الخطبة الثالثة للشيخ عبد الرؤوف اليماني الحسني الحسني مرشد صوفية الصين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام علي رسوله محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .
شرح الإيمان الكامل في دين الإسلام
الإيمان الكامل .
س : ما هو الإيمان الكامل ؟
ما هو الإيمان الكامل في الطرق الصوفية النبوية ؟ فكيفية الحصول على الإيمان الكامل ؟
ج : الإيمان الكامل هو الإيمان بالله تعالي كماهو بأسمائه وصفاته والقبول جميع أحكامه و الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله تعالي والبعث بعد الموت .
ومن أطاع الله تعالي والرسول صلي الله عليه وسلم وأولي الأمر منهم فقد كمل إيمانه ؛ ومن عصي أوامر الله تعالي والرسول صلي الله عليه وسلم وأولي الأمر منهم فلم يكمل إيمانه .
ومن آمن جميع آيات الله تعالي وجميع أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم وآمن الإجماع والقياس في فقه الإسلام ، أي إتبع أحكام المذاهب الأربعة في دين الإسلام فقد كمل إيمانه ؛ ومن آمن بعض آيات الله تعالي وكفر بعضها ، ومن آمن بعض أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم و كفر بعضها ، ومن لم يتبع أحكام المذاهب الأربعة في دين الإسلام ، أو إتبع بعض أحكام المذاهب الأربعة في دين الإسلام وكفر بعضها ، فلم يكمل إيمانه
ومن إتقي الله تعالي في كل وقت وتوكل عليه في كل شيئ وشكره في السراء والضراء وأطاع الوالدين ووصل ذوي الأرحام وعفي عن بني آدم عليه السلام فقد كمل إيمانه ؛ وهؤلاء الذين إذا ذكر الله تعالي وجلت قلوبهم من خشية الله تعالي ومحبته .
ومن عمل عملا صالحا لمحبة الجنة والنعم فيها أولمخافة النار وعذاب الله تعالي فيها فلم يكمل إيمانه ، بل دخل في نطاق الشرك ، يعني من أقام الصلاة وآتي الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت وجاهد في سبيل الله بأمواله ونفسه لمحبة الجنة والنعم فيها أولمخافة النار وعذاب الله تعالي فيها لم يكمل إيمانه بل دخل في نطاق الشرك . ومن عمل عملا صالحا لمحبة الله تعالي ولمرضاته ولخشية عظمته وجلاله ورجي رؤيته في الآخرة فقد كمل إيمانه . وإن قصد المؤمن في فعل الخيرات طاعة أوامر الله تعالي وإجتناب من نواهيه ، وليس قصدهم محبة الجنة والنعم فيها أولمخافة النار وعذاب الله تعالي فيها ، لأن الجنة والنعم فيها والنار والعذاب فيها كلها من مخلوقات الله تعالي ، وإن مخافة مخلوقات الله تعالي من الشرك ، وخشية الله تعالي من الإيمان الحقيقي . ولذالك لابد لأهل السنة والجماعة من خشية الله تعالي .
الثاني : لابد لأهل السنة والجماعة من التمسك بعشرة أمور :
أوّلا : لابد لهم من الإيمان بالله تعالي ، وطاعة أوامر الله تعالي ، وقراءة القران الكريم دائما وإتباع أوامره ونواهيه .
ثانيا : لابد لهم من الترك النفس والهوي ، وإخراج النفس والهوي من القلب .
ثالثا : لابد لهم من حذر مكر إبليس وشيطان من الجن والإنس في كل وقت .
رابعا : لابد لهم من محبة الله تعالي والرسول عليه السلام والجهاد في سبيل الله تعالي بأموالهم وأنفسهم.
خامسا : لابد لهم من الإجتناب من قول الفاحشة والفساد والكذب ، و الإجتناب من سيئ الظن في كل شيئ ، وإذا قال فيجب عليه أن يقول قولا سديدا ويدعو إلي سبيل الله تعالي .
سادسا : لابد لهم من ذكر الموت دائما ، والإستعداد للموت
سابعا : لابد لهم من دعوة إلي صراط مستقيم ، وإصلاح خطاياه في كل يوم ، والتوبة إلي الله تعالي توبة نصوحا .
ثامنا : لابد لهم من ذكر نعمة الله تعالي عليهم دائما ، وشكر الله تعالي علي هذه النعمة .
تاسعا : لابد لهم من التفكر في حادثة تحدث في جوانبهم ، والدعوة إلي الله تعالي بسبب هذه الحادثة ، لأن الله تعالي ينبه الناس بحادثة تحدث في جوانبهم .
عاشرا : لابد لهم من قطع علاقات الدنيا ، وتسديد الديون في الدنيا .
الثالث : الزكاة في دين الإسلام ، وعددالزكاة خمس ، لقوله تعالي في سورة الأنفال : { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
و كل المؤمنين الزكاة ، لقوله تعالي في سورة التوبة :{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
و عدد الزكاة عند المسلم العام جزء واحد من أربعين جزء ، وهذا أسفل الزكاة ، لقوله عليه السلام : تأدية الصلوات الخمس في كل يوم ، وصوم رمضان في كل سنة ، وحج البيت مرة واحدة في حياته ، و عدد الزكاة جزء واحد من أربعين جزء ، وهذا العدد أسفل الزكاة .
وعدد الزكاة عند أهل السنة والجماعة عشر ، أي جزء من عشرة أجزاء ، لقوله النبي عليه السلام : زكاة النحل جزء من عشرة أجزاء .
يا بني آدم ! إعلموا أن الدين عند الله الإسلام . ولذالك قال الله تعالي في سورة آل عمران : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ .} صدق الله العظيم .
لابد لأهل السنة والجماعة من التواضع والإحترام الآخرين
الأول : لابد لأهل السنة والجماعة من الإحترام علماء الشريعة والطريقة والحقيقة ، لأن هذه العلماء يتبعون أصول القران الكريم والحديث الشريف ، ويحكمون بين الناس بدلائل القران الكريم والحديث الشريف ، ويتركون النفس والهوي ، ويخرجون النفس والهوي من قلوبهم ، ويدعون الناس إلي صراط مستقيم بالقران الكريم والحديث الشريف ، ويتواضعون ولايتكبرون . وإلا فليسوا بعلماء الشريعة والطريقة والحقيقة ، بل هم حمير يحملون أسفارا كما قال الله تعالي في القران الكريم ، فلا ينبغي لأهل السنة والجماعة أن يحترموا هم .
وإن الإحترام علماء الشريعة والطريقة والحقيقة خير عند الله تعالي ثوابا وخير أملا ، وإن الحديث النبوي في مسألة الإحترام علماء الشريعة والطريقة والحقيقة كثير جدا ، ومنها : روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : من إحترم العالم من العلماء فقد إحترم سبعين نبيا ، ومن إحترم العالم من العلماء فقد إحترم سبعين شهيدا ، ومن إحترم العالم من العلماء فلم يكتب كل ذنوبه في الدنيا .
وإن هذه العلماء يتواضعون ولايتكبرون ويعبدون الله تعالي في الليل ، لقوله تعالي في سورة الفرقان :{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا .وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}
الثاني : لابد لأهل السنة والجماعة من الإجتناب من ثلاث جماعات ، وإن هذه ثلاث جماعات لاينظرهم الله تعالي في يوم القيامة ولايزكيهم ، ويعذبهم :
أولا : الشيخ الزاني ، المراد بالشيخ هناك كبير السن .
ثانيا : السلطان الخائن الظالم .
ثالثا : الفقير المتكبر .
الثالث : لابد لأهل السنة والجماعة من الإجتناب من الغيبة والنميمة ، لأن الغيبة والنميمة من الكبائر . لقوله صلي الله عليه وسلم : فتنة الغيبة والنميمة أشد من الزنا.
وقال الإمام علي رضي الله عنه : تحذروا من الغيبة ، لأن للغيبة ثلاثة أخطار :
أولا : لايقبل الله تعالي دعائه .
ثانيا : لايقبل الله تعالي أعماله وعباداته .
ثالثا : يزيد ذنوبه زيادة كثيرة من ذالك .
وإن الغيبة مخالفة آية الله تعالي ، لقوله تعالي في سورة الحجرات : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }
الرابع : لابد لأهل السنة والجماعة من التمسك بالقران الكريم والحديث الشريف ، والتمييز بين الحق والباطل بميزان القران الكريم والحديث الشريف ، وكل ما يخالف أصول القران الكريم والحديث الشريف من الأشياء فبدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
ومن خالف القران الكريم والحديث الشريف وحكم بين الناس بالنفس والهوي فقد كفر حقيقة دين الإسلام ، و إن علامة من كفرحقيقة دين الإسلام ثلاث :
أولا : الظلم والخيانة والزيادة والنقص في حقيقة دين الإسلام .
ثانيا : التجميل أنفسهم بالأسماء الحسني نحو : دكتور وعالم كبير، والتمدح والرفع أسمائهم بأي أسلوب.
ثالثا : العمل ماتيسر من عبادات دين الإسلام بلا علم وأصول ، والترك ما تعسر عليه من عبادات دين الإسلام بلا علم وأصول ، وقصدهم لرئاء الناس وليس قصدهم لله تعالي .
ولذالك لابد لأهل السنة والجماعة من الإجتناب من الظلم والخيانة والزيادة والنقص في حقيقة دين الإسلام ، و لابد لهم من الإجتناب من التجميل أنفسهم بالأسماء الحسني نحو : دكتور وعالم كبير، والتمدح والرفع أسمائهم بأي أسلوب ، و لابد لهم من الإجتناب من العمل ماتيسر من عبادات دين الإسلام بلا علم وأصول ، والترك ما تعسر عليه من عبادات دين الإسلام بلا علم وأصول .
يا بني آدم ! إعلموا أن الدين عند الله الإسلام ، ولذالك قال الله تعالي في سورة آل عمران :{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ .} صدق الله العظيم .
والحمد لله رب العالين كما أهله وصلواته علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه , وحسبنا الله ونعم الوكيل .
والله ولي التوفيق