بعد تحريمه للحضرة…”صوفية مصر ” ترد بالحجة والدليل على المتشدد ياسر برهامي

الصوفية اليوم

حربا ضروس تشهدها الساحة الدينية هذه الأيام في مصر، على خلفية فتوى القيادي السلفي الشيخ ياسر برهامي، بإنكار الحضرة الصوفية، ووصفها بإنها بدعة وضلالة يجب القضاء عليها ومنعها في أقرب وقت، الأمر الذي جعل شيوخ وعلماء الصوفية يفتحون النار على “برهامي”.

 

وكان ياسر برهامي قد أصدر فتوى عبر موقع «صوت السلف»، قال فيها إن حضرة الصوفية بدعة وليست من الذكر المشروع، في معرض إجابة على سؤال وجه له على الموقع جاء فيه: “ما رأي حضرتك في الحضرة التي تفعلها الطرق الصوفية؟ وهل ذلك يسمَّى ذكرًا؟، فأجاب برهامي بإنها من أشر البدع وأخطرها علي المسلمين”.

 

ورد الشيخ طارق الرفاعي، شيخ الطريقة الرفاعية على فتوى برهامي قائلا: “الحضرة شيء مقدس عند أهل التصوف، ولا يمكن بأي حال من الأحوال منعها أو إنكارها، ففي الحضرة، تحدث حالة من المحبة والهيام بالمولى سبحانه، والحضرة ماهي إلا ذكر وقراءة قرآن، وهدفها الرئيسي الاستغفار من الذنوب والمعاصي، فيخرج المريد من الحضرة صافي النفس هادىء القلب والجوارح”.

 

وأوضح الرفاعي ، أن الهدف من هذه الفتوى نشر الفتنة بين المسلمين، ويجب علي المسئولين في مصر منع هذه الأبواق من التحدث في أمور الدين، لأنها قد تتسبب في فتنة كبرى، وذلك لأن عدد الصوفية في مصر كبير جدا، إضافة إلى أن هناك الملايين في صعيد مصر ومحافظات الوجه البحري، ينظمون الحضرة في احتفالاتهم وأفراحهم، متسائلا كيف يخرج هذا البوق السلفي لكي يطالب بمنعها؟.

 

ووجه الرفاعي رسالة إلى برهامي، قائلا: “نرجوك أن تتوقف عن الفتنة في هذه الفترة بالذات، خاصة أن البلاد تحتاج أن نتكاتف جميعا وراءها، ولا تحتاج ما تفعله أنت من فتنة وحرب بين الصوفية والسلفية”.

ورد الناشط الصوفي مصطفى زايد على فتوى القيادي السلفي ياسر برهامي، وقال: “أولا الشيخ ياسر برهامي كمثله من مشايخ السلفية يستخدمون كلمة بدعة في المطلق على كل مخالف وعلى ما يعارضهم في أفكارهم، وذلك لترهيب العوام من الناس، وفي الوقت ذاته يعطون المشروعية لنفس الفعل لأتباعهم، ويتضح أن الشيخ برهامي لا يعلم معني البدعة في اللغة ولا في الإصطلاح، وهناك كثير من علماء المسلمين الذين أضاء العالم بعلمهم ولا أنكر على علمهم إلا جاهل، كالإمام العز بن عبدالسلام الذي تحدث عن البدعة، حيث اعتبر أن ما لم يفعله النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بدعة، وقسمها إلى أحكام، حيث قال في -قواعد الأحكام في مصالح الأنام- (البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله، وهي منقسمة إلى واجبة، ومحرمة، ومندوبة، ومكروهة، ومباحة، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض على قواعد الشريعة، فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة)”.

 

وأوضح زايد، أن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني أكد هذا المعنى، حيث قال في “فتح الباري”: “وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة، لكن منها ما يكون حسنا، ومنها ما يكون بخلاف ذلك”، متابعا، أن العلماء أجازوا الحضرة الصوفية على مر العصور، وأيضا مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء الذين يهتدي المسلمون في مصر وسائر العالم بعلمهما، وهي التي لها الحق أن تفتي في ذلك وليس كل من أطلق على نفسه شيخا أصبح مفتيًا للأمة.

 

وتاببع: “اختار برهامي هذا التوقيت مع توجه الدولة إلى إعادة بعض المهن والمجالات التي تعطلت بسبب جائحة كورونا، والعمل على التعايش مع الفيروس كما فعل كثير من دول العالم، فقد قام برهامي بعمل ما يسمي في تكتيكات الحروب (الضربة الاستباقية) لتهيئة الجو العام والتأثير على صانع القرار لإلغاء وعدم عودة احتفالات الصوفية من موالد وليالٍ، ونؤكد أن هذا عمل خبيث تعودنا عليه من أصحاب أفكار لم تقدم للإسلام ولا الإنسانية إلا الشرور والفتن”.

 

وقال الشيخ عصام درويش، المنشد الديني، في بيان له اليوم، إن ياسر برهامي، نائب الدعوة السلفية، اعتاد على إصدار فتاوى عجيبة في أوقات غريبة، فقد أفتى مؤخرا بأن حضرة الصوفية بدعة، في الوقت الذي قامت فيه الصوفية طواعية بإلغاء كل احتفالاتها ووقف الحضرات حفاظا على سلامة المواطنين، في ذات الوقت قام كثير من الذين ينتمون للدعوة السلفية، على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتنديد بقرارات الدولة، خاصة قرار غلق المساجد، في محاولة منهم لإثارة المواطنين، بل ذهب منهم الكثير إلى مخالفة القرار وجمع المواطنين للصلاة في الزراعات وأماكن مغلقة بعيدا عن أعين رجال الأمن.

 

وتابع درويش: “ماذا يريد برهامي من هذه الفتوى؟، سؤال نوجهه إلى الجهات المسؤولة حتى تقوم بدورها في درء الفتنة التي قد تحدث نتيجة لهذه الفتاوى الغريبة لهذا الشيخ الموتور”.

وتسائل الشيخ عادل العسكري، المنشد الديني، بشأن برهامي: “ما هو العمل الذي يقتات منه؟، إن كان عمله هو إثارة الفتن بالفتاوى التي يطلقها كل وقت فوجب على الدولة أن تكتب له في بطاقته أن عمله مثير فتن وتقنن له هذه المهنة، لقد سئمنا من هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم مشايخ ويحللون ويحرمون وهم كالحمار يحمل أسفارا”.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *