أكد الدكتور الحبيب ناصرى، رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة بالمغرب، خلال مشاركته فى فاعليات الملتقى العالمى الـ14 للتصوف بالمغرب ، على أن هناك علاقة وطيدة بين التصوف والسينما والفن بشكل عام، فهناك العديد من المسلسلات والافلام التى جسدت شخصيات صوفية، وأظهرت الجانب الروحى الروحى والإنسانى للتصوف الإسلامى.
وتابع “ناصرى” فى حواره لـ”الصوفية اليوم ” أن مشاركته فى المتلقى العالمى للتصوف، نابعة من إيمانه الكبير أن التصوف منهج يحترم الفن والسينما، ولايقلل من شأنهم، بخلاف التيارات الأخرى التى تكفر أهل الفن وتحاربهم ليل نهار، أم بالنسبة للصوفية والتصوف، فهم محبون لهذا المجال بل أن كثيراً من الطرق الصوفية حول العالم، جسدت أعمال درامية خاصة بشيوخها وأقطابها .
ما سر محبتك للتصوف ومشاركتك فى المتلقى العالمى الـ14 للتصوف فى ضيافة الطريقة القادرية البودشيشية؟
سر محبتي للتصوف راجعة إلى كوني من عشاق التصوف باعتباره رسالة جميلة ونبيلة بل هو اليوم ضرورة عالمية وإنسانية بل جذوري جذور صوفية، من هنا هذا العشق للتصوف مهما كانت جهته المحتضنة له، وشاركت في المؤتمر الدولي للتصوف بورقة حول التصوف والسينما لكي أقول من خلال هذه الورقة أن السينما جميلة حينما تلامس موضوعات صوفية روائية أو وثائقية، بل الصورة اليوم من خلالها من الممكن تمرير خطاب التصوف كرسالة جميلة وراقية لا تؤمن بالعنف.
ما علاقة السينما بالتصوف من الأساس؟
حقيقة، علاقة السينما بالتصوف علاقة موجودة في العديد من الافلام المغربية والعربية والإسلامية، يكفي استحضار فيلم رابعة العدوية أو فيلم جارات ابي موسى للمخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي أو فيلم مولانا جلال الدين الرومي للمخرج التركي سنم الى غير ذلك من الافلام والتجارب السينمائية الروائية او الوثائقية لتتضح لنا طبيعة هذه العلاقة الموجودة بين التصوف والسينما. طبعا من خلال السينما من الممكن تمرير العديد من الخطابات الروحية الصوفية لاسيما والتصوف له قيمته الفنية والجمالية والانسانية ككل، والسينما بدورها تسعى الى تحقيق هذه القيم الانسانية بدورها
كيف تنظر الي التصوف من وجهة نظرك كسينمائى ومثقف؟
السؤال الثاني: التصوف من زاويتي كسينمائي، له بعد جمالي وانساني في زمن الحروب وتنامي العنف السياسي والحربي الخ. التصوف رسالة سامية وجمالية وانسانية من الممكن ان تساهم في جعل عالمنا عالما جميلا غير منغمس في الحروب والصراعات. التصوف دعوة ثقافية روحية نبيلة وبعيدة عن الصراعات الدينية المتطرفة مهما كانت مرجعيتها سواء على مستوى الدين الاسلامي او اليهودي او المسيحي او حتى على مستوى الديانات الوضعية او لغير المؤمنين باي ديانة. التصوف يدعو الى ما هو جنالي وانساني وروحي نبيل دون المس باي انسان مهما كان معتقده.
هل العالم الاسلامى بحاجة الي انتاج اعمال فلمية ودرامية تجسد اقطاب التصوف وتحكى حكايتهم وقصصهم؟
نعم العالم الاسلامي محتاج الى هذا النوع من الاعمال السينمائية الدرامية ذات الصلة بالتصوف بل ينبغي نشرها على مستوى عالمي لتصحيح النظرة الى الاسلام لاسيما والكثير مما يروج اليوم عن الاسلام غير صحيح. الاسلام ديانة جميلة ونبيلة وراقية وانسانية. عمق التصوف هو هذا من هنا وجب الاعتماد على التصوف في تمرير جزء من هذه النظرة الجميلة للاسلام عن الذات والاخر والعالم كك
ما علاقة المغرب بالتصوف ؟
هي علاقة متجذرة في التاريخ بل قد قيل اذا كان المشرق بلد لأنبياء فالمغرب بلد الاولياء!. طبعًا أولياء الله الصالحين هم اول عشاق الأنبياء !. المغرب بلد التسامح والتعايش بين الديانات ، طبعًا التصوف علمنا هذا ، وجعلنا في المغرب نؤمن بقيمة واهمية التسامح والتعايش بين الجميع بين من يؤمن برسالة سماوية ما وبين من لا يؤمن باي رسالة !. في كل مكان من المغرب ستجد وليًا ملهمًا ساهم في استقلال المغرب مثلا او كان في القديم يطعم الناس في المجاعات لو كان زاويته ملاذا للمرضى او التائهين الخ. وانت في الطريق نحو مدينة مغربية ما او انت في طائرة من الأعلى ستلاحظ ان اضرحة هؤلاء الاولياء منتشرة في كل مناطق المغرب مما يمد تواجدهم النوعي منذ القدم ! رسالة التصوف في المغرب رسالة مفادها الحب والسلام والإخاء.
ماذا من الممكن أن يقدم التصوف للعولمة؟
التصوف اليوم هو روية تصحيحية للقيم المادية المهيمنة على العالم ، عولمتنا اليوم همها الوحيد هوتضييع وتعليب الإنسان وتضييع قيمه الإنسانية مما يسهل على هذه العولمة الانقضاض عليه وتحويله الى مجرد مستهلك غير واع ! التصوف خلخلة لهذه العولمة في شقها المادي العنيف !. هو رسالة إنسانية جمالية تساهم في إرجاع الإنسان الى انسانيته دون إعطاء قيمة للحدود الفاصلة بين المجتمعات البشرية ! يكفي ان نستحضر مولانا جلال الدين الرومي كمثال لنجعل منه بوصلة مفيدة لهذا العالم !
ما علاقة الفن والتصوف ككل؟
هى علاقة جمالية وفنية وانسانية هما معا لهما نفس الوظيفة وظيفة التطهير والتربية على القيم وتحقيق لذة الوجدانيات والانسانيات. فالفن سواء كان شعرا او رواية او سينما او تشكيل الخ من الصعب ان يتموقع في التلقي بمعزل عن هذه الوظيفة الجمالية والتصوف بدوره وعبر تاريخع يسعى دوما الى تحقيق هذه الرسالة. الفن والتصوف ينهضان على نفس القيمة والوظيفة، كما أن الصوفية يحترمون الفن ويقدروه بخلاف الجماعات المتشددة صاحبة الأفكار المتخلفة والرجعية، والتى تكفر أهل السينما والفن، فهناك فرق كبير بين الاثنين.