المغرب _”البودشيشية” تحتفل بالذكري الرابعة لوفاة “حمزة البودشيشي” بالتزامن مع ليلة الوصال الـ 36

حمزة البودشيشي ونجله جمال الدين

 

نظمت مؤسسة الملتقى ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب ، الليلة الرقمية السادسة والثلاثين ضمن فعاليات “ليالي الوصال ذكر وفكر في زمن كرونا “بشراكة مع مؤسسة الجمال، والتي بثت عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى، وتزامنت هذه الليلة مع الذكرى الرابعة لوفاة شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الحاج سيدي حمزة رحمه الله.

 

افتتح برنامج هذا السمر الروحي بآيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ حكيم خيزران، وتضمنت فقرات هذا السمر الروحي مداخلات علمية وتربوية، ووصلات من السماع والمديح، وعرض بعض الأشرطة الوثائقية، بالإضافة الى شهادات حية لمريدي الطريقة من جنسيات مختلفة حول تجربتهم الدينية والروحية في أحضان الطريقة القادرية البودشيشية، من بينها شهادة السيدة أمينة مايّير من الولايات المتحدة الأمركية، وجوزيف كغينياغ من بلجيكا.

ولتزامن هذه الليلة الروحية مع الذكرى الرابعة لوفاة الشيخ الراحل حمزة القادري بودشيش قدس الله سره، تم عرض أشرطة وثائقية تكريمية له تضمنت عرضا لسيرة الشيخ ومسيرته العلمية والدعوية والتربوية، وطرفا من شمائله وأخلاقه، كما تم بالمناسبة أيضا عرض مقتطف من كلمة شيخ الطريقة الحالي الدكتور مولاي جمال الدين التي ألقاها بمناسبة الذكري الثانية لرحيل الشيخ حمزة رحمه الله سنة 2019م، والتي بين من خلالها أن الشعوب والأمم تحتفي برجالاتها، وتخلد ذكراهم، ليقدم بعد ذلك شهادة في حق والده الشيخ حمزة “الذي أفنى حياته في خدمة دين الاسلام والدعوة إليه بالحكمة واليسر بعيدا عن كل تشدد وتنطع، والعمل على تزكية النفوس، وتحبيب الله إلى خلقه، وأنه بحق مجدد للتربية الصوفية في هذا العصر، وأنه نال ما نال من الخير بفضل صحبته لشيخيه المباركيْن والده الحاج العباس، والشيخ أبي مدين، بالجد والاجتهاد والصدق في طلب وجه الله دون أية حظوظ”.

د. منير القادري بودشيش

وذكّر أن والده الشيخ حمزة أخبره منذ سنة 1972م بأن إذن التربية سينتقل إليه بعد وفاته، وأوضح أن ذلك عطاء من الله وفضل ومنحة ربانية، ووراثة روحانية لا وراثة طينية وشبحية كما يعتقد البعض، واستشهد بآيات بينات مثل قوله تعالى: ” كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا “.

كما تحدث عن تحقق ما كان يبشر به شيوخ الطريقة منذ عقود – في سنوات كان فيها أتباع الطريقة قلة- أن الطريقة سيكون لها ظهور كبير وأن إشعاعها سيكون وطنيا وكونيا كما هو مشهود حاليا، وأكد أن التجديد مازال مستمرا في هذه الطريقة بعد انتقال والده الشيخ حمزة إلى جوار ربه، ليختم كلمته بالإشارة إلى أن الطريقة منبع الأخلاق المحمدية من المحبة والأخوة وحسن الظن بالعباد ومحبة خلق الله كافة، والتمسك بالقيم الدينية والتحقق بالوطنية الصادقة.

علماء وشيوخ خلال ملتقي التصوف العالمي بالمغرب

وكانت العلمية الأولى للدكتور عبد الرزاق تورابي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي عرض مختارات من كلام شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين القادري بودشيش، في موضوع: “مقام الإحسان في الدين”، حيث عرف الإحسان وبين معالمه من خلال النصوص الشرعية وأقوال شيخ الطريقة وباقي الشيوخ العارفين، وخلص إلى أن مقام الإحسان من أعظم مقامات الدين، وأن مدار علم التصوف على التحقق به ظاهرا وباطنا.

ليلة الوصال السادسة والثلاثون

أما الكلمة الثانية، فقد قدم من خلالها الدكتور منير القادري بودشيش -مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم- موضوعا في الأخلاق حمل عنوان: “التربية الروحية على اليقين: أعلى منازل الصدق مع الله ومع العباد”، حيث افتتح كلمته المستمدة من القرآن والحديث والسيرة النبوية وسير العارفين بالحديث عن اليقين باعتباره أعظم شعب الإيمان، وصفة المرسلين وأتباعهم من الصديقين والصالحين، وأكد أنه رأس مال المعاملة مع الله في العبادة والدعاء، ومع العباد في المعاشرة والمخالطة، وأنه سفينة النجاة وسبيل النجاح.

أبو الرب وشيخ البودشيشية

لتتلوها المداخلة العلمية الثالثة للدكتور محمد المصطفى عزام، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس، وباحث في اللغة والتصوف، ضمن سلسلة “إشارات اللسان إلى مذاقات العرفان” في موضوع “الإرادة”، بين من خلالها أن الإرادة في قاموس التصوف أول مرحلة في السلوك، وأول منزلة القاصدين الوصول إلى الله، موضحا مقتضيات هذه الإرادة ومستلزماتها ووسائل تحصيلها وآثارها.

 

وتضمنت فقرات هذه الليلة شريطا في موضوع القيم الانسانية تحت شعار “لا تكره لعله خير”، في إطار الايمان بالقضاء والقدر والصبر على المكروه، وقصيدة رثائية من تأليف وأداء محمد معز الدين القادري الذي قدم قصيدته هدية لروح الشيخ حمزة رحمه الله، كما تم عرض قصيدة لسيدي عبد العزيز التباع حول الفرج والتعلق بالله في أوقات الشدة.

وتخللت فقرات الليلة كالعادة وصلات من السماع والمديح الصوفي لمنشدين متألقين من المغرب وخارجه، عرفت مشاركة فردية للمنشد بلال حموي من تركيا، ووسام بن أحمد من فرنسا، إلى جانب مشاركتين جماعيتين ويتعلق الأمر بكل من المجموعة الوطنية للمديح والسماع، ومجموعة الصفا بفرنسا.

 

وتم ختم برامج هذا السمر الروحي بفقرة “من كلام القوم”، خصصها الأستاذ إبراهيم بن المقدم للحديث عن آداب الصحبة في باب التصوف، مستمدة من كلام العارف بالله الشيخ عبد العزيز الدباغ، أتبعها بالدعاء الصالح سائلا الله تعالى الحفظ لأمير المومنين، وولي عهده، ولوطننا الحبيب، وسائر بلاد المسلمين، والإنسانية جمعاء.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *