أكد الشيخ عبدالرؤوف اليمانى الحسني الحسيني شيخ الطريقة الجهرية النقشبندية وشيخ الصوفية بدولة الصين، أن التصوف موجود في الصين منذ ما يقرب من ٣ قرون وهناك الآف مريدين داخل الطرق الصوفية، بل أن غالبية المريدين الجدد كانوا بوذية واعتنقوا الدين الإسلامي عبر بوابة التصوف.
وأوضح «اليمانى» في حواره، أنه بالرغم من ظهور وانتشار فيروس كورونا في الصين إلا أن الطريقة الجهرية النقشبندية تمارس نشاطاتها بشكل عادي وتقيم فعالياتها دون خوف من كورونا، ولكن تم إيقاف الاحتفالات الكبرى كالمولد النبوي إلتزامًا بقرارات الدولة الصينية بمنع التجمعات.
وتابع أنه بالنسبة للتيارات المتشددة في الصين إستطاع علماء الصوفية هداية الكثيرين منهم وجعلهم ملتزمين بالطريق المستقيم وهذا هو دور الصوفي في أن يهدي إخوته المسلمين لا كما يفعل المتشددين الذين يكفرون الناس.
وإلى نص الحوار:
بداية نود التعرف على عبدالرؤوف اليمانى مرشد الطريقة الجهرية النقشبندية وشيخ صوفية الصين؟
“عبدالرؤوف اليمانى”.. إنسان بسيط زاهد في الدنيا يبتغي مرضات الله سبحانه وتعالى، شاءت الأقدار أن أصبح شيخًا لأكبر طريقة صوفية بدولة الصين حاليًا وهي الطريقة الجهرية النقشبندية، حيث أنني ورثت هذه الخلافة الصوفية بالسند المتصل من شيوخ الطريقة السابقين، وأحمد الله على ذلك، لأني أسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتي، فالتصوف هو طريق أهل الله ونحمد الله أننا في هذا الطريق الذي جعل قلوبنا معلقة بالمولي سبحانه وتعالى.
ولدت في عام 1939 وسماني والدي بـ”ما يوتشو” ونشأت في مدينة “هوي” الصينية في قرية “بانلونغ” التابعة لمدينة “موجياينغ” من إقليم “نينغتشيا هوي” المستقل وأقطن وأقيم حاليًا في مدينة “كانمينغ” التابعة لولاية “يوننان” الصينية.
والحمدلله نشأت وترعرعت في كنف أسرة ذات دين وخلق، فقد كان والدي الشيخ “ما تشين وو” – الملقب بالشيخ “عبد الخالق” – مجازًا بالسند المتصل…… بالتربية الصوفية على الطريقة النقشبندية.
وبفضل كنت أول من يحصل على لقب مهندسًا أول وقد درست وتخرجت من جامعة كانمينغ للعلوم في ولاية يوننان الصينية، حيث شغلت منصبًا إداريًا ككبير المهندسين ونائب رئيس الأطباء في معهد كانمينغ للبحوث وتطبيقات الحاسوب في الطب.
وتقلدت المدير التنفيذي لجمعية المعلومات الطبية الصينية وأمينها ومديرا لمركز يوننان للتبادل العرقي والشعبي باللجنة المهنية للتبادل العرقي والشعبي للرابطة الصينية لأبحاث الأنثروبولوجيا التابعة للجنة الشعبية الوطنية الصينية تم تضمينه في قاموس علماء العلوم الطبيعية الصينية المعاصرة وقاموس هوي الجنسية الصينيةوكذلك الرئيس الفخري والمستشار الأول لأكاديمية الثقافة والفنون الإسلامية والمدير التنفيذي للجنة المهنية لتنمية شينغيانغ التابعة لجمعية أبحاث الأنثروبولوجيا الصينية، وحاصل على لقب وريث التراث الثقافي غير المادي لقوميات الأقليات، “هوالونغ تشيوان”.
كيف عرف أجدادك الطرق الصوفية والتصوف مما جعلهم ينشأون الطريقة الجهرية النقشبندية ؟
في بداية القرن الثامن عشر أنضم الشيخ الصينى الكبير وقاية الله إلى الطريقة النقشبندية الصوفية في صنعاء، عاصمة اليمن، وأخذ العهد الصوفي على يد الشيخ اليمني سيدي محمد ابزين اليماني ثم رجع بعد ذلك إلى الصين بأمر من شيخه اليمني محمد أبزين اليماني بعدما امضيي 16 عامًا يدرس العلوم الإسلامية والصوفية على يديه، فكان سببًا بفضل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أن تنتشر الطريقة النقشبندية في الصين عبر الأجيال المتعاقبة وحتى يومنا هذا.
متى ظهر الصوفية وكم طريقة صوفية في الصين؟
ظهر الصوفية في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما بدأت دعوة رسول الله عليه وسلم في مكة المكرمة لمدة ثلاثة عشر عامًا، ثلاث سنوات كان دعوته صلي الله عليه وسلم دعوة خفية، وعشر سنوات كانت دعوته صلي الله عليه وسلم دعوة جهرية، ومنذ ذلك الوقت بدأت التصوف بالظهور بعد نبوة رسول الله صلي الله عليه وسلم وظهوره في مكة المكرمة، وكان الصوفية في عهد الرسول يسمون بأهل الصفة حيث كانوا يجلسون في المسجد ويذكرون الله بشكل جماعي وعندما دخل النبي المسجد ووجدهم يفعلون ذلك قال للصحابة أتركوهم فهؤلاء على خير، وأرواح رسول الله صلي الله عليه وسلم واصحابه هي ارواح الصوفية،لذلك من الخطأ القول بأن الصوفية طائفة أو مذهب، والصوفية ليست مذهبا ولا طوائف، انما هي روح الإسلام،والشرط الاساسي للتصوف هو: خدمة البشرية جمعاء، ما الذي يخدم الجماعة ؟ كل الناس الذين خلقهم الله يأملون أن يكون لديهم جانب إيماني، ونأمل أن يذهبوا جميعًا إلى الجنة، ونأمل أن يسيروا جميعًا في الطريق الصحيح، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين.
ماذا يقدم شيوخ وعلماء الصوفية بالصين حاليا ؟
حقيقة رجالات الطرق الصوفية بالصين يقومون بدور محوري وكبير في الدعوة الي الله والوعظ بالحسنا كذلك الجهاد في سبيل الله، فهم يآمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويهدون الناس وأخذوا بأيديهم من الظلمات إلي النور، وأنا أدعوا الناس في جميع أنحاء العالم أن يتبعوا الطريق الصحيح، وأتمني أن البشرية جمعاء تدخل الجنة، فالصوفية ينبغي أن تبني جنتين كما قال الله تعالي في القران الكريم: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرآ حسنة وقنا عذاب النار”، هذا هو العمل الذي عمله رسول الله صلي الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين عام، لذالك فإن الصوفية ليست طائفة ولا مذهب بل هي روح الاسلام وحقيقته.
كم طريقة صوفية بالصين؟
إن الطرق الصوفية كثيرة ومتعددة في أرض الصين، ولكن من أبرزها وأقدمها عدة طرق هم كالتالي:،” الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية والطريقة الشاذلية والطريقة الكبرية، وطرق صوفية آخري وفي أرض الصين كلها تتفرع من فروع الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية والطريقة الشاذلية والطريقة الكبرية، وأكثر الطرق في الانتشار وأوسعها هي الطريقة النقشبندية، ويجب علي الطرق الصوفية كلها أن تعمل معًا لتحقيق الإزدهار والتجديد للطرق الصوفية، خلاصة هذه الطريقة: هي طريقة اجتهاد في كمالة رسالة النبي صلي الله عليه وسلم التي لم تنتهي بعد، ويتحقق رحمة الله علي بشرية جمعاء لتحقيق قول الله سبحانه وتعالي: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين.
كم يصل عدد مريدي الصوفية في الصين؟
في الحقيقة عدد أتباع الصوفية بالصين كبير، فكثيرا من الناس هم من اتباع الصوفية وعددهم لايتم حسابه، لأن عدد الناس في الصين كثير جدًا، وهناك مريدين ومريدات لطرق الصوفية من عدة قوميات مختلفة وديانات متنوعة ومراتب مختلفة وأماكن متعددة، وأتباع الصوفية بالصين هم اكثر عدد في المجتمع المسلم بالصين، ولكن بالنسبة للعدد، فنحن لا نحسب، وسيكثر عدد مريدي الصوفية في المستقبل نظر لآن منهج التصوف من المناهج المعتدلة، التي تقبل الجميع.
ماذا قدمت الطريقة الجهرية النقشبندية لخدمة الإسلام والمسلمين بالصين وخارجها؟
دور “الطريقة الجهرية النقشبندية” هو قيادة الآخرين إلى العقيدة الصحيحة وأنماط الحياة الصحيحة وإستنادًا إلى مبدأ وراثة الطريقة التي يخدم بها أتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه المسلمين في مكة المكرمة، فإنها تنشر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلن روح الاسلام، وتدعو الناس إلى معرفة الحقيقة والى الصراط المستقيم.