قال مرشد صوفية الصين فضيلة الشيخ عبدالرؤوف اليمانى، أن الصوفية تنسب إلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته في مكة المكرمة خلال ثلاث سنوات، فكانت دعوته خفية، ثم صارت دعوته دعوة جهرية خلال عشر سنوات، فنشأ بعد ذلك مجتمع الأمة الإسلامية ، وهذا المجتمع هو مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام ، ومجتمع المسلمين الذين دانوا بالدين الاسلام، ونسبت هذه السلسلة الذهبية ووراثة الخلفاء الراشدين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من علومهم واتباعهم وتمسكوا بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يرشد المسلمين الى الطريق المستقيم ، والحقيقة أن الطريقة الصوفية هي وراثة لمقام نبوة النبي صلى الله عليه وسلم التي بدأت تنتشر أيضا في هذا الزمان، فهي لها أدلة في الارض من حيث علوم الاسلام ووراثتها.
وتكتسي ثلاث عشرة سنوات لدعوة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمة، أهمية بالغة لكونها تبني القواعد الاساسية للإسلام، وهذه القواعد هي أسس التصوف، و الصوفية تنبع من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، والوراثة من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، وطريق الصوفية هي طريق النبي صلي الله عليه وسلم ودين النبي بوراثة رسول الله صلي الله عليه وسلم مباشرة.
لذلك من الخطأ أن يظن البعض أن الصوفية هي مذهب من مذاهب الإسلام وحزب من الأحزاب، إنما الصوفية ليست مذهبا ولا حزبا ، و الصوفية هي روح الاسلام وجوهره.
وقال مرشد صوفية الصين، أن الصوفية جاءت من ذات الله تعالى، وظهرت من نور محمد صلى الله عليه وسلم وهو منارة الحق ومصباح الإسلام والصوفية هو علم الأسرار وحكمتها وحقیقة الإسلام هو معرفة الله علی طریق الصوفیة ، وأساسها مبني على حب الله تعالى ورسوله حبًا جمًا ومحبة الصوفية هي محبة للمولى سبحانه وتعالى وتقرب إلى الله تعالى والوصول إليه بطريق التعبد، وهو معرفة الله معرفة حقيقة، وحقيقة الإسلام هي معرفة الله تعالي والصوفية هي النعمة الخاصة إلى الإنسان من عند الله تعالى، والنعمة الخاصة التي نزلت إلى الإنسان بأهل الصوفية.
قال شيخ صوفية الصين، إن الصوفي الحقيقي، يجب أن يبني جنتين، جنة الدنيا في المجتمع وجنة الآخرة بعد الموت، أما جنة الدنيا في المجتمع فهي تحقيق سعادة الإنسان بين البشر، مع التعاون والامان والتراحم والاحترام بين الديانات والثقافات والحضارات المتنوعة، والمعاملة الحسنى بالأخلاق والسلوك وانتشار المحبة بين الناس، حتى لا يكون هناك إقتتال أو حروب أو نزاع، وسيكون الأمان والسلام في المجتمع كله، أما جنة الآخرة فهي النعمة الكبرى، وهي النعمة الخاصة لأهل الإيمان بعد الموت ، فلا نحتاج تفسيراً أو بياناً، حيث أن الجنة فيها الخالدون، إنها معروفة عندنا جميعا، فلا يحصل الا من في تطبيق جنة الدنيا، أما أهدافنا وعباداتنا فما هي إلا كما قال شيوخ الصوفية : «كل الناس مسلمون وكل المسلمين إلى الصراط المستقيم، ويدخلون الي جنة النعيم.