التصوف اليوم يحتاج إلى تعديل وإصلاح وجهود لترهينه وليعود له تألقه السابق فيكون على أهله إجماع فى التنظير والتطبيق ويكون الصوفيون مجدين روحيًا واجتماعيًا وثقافيًا فى مواجهة نظام الفكر الحديث.
رغم صعوبة الوقوف على حدين مطلقين يعيش الإنسان بينهما أزمة روحية، فـ«التصوف» يتميز بوصفه مطلقًا روحيًا، أما «العولمة» فهى مطلق مادى والإنسان من ضمن مخلوقات الخالق محدود فى حسه وعقله وإدراكه، نسبى فى أحواله وأوضاعه، وهذا بصريح القرآن الكريم والحديث النبى.
الإنسان يعيش بين هذين المطلقين أزمة روحية، لأنه لا يستطيع أن يكون روحيًا إلى آخر الروحانية أو ماديًا إلى آخر المادية، فهو مكرس للكدح بين هذين القطبين وهو لا يستطيع أن يستعيد توازنه إلا بفعل التدين الحق، الصحيح والسليم.
والطرق الصوفية التى درجت على الرياضة والترويض فى مسلك بل فى فضاء الروحانيات هى الأخرى تبدو عاجزة عن التوافق والتوفيق بين هذين القطبين.
وها هى بعض الأبيات من تائية الشيخ «أبى حامد الغزالى» تعرب عن جذب النفس وصراعها ومراوحتها بين القطبين المتضادين المادة والروح.