إن منهج التربية الروحية وتزكية النفوس، وإصلاح قلوب البشر ، وبناء الإنسان الصالح المصلح ، وصولاً إلى بناء الأسرة ، ومن ثمّ المجتمع ، من أجل إعمار الأرض ، ونشر قيم المحبة والسلام والتسامح بين الناس جميعاً ، هي حقيقة الرسالة المحمدية ، وقد النبي صلى الله عليه وسلم، هو المرشد الروحي للصحابة، وكان هو المعلم والمربي والرئيس ، وكان مهبط الوحي الإلهي ، فكان يتعامل مع اصحابة كلٌٌّ حسب نفسيته وعقله وحكمته وحسب طاقته، من أجل ترسيخ العقيدة وتثبيت الإيمان واستخراج الطاقات المنتجة لكل ما فيه خير الناس.
وقد كان المسجد النبوي مدرسة روحية لتربية الرجال وجيل الشباب المؤمن من الصحابة ، وهم عماد بناء الأمة ، كل حسب اختصاصه وإمكانياته ، فخصص قسم منهم للدعوة كما قال تعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) وقسم تخصص في القضاء، وقسم تخصص بعلم الفرائض ، وقسم تخصص بعلم الفقه وعلم الحلال والحرام ، وقسم تخصص بعلم التفسير ، وقسم تخصص ببناء الأسواق والتجارة ، وقسم تخصص ببناء الجيش لحماية مصالح الأمة والدفاع عنها ، وقسم تخصص بمتابعة ألأمور الزراعية وتربية الحيوانات ، وقسم تخصص بالسفارة وتمثيل حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، وتنظيم العلاقات والمفاوضات مع القبائل في الجزيرة العربية وما جاورها.
وكذلك الدواوين وكتابة الرسائل ، وكان بعض الصحابة مهتمون بالشعر والأدب والفنون ، وأهتم النبي الكريم بالشباب وأمر بتدريبهم على الرماية والسباحة وركوب الخيل ، وهذه هي حقيقة الإسلام العظيم ، وأن الدين ثلاثة أركان هي الإسلام وهو حفظ الشرائع والعبادات ( الفقه ، أو الشريعة) والإيمان وهو حفظ العقائد والإيمانيات وهو ما وقر في القلب وصدقه العمل ( العقيدة ، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله سبحانه وتعالى ) والإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وهو علم العلوم ( منهج التربية الروحية في الطريقة والتزكية ) ومن فقد هذا الركن فدينه ناقص لا يتم لأنه لم يحقق الركن الثالث ، وهو نتيجة وثمرة للركنين السابقين، وثمرة للمجاهدات والفرائض والنوافل وكف الأذى والنفس عن المعاصي والشهوات حتى تترقى في منهج السلوك والتربية الروحية للطريقة من أمارة بالسوء إلى لوامة إلى ملهمة إلى راضية إلى مرضية إلى مطمئنة إلى كاملة.
وخير من يعبر عن هذا المنهج الروحي والسلوك في هذا العصر هو الطريقة الكسنزانية بسلسلتها المباركة يد بيد عن حضرة الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، وهي الإمتداد الطبيعي لهذا المنهج المحمدي الأعظم ، إن الطريقة الكسنزانية في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والاتصالات هي تمثل الإسلام العظيم وهي الوسطية الحقيقية ، والأمتداد الحي والطبيعي لروح الدين والحقيقة المحمدية ، وهي التطبيق العملي له في بناء الإنسان والمجتمع الأمن المؤمن ، وهي وراثة روحية حقيقية تعبر بصدق وبشكل عملي عن أقوال وأفعال واحوال حضرة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم ، أن الطريقة تعتبر منهجاً شاملاً لجميع أمور الحياة ، ومن اهمها احياء منظومة القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية والإجتماعية ، ونشر قيم المحبة والعدالة والمساواة بين بني البشر ، وهذا ما تفتقده كثير من المجتمعات العالمية اليوم ، وأن هذا البناء المتكامل الذي يبدء من الإنسان وهو الأساس ، ومن ثم يرتقي إلى بناء الأسرة ، ومن ثم المجتمع ، بناء متين وراقي روحي وعلمي وأدبي ثقافي ، وهذا ما أكدته التجربة العملية الروحية في منهج سلوك الطريقة الكسنزانية ، لأنها ليست مجرد رسالة روحية فقط ، بل هي منهج شامل للحياة بكل جوانبها الروحية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
إن الطريقة الكسنزانية هي منهج أخلاق وتزكية للنفس وتنقية للقلب من أمراض الجسد والضغينة والرياء والحسد والكذب والغش وغيرها ،
والطريقة هي الابتعاد عن كل التصرفات السيئة وغير المسؤولة ، فهي تحث مريديها على تزكية النفس ، وتطهير القلب من كل الجوانب السلبية ، والعمل على زرع ونشر قيم الإخلاص والصدق بين الناس ، من أجل بناء الإنسان الصالح المصلح في المجتمع ، ومنهج الطريقة هو باب التحصين ضد التطرف والإرهاب والتكفير ، و يعمل على نشر المحبة ببن الناس جميعا ، وسد الفراغ الروحي لدى الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام ، وخلق حالة التوازن بين المادة والروح الضرورية لاستقرار المجتمعات ، والطريقة الكسنزانية ساوت بين الأجناس وأعطت للمرأة حقوقها، واهتمت بالطفل وحقوقه ، وشرعت حقوق الفقراء ووضعت الأسس الصحيحة للعدالة ، ولم تترك الطريقة في شموليتها كبيرة ولا صغيرة في مختلف مجالات الحياة إلا واهتمت بها ، لأن الذي جاء بالمنهج الروحي هو الذي خلق الناس والحياة ، وهو يعلم ما تستقر به أحوالهم وأنفسهم،
وإن العلاقة وثيقة جداً بين الطريقة والعلم ، وأن الآيات الأولى التي نزلت من القرآن الكريم قوله تعالى «اقرأ باسم ربك».. وهناك في القرآن الكريم فيض من الآيات تتحدث عن العلماء وأفضالهم.. مثل قوله تعالى «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، «وقل رب زدني علماً».. فالعلماء يدركون عظمة الله وقدرته ، ولذلك فهم أكثر الناس خشية لله، وقد دعت الطريقة إلى النظر في السماوات والأرض، وإلى النظر في الكون وإلى استنباط ما يحقق الحياة الكريمة للإنسان على وجه الأرض، فالطريقة الكسنزانية ليست دين وعبادة فقط ، وليس انزواء في زاوية أو تكية أو مسجد أو حسينية أو كنيسة أو دير أو بيت عبادة ، وإنما هي المنهج الحقيقي النوراني المبارك العملي ، الذي يجعل الإنسان يتفاعل مع الكون ومع المجتمع الذي يعيش فيه بقدر ما ينفع بني البشر جميعاً ، والطريقة تدعو في نظامها إلى إعمال العقل واحترام حرية الشعوب واحترام اختيارها.
وأما في مجال العلوم حرصت الطريقة الكسنزانية على حث المريدين على السعي في طلب العلم ، وهذا ما أكده السيد الشيخ شمس الدين محمد نهرو الكسنزان الحسيني رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية في العالم ، ويؤكد عليه دائما حيث قال ( إن طلب العلوم بكافة أشكالها وأنواعها هو أساس لبناء المجتمعات )، وهو يحث دائما في مجلسه على طلب العلم ، ويقدر أهل العلم والعلماء في شتى المجالات ، وحتى علماء وفقهاء الطريقة يحثهم على طلب العلوم الأخرى وفي كافة المجالات والاختصاصات الأخرى ، فتجد طلاب العلم في الطريقة الكسنزانية يقطعون البلاد شرقاً وغرباً بحثاً عن المعرفة وتلقي العلوم ، ولايقف أمامهم حائل ولا يعترضهم عارض ، أن الطريقة الكسنزانية جوهره دعوة كريمة في حياة الإنسان ممثلة في حرية التعبير الهادف والبناء لما فيه نفع البشرية والدعوة إلى العلم النافع الذي يعود بالخير ، فينتفع به الناس جميعا.
3 أفكار عن ““الطريقة الكسنزانية منهج حياة”.. بقلم الباحث : نوري جاسم_العراق”
المهم فيها أنها تجمع كل المذاهب وزرع صفاء النفس من خلال التوحيد وحب الرسول وآل البيت عليهم السلام والتصديق
كلام راقي نابع عن فهم دقيق لمنهج الكسنزان
#اللّهُمَّ_صَلِّ_عَلى_سَيِّدِنا_مُحَمَّدٍ_الْوَصْفِ_وَالْوَحْيِ_وَالرِّسالَةِ_وَالْحِكْمَةِ_وَعَلى_آلِهِ_وَصَحْبِهِ_وَسَلِّم_تَسْليمًا
#اللّهُمَّ_صَلِّ_عَلَىٰ_سَيّدِنَا_مُحَمَّدٍ_الدُّرِّ_الأنْوَرِ_واليَاقُوتِ_الأبهَرِ_نُورِ_اللهِ_الْأزْهَرِ_وَسِرِّ_اللهِ_الأكبَرِ_بِعَدَدِ_مَا_فِي_عِلمِكَ_مِنَ_الْعَدَدِ_بِكُلِّ_طَرفَةِ_عَيْنٍ_مِنَ_الْأزَلِ_إلَىٰ_الأبَدِ_وَعَلَىٰ_آلِهِ_وَصَحبِهِ_وسَلِّم_تَسْلِيمًا