما هي إلّا غُبار على جُرْمٍ سماويّ، جُرمٌ يُسَيِّره خالقُه، مُقَدِّرًا الموتَ و الفناءَ على كلّ مَن يَطَأه (الوقت لا يعود، والموت محتّم على كل الحيوات).

أشاهِد بعيون قلبي أنّنا مُبحِرون في عواصف و أمواج عنيفة لا غير، آمُلُ أن أكون قريبًا من ربّي إبّان غرقِي
سيُنار بالنّور الإلهيّ الحقيقيّ قلْبي قبل الغرقِ.

أشاهِد بعيون قلبي أنّي أَصعَدُ إلى بُرج النّور في الجنّة،وطائر الجنّةِ الرّفرافِ الأخضرِ يطير أسفل قَدَمي حينما ستتبدَّل ألوان وجوه الأنبياء و الأولياء، سَأَحُلُّ على بُرج النّور بوجهٍ ناعمٍ مُسْفِرِ، (ملاحظة: التّواجد على برج النّور الجماعيّ لا يتأتّى بمال ولا بقرابة بل بتقوى اللّه الخالصة).

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *