“تمام القلوب وتمام الطبيعة الذاتية”.. بقلم الشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسيني مرشد صوفية الصين

عبدالرؤوف اليمانى... شيخ الصوفية الصين وحوله مريدوه

 

١٢-تمام القلوب

قلبه صاف لمن لا يطمع في هذه الحياة من أجل الجنة ، كان قلبه صافيا لأنه كان خائفا من أن يبتلع الثعبان شخصه، اولئك الذين لا يستطيعون مقابلة أقاربهم في الأخرة بسبب حواجز الآسى والجحيم أضاءوا قلوبهم ، من يتعلم سنن رسول الله في هذه الحياة الدنيا فقلبه حي ومن يتطلع شفاعة رسول الله في الاخرة فقلبه المطمئن، اعلموا :تلميع فتحة القلب لجعل غطاء المصباح شفافا هو القلب الحقيقي اي انه كل قلب الله التقي ومحبة الله تعالي والعمل المرتبط به عندما تلمع عبادات القوة الحقيقية العيوب المظلمة في غطاء المصباح فيضيء النور الحقيقي من انوار العرش وعندما يكون اليوم الذي ينكشف فيه النور الحقيقي هو النظرة العظيمة للطبيعة الحقيقية فيكون الكشف عن المقامات قد تحرر من عقبات : الرغبات والاشياء في هذه الحياة .

لان الله تعالي يقول : ما تقرب الى عبد بشىء احب الى مما افترضته ومايزال العبد يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى به يسمع وبصره الذى به يبصر ويده التى بها يبطش ورجله التى بها يمشى، عندما نزلت نعمة الحق فتتم قلوب اهل التصوف، فالقلب هو البيت وينبغي من اهل التصوف ان يفتحوا ابوابه ونوافذه لاستقبال الله تعالي ويملأ القلب نورا حقيقيا ولكن قلوب معظم الناس مليئة بالرغبات المادية والأفكار الآنانية والعشب والخردل الذي لا قيمة له في هذه الحياة الدنيا فيجب اخراجها وإفراغ القلب فيمكن ملء النور الحقيقي وإزالة العوائق المادية وعقبات الرغبة فسيظهر القلب الحقيقي وفقط مع القلب الحقيقي فيمكن أن يكون هناك عبادات حقيقية لتلميع غطاء المصباح فمتي يكون غطاء المصباح شفافا فالنور الحقيقي سيظهر و سيضيء عندما يتم الكشف عن النور الحقيقي ستظهر طبيعة حقيقية فعندما سيتم الكشف عن طبيعة حقيقية فستكتشف مقام الحقيقي ومقام الحقيقي هو علامة من علامات أهل الحق ثم قبلت كل صلاته وانزل الله عليه وظهرت جميع الكرامات وهدى المزيد من الناس الى الصراط المستقيم للوصول الي الله اصبح هادى ومرشد فظهرت مقام المرشد لذلك فان كل انانية وهوي ورغبات انانية ونفس هي سم لاهل التصوف والدخان الذي يطفئ النور الحقيقي وتلك المروحة التي تسحب الخوار هي الشيطان ، لذلك اذا اراد اهل التصوف تمام القلوب يجب ان يكونوا دائما على دراية باضرار هما وان يلقوا نظرة على نياتهم و تلاوتهم وكلامهم واعمالهم واجسادهم وقلوبهم سواء كانت لله تعالي او للانسان او لجميع الكائنات او من اجل النفس او من اجل هذه الحياة او من اجل الاخرة او من اجل طريق رسول الله او من اجل تحقيق مكاسب شخصية ، فان القلب تتم بتمامه الي الابد .

 

١٣-تمام الطبيعة الذاتية

قال عيسى ابن مريم عليهم السلام : رايت الله سبحانه وتعالي وانا جائع وفي الحقيقة فكان يضع رسول الله وعلي رضي الله عنه صخرة تحت بطنهما بسبب الجوع، لان الانسان هو البحرين يلتقيان فيه الجسد والروح ، فانه الجسد السحري في الجسد الموحل ، لذلك يظهر في حكمة العالمين ، وكل إحتياجات الجسد تكشف طبيعة النفس وكل أسرار الروح تكشف الطبيعة الحقيقية عندما يكون الشخص راضيا حسيا وماديا تصبح طبيعة النفس واضحة وتنطفئ نور التوفيق ، فاذا تتجاوز افكار الناس المادية وتتجاوز الملاحقات هذه الحياة ستظهر الطبيعة الحقيقية ، والجوع يؤذي طبيعة النفس ويبدا نور التوفيق بالظهور ، وكل الرغبات ووسائل الراحة المادية ووفرة النعمة هذه الحياة تزيد من طبيعة النفس ، فالرضا عن هذه الحياة غالبا ما يكون خافتا ونسيان الله تعالي فنسيانا لرجوع الروحانية ، وازالة التوفيق فتصبح طبيعة النفس هي الرب . والصوم هو السيف لقتال طبيعة النفس فافضل الصوم هو صوم التعبد وصوم الحواس الخمس وصوم النظريات السبع ، وصوم داود عليه السلام وهذا يعني يصوم يوما ويفطر يوما ، وثلاثة اشهر في السنة وتسعة عشر يوما اخري أو صياما قصيرا .

اعلموا :من صام في السنة الكاملة كانه لم يصوم الا من يقضي الديون من صيامه ، صوم الحواس الخمس وصوم النظريات السبع فانه درع اهل التصوف ، ان الفقراء اهل الله والاغنياء اوصياء الله ، فقط الاغنياء الموهوبون يمكنهم النجاح ، اعلموا : ثروة المال هي نعمة الله تعالي المؤقتة ، وهي ايضا من اقوي التجارب ، لأن الاغنياء يدخلون الي الجنة مثل جمل يخترق عين الأبرة وفي الحقيقة أن ثروة تسببت في سقوط عدد لا يحصى من الناس في الدارين وفقدان الايمان الصحيح
إن المرض والشدائد حقا دواء جيد اعطاه الله تعالي أنه حساء رزين لمن يحب هذه الحياة وهو سبب مهم لإرضاء الله تعالي وانها رحلة توقظ الناس من سوء الفهم وتقرب من الله والخلود ، فيعود العديد من الناس التعساء الي سوء الفهم لهذه الحياة بعد زوال الكوارث والامراض اما بعض مشايخ الطريق وعلماء الحقيق يخلون من المرض، والمعاناة ليوم واحد ، فهم قلقون بشان نسيه الله تعالى.

وأهل التصوف يطلب الدعاء يكون الجسد سليما من أجل الاسلام وطلب الدعاء من أجل هذه الحياة أن تمهد في سبيل الله وتجنب ضرر المصائب ولا تفشل في الاختبار ولا تضيع شروط التصوف في كل الشدائد ولا تنحرف في النعمة والسلامة ولا تستلم النفس والهوى فجعل توفيقا هو السلطان الذي يحكم النفس الي الابد في هذه الحياة ولا تنس الله ابدا منذ الولادة حتي الموت فلا تحجب التوفيق.

وفي ذكر الله تعالي وحمده دائما ،والمطمئن في التسبيح ،فيضيء نور الحق عندما خسرت النفس فهو مع الله تعالي واهل التصوف يسبحون الله تعالي فلا ينسون ابدا ان يتنفسوا ويقتربون من الله كل يوم ويتذكرون دائما ، متي اراد الله تعالي فان اولئك الذين مع الله تعالي يكونون مرتقين ويصبحون مصطفين ، عندما الطبيعة الحقيقية تنكشف الى حد كبير فنفسه المحبطة وتتم روحه، يقارن شيخ الصوفية الطبيعة الحقيقية بالنور والنفس بالدخان ، عندما يكون هناك دخان اكثر يخفت النور ، حتي عند إطفاء الحريق ينطفء الضوء ايضا ، واذ كان هناك المزيد من النور فسيكون هناك القليل من الدخان أو حتي كل الضوء ، إن الطبيعة الحقيقية لسلطان الانسان والنفس المسجونة فطبيعته في جهة الله تعالي ، وطبيعة النفس لسلطان الانسان طبيعته الحقيقية المسجون وطبيعة الذاتية هي النفس ولا أمل في الاخرة ، يعتبر اهل التصوف الطبيعة الحقيقية هي السلطان فعليه أن يحكم نفسه لأن الشيطان يستخدم نفسا كجامع بمجرد ان يسيطر على شخص ما يتم تدمير الطبيعة الحقيقية ويصبح الشيطان ربه فيفعل اشياء لا ينبغي القيام بها ويقول اشياء لا ينبغي ان يقال ويقع في فخ الشر ويضيع طريق التصوف ويفقد دينه ويأسف الى ما لا نهاية.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *