بشكل أسبوعي وللسنة الثانية على التوالي، اختارت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بشراكة مع مؤسسة الجمال الاستمرار في تنظيم فعاليات ليالي الوصال الرقمية “ذكر وفكر في زمن كورونا “، من خلال تنظيم الليلة الرقمية الخمسين، السبت 24 ابريل 2021 ، والتي بثت عبر المنصات الرقمية الرسمية لمؤسسة الملتقى.
علماء ومثقفون وباحثون ومنشدون أغنوا هذا السمر بإسهاماتهم العلمية والفكرية والروحية، والذي تم استهلاله بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ بلال الحموي من تركيا.
المداخلة العلمية الاولى كانت للدكتور محمد المصطفى عزام، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، تحت عنوان “اشارات اللسان الى مذاقات العرفان”، تناول من خلالها حال الشوق، والفرق بين الحال والمقام، وبين أن الحال مواهب والمقام مكاسب، كما أبرز مراتب المشتاقين، فالعامة همهم زخارف الجنان والخاصة مبتغاهم نيل الرضوان، وخاصة الخاصة مقصودهم حضرة عيانه سبحانه وتعالى، وأشار الى ان مهمة الشيوخ هي اشعال قلوب العباد بنار الشوق الى الله تعالى بعد تصفيتها وتزكيتها.
لتتلوها المداخلة العلمية الثانية للدكتور عبد الصمد غازي، مدير مركز مسارات للدراسات الاستشرافية التابع للرابطة المحمدية للعلماء، والتي حملت عنوان” أخلاقية الخطاب الصوفي”، بين من خلالها أن التصوف هو التخلق بالأخلاق المحمدية المستفادة من أصول الدين، وأن البعثة المحمدية جاءت لتتميم مكارم الاخلاق.
أما المداخلة العلمية الثالثة فكانت باللغة الفرنسية، قدمها الدكتور رشيد احميمز، أستاذ التعليم العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة والمتخصص في الدراسات الصوفية الفرنكفونية، تحدث فيها عن أخلاق الأدب في القران الكريم مستشهدا بمجموعة من الآيات والاحاديث النبوية التي تبرز اهتمام القران الكريم بالجانب الأخلاقي.
فيما كانت المداخلة العلمية الرابعة للدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس مركز المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، والتي حملت عنوان “ذكر الله تعالى تربية روحية وممارسة أخلاقية”، استهلها بمجموعة من الاحاديث النبوية الشريفة الدالة على أهمية الذكر، وبين مفهوم الذكر وأنه غيبة عن سوى المذكور، وأوضح أن في الذكر لذة لا يعرفها إلا الذاكرون، كما تحدث عن أهمية الذكر وعاقبة الغفلة عن ذكر الله تعالى، ولفت الى أن الذكر سبب في اصلاح المجتمع ومحاربة الفساد والجريمة وسبب في يقضة الضمير لأن الذاكر متصل بالحق، كما ذكر ان الطريقة القادرية البودشيشية حرصت على تعمير اوقات مريديها بالذكر حتى يكونوا على اتصال دائم بالحق وصالحين نافعين في مجتمعهم .
أما المداخلة العلمية الخامسة فكانت باللغة الانجليزية للدكتور علي زكي، تحدث فيها عن القلب الذي هو محل التجليات الإلهية، وأهميته في الحياة الروحية، وأكد على ضرورة إصلاحه والاهتمام به، مستشهدا بمجموعة من الادلة من القران والسنة، إضافة الى أقوال شيخ الطريقة الدكتور مولاي جمال الدين القادري.
وعرفت هذه الليلة تقديم الحصة الفقهية من طرف الاستاذ الطيب شوقي، متخصص في الفقه، تطرق خلالها الى احكام قطرات العين والأنف والأذن.
الفقرة الصحية كانت للدكتورة نوال السروتي، طبيبة واخصائية في التغذية، قدمت خلالها مجموعة من النصائح حول التغذية السليمة التي ينبغي اتباعها في شهر رمضان الكريم، حتى يتسنى الاستفادة من الصيام، كما تم عرض ربورطاج حول الذكر وأهميته وثماره على النفس والفرد والمجتمع.
وتخللت هذه الليلة الروحية وصلات من النغم والمديح لمسمعين داخل المغرب وخارجه، شنفوا مسامع وقلوب المتابعين، ويتعلق الأمر بكل من حكيم خزران من المغرب، ومجموعة من مسمعي الطريقة بمدينة الجديدة بالمغرب و مجموعة الصفاء من بلجيكا، إضافة الى برعمات الطريقة القادرية البودشيشية بمذاغ.
واختتمت أطوار هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بلمقدم ، باحث مؤطر بمركز أجيال للمواكبة والوقاية والتمنيع بالناظور التابع للرابطة المحمدية للعلماء، للحديث عن اسرار قيام الليل، وبين أنه دأب الأنبياء ومن تبعهم من الصالحين والاولياء والمحبين، مختتما كلمته برفع الدعاء الصالح البلاد ولملكها ولسائر المسلمين والبشرية جمعاء.