المغرب تحتفل بالذكري الـ8 لإنتقال “حمزة بن العباس”…وشيخ القادرية البودشيشية يكشف عن وصيته

الذكري الثامنة لوفاة "حمزة بن العباس"

الصوفية اليوم

 

 

نظمت الطريقة القادرية البودشيشية فى المغرب والعالم الإسلامى، إحتفالية كبرى، بمناسبة الذكرى الثامنة لإنتقال ووفاة شيخها الراحل مجدد التصوف القطب حمزة بن العباس البودشيشي والذى كان من كبار شيوخ التصوف الإسلامى فى المغرب والعالم الإسلامى.

 

وقالت الطريقة القادرية البودشيشية، إن هذه المناسبة من المناسبات الكبرى والتى يتجمع فيه مريدى الطريقة القادرية البودشيشية من كل حدبًا وصوب لإحياء هذه الذكرى الغالية على الجميع حيث تقام الفعاليات فى قاعة المؤتمرات الكبرى بمقر الطريقة بمنطقة مداغ شرق المغرب.

 

ونظم الاحتفال بحضور الدكتور منير القادرى بودشيش، نائب الطريقة البودشيشية ورئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم بفرنسا، والشيخ معاذ القادرى بودشيش، رئيس المجموعة الوطنية للسماع الدينى ورئيس أكاديمية الجمال، وعدد من الشخصيات الدينية والعامة من داخل المغرب وخارجه .

 

وتنظم فعاليات ذكري وفاة الشيخ حمزة بن العباس فى المغرب وعدة دول حول العالم، حيث تعد ذكرى إنتقال من الأمور المقدسة عند الطريقة القادرية البودشيشية وأتباعها فى جميع أنحاء العالم، وذلك لأن شيخ الطريقة السابقة كان له دور هام وملموس فى نشر التصوف الإسلامى المعتدل، فضلا عن أنه كان من شيوخ البركة وأصحاب الكرامات، حيث أسلم على يديه المئات من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.

 

ماهي وصية شيخ الطريقة البودشيشية؟

 

وفي كلمته خلال الذكرى الثامنة لوفاة والده الشيخ حمزة، أكد الدكتور مولاي جمال القادري بودشيش، أن هذا النهج مستمر ومتجدد، مشددًا على أهمية الحفاظ على هذا التراث الروحي ونقله للأجيال القادمة. قائلاً: نحن اليوم نرسخ هذه الرسالة، رسالة في الإحسان إلى الناس وتقريبهم إلى الله بأسلوب يملأ القلوب طمأنينة.

وكشف شيخ الطريقة البودشيشية عن انتقال مشيخة الطريقة من بعده لنجله الدكتور مولاي منير القادري قائلا في كلمته: “اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك ورسلك وأنبياءك وأولياءك أني قد أوصيت بهذا السر لإبني البار مولاي منير من بعدي، فسيبقى بإذن الله وقوته هذا السر الرباني ذو السند الصحيح والمتين في هذه الدار الى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

وتم التأكيد على هذه الوصية، كجزء من الإرث الروحي للطريقة الذي يعكس استمرارية رسالتها التربوية التي تهدف إلى تزكية النفوس وإعلاء شأن الأخلاق الفاضلة ونشر قيم التعايش والمحبة والسلام.

وأكد سيدي جمال الدين القادري، أهمية الإلتزام بالقرآن الكريم والسنة النبوية كأساس للتربية الروحية، مشيرًا إلى أن الطريق إلى الله يتطلب الإخلاص في النية والعمل، والتزكية المستمرة للنفس.

أضاف: “إن السر إلى الله منهج حياة يتطلب التزاما وصدقا وبذلك أوصيكم كما أوصي نفسي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم“.

وأوصى سيدي جمال الدين بقوله: أوصيكم بالتمسك بأهداب العرش العلوي المجيد لأنه ميثاق ديني وروحي وضمان لعزة وكرامة هذا الوطن، فتعلقنا بالعرش والجالس عليه من أوجب الواجبات وآكدها.

 

 

من هو القطب حمزة البودشيشي؟

الجدير بالذكر، أن شيخ الطريقة البودشيشية الراحل الذي نال هذه الشهر العالمية ولد فى قرية مداغ بإقليم بركان المغربى فى العام 1922، حيث كان الابن الأكبر لوالده العباس، وحول الطريقة القادرية البودشيشية إلي طريقة صوفية ذات إشعاع عالمي، لم تصله طريقة صوفية أخرى باستثناء الطريقة التجانية، إذ انتشرت في شتى أصقاع وقارات العالم، ليتحول الرجل إلى أحد أشهر أقطاب ورموز الصوفية في العالم.

 

 

والشيخ حمزة القادرى بودشيش شيخ الطريقة القادرية البودشيشية المغربية الراحل كان له دورًا بارز فى تأسيس علم السلوك الصّوفي، فهو العارف بالله حمزة بن العباس القادرى البودشيشي، شيخ صوفية المغرب ومؤسس الطريقة القادرية البودشيشية ببلاد المغرب والعالم الإسلامى، كان له دور كبير فى مواجهة المتشددين وأصحاب الفكر المتطرف، حتى أن كثيرًا ممكن كانوا يحملون الأفكار المتطرفة تابوا عن هذا الفكر واعتنقوا التصوف وصاروا مريدين فى طريقته الصوفية.

 

 

حول طريقته من المحلية إلى العالمية

 

وانطلق الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي بطريقته الصوفية من طور المحلية إلى طور العالمية فأصبحت فى عهده الطريقة القادرية البودشيشية أكبر طريقة صوفية داخل المغرب وخارجه، حيث يأتى المريدين إليها بالآلآف من دول أوروبا لنيل البركة والتشرب من روحانيات الزاوية البودشيشية فى مداغ بإقليم بركان، وأصبحت للطريقة عدة مراكز عالمية فى فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وبلجيكا.

 

دوره فى تأسيس “الملتقى العالمي للتصوف”

 

كان حمزة البودشيشى صاحب الفضل فى تنظيم فعاليات الملتقى العالمى للتصوف بالمغرب، حيث كان من اكثر المؤيدين للفكرة التى طرحها حفيدة الدكتور منير القادرى بودشيش والذى يرجع له الفضل فى طرح هذه الفكرة على جدة شيخ الطريقة وقتها، حيث وجده مؤيد ومساند له بشدة فى تأسيس ملتقى صوفي عالمى يجمع أهل التصوف من مشارق الأرض ومغاربها.

 

 

الطريقة القادرية البودشيشية

 

الطريقة القادرية البودشيشية طريقة صوفية مغربية، يوجد مقرها في قرية مداغ بإقليم بركان شرق المغرب في منطقة قبائل بني يزناسن، تنتسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري، أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب «سيدي علي بودشيش» لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة -طعام الدشيشة – بزاويته.

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *