هو الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للتصوف بمصر، وشيخ الطريقة القصبية الخلواتية وزعيم الاغلبية بالبرلمان المصرى، والده الوزير أحمد القصبى شيخ مشايخ الصوفية الراحل، ومحافظ محافظة الغربية إحدى محافظات مصر.
وعضو منتخب بالجمعية التأسيسية المصرية 2012 بتشكيلتها الأصلية، ورئيس ائتلاف دعم مصر منذ 2018. وُصِف القصبي بأنه “يكاد يكون الوحيد الذي حظى بدعم ورضا من الرؤساء الثلاثة مبارك ومرسي والسيسي”، نظراً لقيادته أكبر فصيل دين فى مصر والذى يبلغ تعداده 15 مليون صوفى.
كان عضوًا في مجلس الشورى عن الحزب الوطني بين 2007 -2012، كما شغل منصب أمين لجنة الشباب بالحزب الوطني عن محافظة الغربية وعضو لجنة السياسات بالمحافظة في الانتخابات الرئاسية الأولى بعد ثورة يناير، اختار الانحياز لرئيس وزراء مصر السابق أحمد شفيق منذ الجولة الأولى، ونظَّم له لقاءً في نقابة الأشراف بحي الحسين، وقد ذكر خلال اللقاء أن «شفيق من الأشراف وأنه يمتد نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم»، ووصفه بأنه “شخصية وطنية أعطت لمصر الكثير”.
اعتبر القصبي أن ثورة 30 يونيو قد تمت “ببركة الأولياء” وأن سببها كان “تجرؤ الإخوان على الأضرحة”، وقد حضر لقاءً مع السيسي (المرشح للرئاسة حينها) وتعهد بإقامة مؤتمرات حاشدة لممثلي الصوفية دعمًا له.
انتخب عضوًا في مجلس النواب سنة 2015 ضمن قائمة “في حب مصر”، ثم تم اختياره عضوًا بالمكتب السياسي لائتلاف دعم مصر، واُنتخب رئيسًا للجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة بالبرلمان لـ3 أدوار انعقاد متصلة، ثم تم اختياره رئيسًا لائتلاف دعم مصر في سبتمبر 2018. وقد تقدم القصبي بمقترح لتعديل الدستور، ووصف من نادوا برفض التعديلات الدستورية المقترحة في 2019 وطالبوا بالاحتجاج ضدها بأنهم “أصوات خائنة”.
“القصبى” ينتمى لعائلة صوفية سياسية كبيرة
ينتمى الدكتور عبدالهادى القصبى إلى عائلة من أكبر العائلات الصوفية فى مصر، وتحديدًا بأكبر بمحافظة الغربية بمدينة طنطا، فجده الشيخ القصبى من كبار أقطاب التصوف، وفق محمد عبدالمجيد، عضو إحدى الطرق الصوفية فى المدينة، ويوضح «عبدالمجيد»: «الشيخ القصبى الكبير هو الذى أنشأ الطريقة القصبية الصوفية، التى تنتشر فى الغربية ومحافظات الجمهورية كافة، لكن يزيد أتباعها فى الغربية على أى محافظة أخرى، نظرًا لوجود ضريح الشيخ المؤسس وأسرته بها».
استمر سلسال عائلة شيخ مشايخ الصوفية فى العمل العام والروحى، ولم يعش أبناؤها على مآثر جدهم القطب الصوفى الكبير، واختار كل منهم طريقه الخاص به، فوالد الشيخ عبدالهادى هو أحمد القصبى الذى شغل منصب محافظ الغربية طوال ١٣ عامًا، وكان شيخًا لمشايخ الصوفية أيضًا.
ووفق الدكتور أحمد لقمة، وكيل وكلاء الطرق الصوفية المصرية، فإن والد «القصبى»، كان صديقًا شخصيًا للرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذى كان يأتى إلى طنطا متخفيًا لزيارة «القصبى الكبير» (الجد) فى منزله، وكان الأخير يصطحبه إلى المسجد الأحمدى، حيث حضرة مقام السيد أحمد البدوى فى طنطا. وفيما يتعلق بـ«القصبى» نفسه، فإنه تخرج فى كلية التجارة، وحصل على دكتوراه فى إدارة الأعمال، وترأس بنك الائتمان المصرى الأمريكى فى الغربية، ثم تفرغ لمنصب شيخ مشايخ الصوفية، ليعمل على حل مشكلات الطرق والزوايا الصوفية فى مصر. وكشفت مصادر، عن أن «القصبى» تزوج فى سن مبكرة، وأنجب ذكورًا وإناثًا، وهو متابع جيد لرياضة كرة القدم، وله العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، فضلًا عن اهتمامه الأساسى بالكتابة والتأليف والتحقيق فى التراث الصوفى، إلى جانب العمل على مؤلفاته الاقتصادية.
ويشير عضو الطرق الصوفية فى طنطا، محمد عبدالمجيد، إلى أن «القصبى» رجل متواضع، لم تغير أخلاقه المناصب السياسية أو الدينية التى شغلها ولا يزال، موضحًا أنه «حتى بعد أن أصبح شيخًا للطرق الصوفية، وعضوًا فى مجلس الشورى، ثم عضوًا فى مجلس النواب، ورئيسًا للجنة التضامن به، وزعيمًا للأغلبية فى البرلمان، لم نجده يتفاخر بذلك أو يرفض مقابلة أبنائه من الطرق الصوفية، أو من مدينة طنطا، بل على العكس أصبح بيته مفتوحًا أكثر من أى وقت مضى، وعندما نلتقيه فى مسجد القصبى بطنطا، نجده إلى جوار المريد والدرويش وشيخ الطريقة، لا يفرق بين أحد»، وهو ما يرجعه إلى أن «الأصل الطيب هو كلمة السر فى ذلك».
ورغم هذا التاريخ الكبير للعائلة، فإنها «معروفة بأدبها ومحبتها لجميع أهالى طنطا والغربية، وتساعد المحتاجين وتنصف الضعفاء ضد الأقوياء، لذا نالت محبة كبيرة، تجلت فى فرح المواطنين بفوز القصبى فى الانتخابات البرلمانية السابقة، إذ تجمعوا أمام منزل الشيخ، وأقاموا الاحتفالات حتى الصباح الباكر»، وفق «عبدالمجيد».